بسم الله الرحمن الرحيم
أبناءنا والدراسة
في الحقيقة لا أدري من أين أبدأ الكتابة هل أبدأ بصعوبة المناهج أو تقصير بعض المدرسين أو إهمال الطلبة وإحساسهم بالملل من الدراسة .
الواقع أن المشاهد في حياتنا اليومية هو أن كثير من الطلاب يذهب إلى المدرسة ليس رغبة في تلقي العلم وإنما إرضاءً لوالديه أو حتى لا ينظر إليه المجتمع نظرة إحتقار قبعضهم يسّود وجهه بعد الإنتهاء من الإجازة وعلمه بإقتراب موعد الدراسة والعودة إلى الواجبات وإلى الفصول الدراسية ، وذلك عندما تناقش أحدهم عن السبب الذي أوصله إلى تلك المرحلة من البغض للدراسة تجدهيشكو من صعوبة المناهج التي اكتظت بالمواضيع وأصبح الكتاب كتابين لمعظم المواد بالإضافة إلى الحشو غير المبرر كما أن بعض التلاميذ يشكو من إهمال بعض المدرسين وليس جميعهم وذلك بأن يتراخى في شرح الدروس في بداية العام أو الفصل الدراسي ، وبعد ذلك ينطلق كأنه في سباق الماراثون لايهمه من فهم أو لم يفهم من التلاميذ بل همه الوحيد إنهاء المنهج المقرر لأنه مفروض عليه من الوزارة وإذا ناقشت أحد المدرسين وجدته يعاني هو الآخر من مشاكل ومسببات ما الله به عليم كتأخر توزيع الكتب الدراسية على الطلبة وزيادة المواضيع في المادة التي لابد من إنهاء شرحها في فترة زمنية محددة من إدارة التعليم فهو لايستطيع التريث فكل حصة يبدأ درساً جديداً في غالب المواد فالطالب الذي ليس لديه من يقوم بمتابعته في المنزل وشرح مام يستوعبه في المدرسة كيف يكون حاله بالله عليكم ؟
سؤال يطرح نفسه لماذا الحشو الزائد في بعض المواد إن لم يكن جميعها وما الهدف منه ؟ هل المهم أن نطبع كتباً مليئة بالمواضيع والمعلومات حتى وإن كانت تفوق مستوى إدراك التلاميذ أو أن المفترض هو تخريج طلبة واعين فاهمين لما درسوا من خلال مناهج متوسطة الصعوبة قريبة من مداركهم تتناسب مع مستوى ذكاء الغالبية العظمى وهم في إعتقادي السواد الأعظم منهم ، ولاننسى أننا نعيش في عصر تدفق المعلومات فما لم يحصلوا عليه من الكتب الدراسية بإمكانهم أن يعرفوه من خلال وسائل ومصادر أخرى .
ولايخفى على الجميع ما للمعلم من دور بارز ومهم في تبسيط المادة أو زيادة تعقيدها فإذا كان بارعاً أستطاع أن يقدمها في أسلوب شيق محبب للطلبة ولكن الملاحظ أن بعض المدرسين ولا أريد التعميم دخل مهنة التدريس لضمان الوظيفة بعد التخرج مباشرة فهو ليس لديه مهارات فنية للتدريس فهو يشرح الدرس كما هو في الكتاب ، وجهة نظري الخاصة أن التدريس فن لايجيه كل من ألتحق به بل يحتاج إلى أشخاص لهم خصائص وصفات معينة حتى يستطيع أن يتفاعل مع هذه المهنة الشريفة وكذلك التعامل الجيد مع الطلبة وليس كل من هب ودب يصلح أن يكون مدرساً .
فندعوا المسئولين عن المناهج الدراسية أن يتقوا الله في أبناءنا حينما يضعوا المواضيع الدراسية وكذل المدرسين أن يحاولوا تبسيط المواد بقدر إمكاناتهم كما نهمس في آذان أولياء أمور الطلبة ان لايتركوا أبناؤهم دون مساعدة وذلك بإستدعاء مدرسين خصوصيين لهم ونحث الأبناء على المثابرة والتصميم على النجاح وعدم الإستسلام لصعوبة المناهج والتعاون بين المنزل والمدرسة بالزيارة المتكررة والسؤال عن أحوال الطالب حتى يمكن تدارك التقصير مبكراً قبل فوات الآوان ....... والله من وراء القصد .