صَرْخَة ثم هَمْسَة
-----------------------------------------------
عبدالله بن منور الجميلي
إلى الضمير المتكلم وصلت رسالة تحمل صرخة من معلمات الصفوف الأولى في المرحلة الابتدائية؛ نبرات صوتها أمواج من المعاناة والألم النفسي؛ فإذا كانت معلمة الصفوف الأولى تبذل طوال العام الدراسي جهداً مضاعفاً في التعامل مع صغار الطالبات؛ وفي الابتكار والتكرار المتزامن مع صعوبة البدايات وتعليم الأساسيات؛ فمن حقها أن تنال شيئاً من الحوافز والميزات؛ والوزارة تجاهلت المحفزات المادية؛ فلم يبق إلا خاصية الإجازة المبكرة، والعودة المتأخرة عند بداية العام الدراسي.
وهذا مطبق في جانب المعلمين على ظاهره وإطلاقه دون استثناءات أو تعقيدات؛ أما عند المعلمات وآه من نفوذ حواء؛ فالأمر تحت قبضة مديرة المدرسة؛ فبناءً على تقاريرها الإيجابية تستحق معلمة الصفوف الأولى الإجازة؛ وامتثالاً لتقاريرها السلبية تعاقب المعلمة بأن يُلقى بها في إحدى الثانويات لتمارس المراقبة على الاختبارات، ولتصبح أسيرة لأوامر منسوبات الثانوية؛ فهي في نظر الجميع معلمة فاشلة يجب إرهاقها بالكَدّ ونقل الملفات من هنا وهناك، وليس لها من لغة الخطاب إلا التقريع.
جَعْل الأمر لمديرة المدرسة دون نظام واضح مطلق؛ فَتَح باباً للظلم والواسطة والمحسوبيات، فكانت النتيجة طابوراً طويلاً من المعلمات المظلومات الباكيات، وأجواءَ دراسية ملبدة بسُحِب رُكَامِية رعدية من الأحقاد والحزازيات؛ وسبب ذلك كله تَحْييد النظام الواضح بعلمه وعدالته، وتقديم رؤية المسؤول مع احتمال ظلمه وجهالته.
الواقع يفرض العدالة فإما أن تكون ميزة الإجازة لجميع معلمات الصفوف الأولى ، أو عدمها أولى؛ أما مَن يثبت تقصيرها فتعاقب بعد التحقيق والتأكيد وفق الأنظمة. (صورة عامة لوزارة التربية والتعليم، وصورة خاصة لتعليم البنات بالمدينة ).
هَمْسَة: الضمير المتكلم عندما يطرح موضوعاً أو يعرض مشكلة ؛ فإنه ينطلق من قضايا وهموم عامة؛ فليس لأحد أن يُشَخِّصها أو يُلْبسها رداء الخصوصية، وما يتبناه الضمير المتكلم من رؤى وأفكار هدفها المصلحة العامة للدين ثم للوطن؛ مع إيمانه بحكمة الشافعي - رحمه الله -: (قولي خطأ يحتمل الصواب، وقول غيري صواب يحتمل الخطأ)؛ فيا الله يا مَن تعلم السرّ وأخفى؛ أدعوك يارب أن تعفوَ عَن كل مَن ظلمني وبالباطل اتهمني. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.
http://www.almadinapress.com/index.a...icleid=1000422