أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :

( إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ) .



(التخريج) :

أخرجه البخاري في صحيحه (7188) ، ومسلم في صحيحه (6951) ، والترمذي في سننه (2976) ، والنسائي في سننه ( 5423 ) ، وأحمد في مسنده ( 24322 ) و( 24388) ، والبزار في مسنده (213) ، وابن منده في التوحيد (706)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (706) .

(شرح الحديث ):

قال ابن بطال ( هذا الحديث أدخله العلماء فى تفسير قوله تعالى : ( وهو ألد الخصام )

قال أهل اللغة : الألد هو العسير الخصومة الشديد الحرب . وقد ذمه الله - تعالى - لمدافعته من الحق ما يعلمه وتشهد به نفسه ، قال الله تعالى : ( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام ) .

وفي عمدة القاري (27/ 488):

عن مجاهد الألد الظالم الذي لا يستقيم .
وعن أبي عبيدة الألد الذي لا يقبل الحق ويدعي الباطل.
وتعليق مجاهد رواه ابن المنذر عن علي بن أبي طلحة حدثنا زيد حدثنا ابن ثور عن ابن جريج عن مجاهد.

وقال النووي في المنهاج في شرح صحيح مسلم ابن الحجاج( 16/ 219 ) :

( أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ) هو بفتح الخاء وكسر الصاد والألد شديد الخصومة مأخوذ من لديدي الوادي وهما جانباه لأنه كلما احتج عليه بحجة أخذ في جانب آخر وأما الخصم فهو الحاذق بالخصومة والمذموم هو الخصومة بالباطل في رفع حق او اثبات باطل والله اعلم .

وفي المناوي في فيض القدير ( 1/ 106) :

" وإنما خص الرجال لأن اللدد فيهم أغلب ولأن غيرهم لهم تبع في جميع المواطن".


وقال :
(الخصم) بفتح المعجمة وكسر المهملة أي المولع بها الماهر فيها الحريص عليها المتمادي في الخصام بالباطل لا ينقطع جداله وهو يظهر أنه على الحسن الجميل ويوجه لكل شئ من خصامه وجها ليصرفه عن إرادته من القباحة إلى الملاحة ويزين بشقشقته الباطل بصورة الحق وعكسه بحيث صار ذلك عادته وديدنه فالأول ينبئ عن الشدة والثاني عن الكثرة ، وسمي ألد لاستعماله لدديه أي جانبي فمه وعتقه ، وذهب بعضهم إلى أن أل في : " الرجال " للجنس وفي : " الألد " للعهد والمراد به الخصم الذي خصامه ومجادلته مع الله".

وفي النهاية لابن الأثير : (اللَّدَدُ : الخصومة الشديدة ) .


وفي إرشاد الساري ( 10 / 252) :

"باب الألدّ بفتح الهمزة واللام وتشديد الدال المهملة (الخصم) بفتح المعجمة وكسر المهملة وفسره المؤلّف بقوله (وهو الدائم في الخصومة) أو المراد الشديد الخصومة فإن الخصم من صيغ المبالغة فيحتمل الشدة والكثرة. وقال تعالى: {وهو ألدّ الخصام} [البقرة: 204] أي شديد الجدال والعداوة للمسلمين والخصام المخاصمة".


وفي تفسير قوله تعالى في سورة مريم: (وتنذر به قومًا لدًّا ) مريم: 97 .

قال ابن كثير الحافظ: أي عوجًا عن الحق مائلون إلى الباطل.

وجاء في الدر المنثور للسيوطي (7/ 22):

قول عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه-: لا تصحب الفجّار، لتعلم من فجورهم، واعتزل عدوّك، واحذر صديقك إلّا الأمين، ولا أمين إلّا من خشي اللّه، وتخشّع عند القبور. وذلّ عند الطّاعة، واستعصم عند المعصية واستشر الّذين يخشون اللّه) .

وقال ابن القيّم- رحمه اللّه- في الفوائد (98).:
سبحان اللّه، في النّفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتوّ عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغي قارون، وقحة هامان، وهوى بلعام، وحيل أصحاب السّبت، وفجور الوليد، وجهل أبي جهل).

وفي كتاب الصمت لابن أبي الدنيا (247):
عن إبراهيم بن يزيد التّيميّ؛ قال:
المؤمن إذا أراد أن يتكلّم نظر، فإن كان كلامه له تكلّم، وإن كان عليه أمسك عنه. والفاجر إنّما لسانه رسلا رسلا) .


وقال تعالى : ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) .

وقال الشاعر :

أحبّ مكارم الأخلاق جهدي ... وأكره أن أعيب وأن أعابا
وأصفح عن سباب النّاس حلما ... وشرّ النّاس من يهوى السّبابا

كتبه (حمزة الأمين الجبيلي) .

17 / ربيع الأول / 1435 هـ
19 / كانون الثاني / 2014 م
..............

كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ