بسم الله الرحمن الرحيم

حوار مع نيل مصر

د. عبدالرحمن بن صالح العشماوي

يانيلَ مصرَ سلامي
إليك قبل كلامي

إني أراك كريماً
تصغي لقول الكرام

وما تزال وفيّاً
لشعب مصرَ العصامي

يانيلُ ماأنت إلا
شهمٌ رفيعُ المقام

فكم حملت طريداً
أتاك والخَطْبُ حامي

وكم سقيت حزيناً
أتاك والقلبُ ظامي

يانيلُ هذا سؤالي
مطرّزاًباهتمامِ

قل لي بربك قولاً
يُزيح ثِقْلَ الظلام

ماذا جرى ياصديقي
في مصرنا من خصامِ؟

يانيلُ قال: تمهّلْ
فإن جرحيَ دامي

رافقتُ مصرَ قروناً
أخيطُ ثوبَ الغمامِ

رأيت فيها كراماً
من كل شهْمٍ هُمامِ

وكم شقِيتُ زماناً
بسوء بعض اللئام

رأيت منهم فجوراً
وقسوةً في الخصام

وكم رأيتُ طغاةً
تمرّسوا في الصِّدامِ

وكم رأيتُ غُواةً
تلبّسوا بالحرامِ

وكم رأيت خطوباً
تُشيبُ رأسَ الغلام

وكم وكم ياصديقي
رأيتُ في كل عامِ

يانيلُ قال تمهّل
حتى أُتمّ كلامي

فقد رأيت بُغاةً
يُبدون طبع اللئام

صدورهم ليس فيها
إلا قلوبُ الطَّغامِ

تمرّسوا في التَّجنّي
وهَتْكِ ستر الأنام

رأيتهم ياصديقي
في مصرنا مُنْذُ عامِ

لهم قلوبٌ غِلاظٌ
مليئةٌ بالسَّقامِ

يرون قتلَ بريءٍ
كرَشْفةٍ من مُدامِ

هم كُتْلةٌ من ضلالٍ
وقَسْوَةٍ وانتقام

هم جَوْقةٌ تتسلّى
بقتْلِ كلِّ هُمامِ

يانيلَ مصرَ توقّفْ
عن رَمْيِ هذي السّهام

أضْرَمْتَ يانيلُ حزناً
في القلب أقسى ضِرام

فارحمْ فؤادَ مُحبٍّ
يهفو لنشر الوئام

يانيلُ قال ترفّقْ
بقلبك المُسْتهامِ

فمصرُ أرضُ شموخٍ
وحكمةٍ وسلام

أبشرْبنصرٍ عظيمٍ
لأمّةِ الإسلام

#عبدالرحمن_العشماوي
الرياض 13-3-1435