أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


دور الأهمية المعنوية في تبادل التقديم بين النفس والغير
قال تعالى"رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات"صدق الله العظيم
تترتب هذه الاّية من الخاص إلى العام بحسب الأهمية المعنوية،فقد قدم طلب الغفران لنفسه قبل غيره،وهذا هو الأصل ،فالنفس مقدمة على غيرها ،ونقول في الأصل :هذا لي وهذا لغيري ،وقد نقول :هذا لغيري وهذا لي، عدولا عن الأصل وعند الاهتمام بالغير ،فالأصل تقديم النفس على الغير بالأهمية المعنوية ،تقول :هذا لي وهذا لغيري ،وقال تعالى "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم " وقال تعالى" رب أنّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر " فقدم بالأهمية المعنوية ما يخصُّه على ما يخصُّ امرأته،والكلام يترتب من الخاص إلى العام ومن الأهم إلى الأقل أهمية،إلا أن الله تعالى يقول كذلك في شأن عيسى عليه السلام :"فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين"(آل عمران 61) وفي هذه الآية عدول عن الأصل من العام إلى الخاص ،ومن الأهم إلى الأقل أهمية كذلك ،لأن الموطن موطن معركة ومحاججة،حيث خص الأبناء والنساء وقدمهم على النفس لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب،وربما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتى يُقتل ، ومن عاداتهم أنهم كانوا يسوقون مع أنفسهم الأطفال والظعائن ليشجعوهم وليمنعوهم من الهرب من المعركة ،ويسمون الذادة عنهم بأرواحهم حماة الحقائق ،وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم ،وليؤذن أنهم مقدمون على النفس مفدون بها ،وقد جاءت الآية القرآ نية على حسب عاداتهم وأقوالهم ،لأن فيها دعوة إلى التجمع من أجل الابتهال والدعاء وتشجيع الآباء والأزواج وبث الحمية فيهم ،فالكلام يترتب بحسب الأهميةالمعنوية عند المتكلم في الاصل وفي العدول عن الأصل.