غمضة جفن والعين تنام
رحلة فكر والعقل يحركه الوجدان
توارت بين الحجاب الأبيض
عذراء جميلة كأنها البدر أو أخته
تسامحت بقلبها من جميعنا
وسلمت حتى على طبيبها
غابت وكنا بانتظارها ثواني والثواني مهلكات
وبعد لحظات الزمان
خرجت لنا بلا حراك تئن والدمع يكسو خدها
من قسوة الجراح
تنظر بعين متألمة كأنها حالمة بفاجعة
لم تحرك بنانا والكل يدعوا لقلبها
لبقائها
وعيني إلى ملاكي ناظرة والقلب يهمس
إنها راحلة
دوت صيحات الأحبة فالعين باتت شاخصة
إلى سماء ربها ناظرة
تتبع الروح إلى مستقرها
وبقي الجسد
الذي أغرقته بالدمع والضم والتوسل بالبقاء
يشدون قوتي من على صدر حبيبتي
يعلنون الفراق والصبر يا أبن البشر
لم يعلموا من كان حبيبي
لم يلمسوا قلبي لحظة الفراق
الكل ينظر بعيني ليرى دمعي
ولكنه تجمد كما تجمدت عروقي
فهل شهدتم مطرا بلا سحاب
كنت هناك وكل الكون لا يسعني
بل حتى أنا ضقت بنفسي
في تلك اللحظات فقط بدأت معي رحلة الذكريات
قبل ساعات كانت معي
والآن ذكريات
إلى قاع الذكرى وصلت
ولم أجدها إلا حبي الذي يسكن قلبي
وبدأت أسبح بهذا الكون بنظري
أجول هنا وهناك علىِّ أجدها أو حتى التمس من ريحها
عبير الشوق والحب مسكها
والطيب لها ثرى والكل يخجل من طيبها
وفاء حب لم تملك سوى حبها
حتى لمن أغاضها
ووصل رحمٍ حتى لمن قطعها
تفرح الكبير وتمسح دمع الصغير
ثناءها الحمد
وترتيلها الحوقلة
وتسبيحها الاسترجاع
وحزبها قرآن في هجع الليل وسكونه
وصبرها فرحة ترسمها لغيرها
ولما لا أبكيك والروض قد تصحر بعدك
ولما لا أبكيك والكل قد بكى
في غمضةِ حلمي رأيت الناس لأستار الكعبة يرفعون
وماكان الصباح إلا وأنت تلفظين أنفاس الحياة
اللهم عنها فأرضى فأني أمسيت وأصبحت عنها راضي
في ليلة البدر وداع حبيبتي
كأنها تقول انظر إلىِّ في نور ربي
في ذكراك حبيبتي
فارق السكون قلبي
وتشتت ذاتي
وغدا الفكر سارح
واللسان يدعو آله الكون
رحماك نرجو ورضاك غايتنا
اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات
والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات
وألحقنا بهم ونحن في رضا من رضاك
ولكم مني السلام
الأحد ( 16/8/1429 )