سمعت مرةً أن الثقافة ليست أن تعرف اسم جزيرة في المحيط الهادي أو نجمة في مجرة أخرى ، لكن الثقافة أن هي لا ترمي النفايات في الشارع . ومحصلة هذه الجملة أن الثقافة ماهي إلا ( سلوك ) في الحقيقة وليست مجرد معلومات لا تفيد صاحبها نفسه.
الحديث عن النقد والتنوير والفكر شيء جميل جداً ولا غبار عليه ، لكن معناه يصبح معدوماً عندما يصدر عن شخص بذيء اللسان مثلاً .
إن تحويل المعلومات إلى سلوك مسألة معقدة جداً وهي ليست مرتبطة بالثقافة فقط لكنها مرتبطة بالتربية وبالنظام أيظاً . و تقدمنا بإتجاه فكرة معينة وقبولنا لها هو نتيجة إما لحالة نفسية مسيطرة أو لتحليل عقلي . وما يلاحظ في الكثير من الكتابات التي تتناول القضايا الثقافية أو الاجتماعية نقداً وتحليلاً أنها تعتمد في الغالب على حالة نفسية مسيطرة سواءً على الخطاب العام أو على الكاتب نفسه ، ولذلك تقترب غالبية النتائج من ( الدغمائية الساذجة ) في نقد القضايا أو تحليلها ، وهنا يمكن أن يتم البحث في أسباب المشكلة والتناقش حولها .
لكن المشكلة الحقيقة تكمن في أن قاعدة اساسية جداً لأي ثقافة وهي أدب الثقافة نفسها ، هذه القاعدة بدات بالسقوط على يد البعض بحيث اننا لم نعد بحاجة للنقاش كوسيلة للوصول إلى الحقيقة لكننا أصبحان بحاجة إلى رقابة أدبية تراقب الألفاظ النابية وتحاول منعها .
إن من الأدب في تناول المثقف لأي قضية أن لا يتملق أحداً كالملك مثلاً ، فكيف إذا تملق كاتب يدعي أنه يحترم نفسه جورج بوش . وكيف يمكن ان تناقش كاتباً يدعي أنه ينتقد السائد بذكر الخمر والشذوذ ويستخدم فوق ذلك ألفاظاً نابية تدل على قيمته هو كإنسان اولاً .
االنقد والتحليل والتنوير قضايا ( راقية ) يفترض أن لا يتناولها إلا من تجاوز حدود ( تعلم الأدب ) ليس في فقط إستخدام المناسب من الطرح واللفظ ولكن أيظاً بجعل ذلك سلوك لا يعبر عنه إلا لأنه يقوم به فعلاً . ولا تنتشر مثل هذه المشاكل إلا في بيئة تناسبها مع كل الإحترام والتقدير للجميع . ونحن نأسف بالطبع ان يكون هذا موضوعاً للنقاش لكنه ضروري جداً خصوصاً وأن بعض الكتاب بحاجة فعلاً للعودة إلى بيت الوالدين أو المدرسة الإبتدائية .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
اعجبني ماكتب ونقلته من احد المنتديات
تقبلوا تحياتي
المستشاره...