أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم اللهِ نبدأ وبه نستعين !
قبلَ البدء أحبّ أن أخبر غالياتي كون ما في هذي الصّفحات إنّما هو نتاجُ سماع ، وكذاك تلخيص و تعقيب ببعض الأمثلة من عندي لتقريب الصورة والتوضيح ، وإلا فأصل المادة من أهل الاختصاص والدّراية العلميّة بذا الباب .. على رأسهم الأستاذ المفضال / ياسر الحزيمي -باركهُ اللهُ وآجرَه !

نبدأُ على بركة الله :
الثقة: شعور المرء بوجود قدرات لديه ، وهبها الله ، لا يستطيع أن يستخدمها أو يستنفدها إلا بقدرة الله !

من الأشياء التي تهز الثقة كثيرا : نظرة الإنسان لله عز وجل !
من هو الله؟
بقدر ما يكون الله عظيم في عقلك وتحسنين الظن به ؛ بقدر ما تكونين إنسانة واثقة بإذن الله في حياتك!
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول مقولة ؛ حقّ لمثلها أن تتخذَ بروازا في البيت !
فعليها مدار كثير من الأشياء المهمّة في الحياة ؛ حتّى تغيّر مجراها بإذن الله!
يقول عمر: والله لا أبالي أأصبحتُ على ما أحب أو على ما أكره ؟
لمَ يا صحابيَّ رسول الله ؟
قال: لأنّي أعلمُ الخيرَ فيما أحب ، والخيرَ فيما أكره !
إذا انطلق الإنسان من هذي العقلية ، عقلية أن كل شيء يعطيه الله فيه خير ؛ سيعيش منسجما مع نفسه ، متوازنا مع الآخرين ، سعيدا في ذي الحياة ، راضٍ بما كتبه الله عز وجل .
يعيش بجسده في الأرض وهو محلق في السماء !
عنده راحة وريلاكس على قولهم! ويتقبل كل شيء!

هذا أول شيء وأهم شيء ؟ نظرتك إلى الله ما هي؟ نظرتي لله ما هي؟
أنا عندَ حسنِ ظن عبدي بي .. وفي رواية الإمام أحمد : إن خيرا فخير وإن شرا ؛ فشر!
ابن حجر عليه رحماتُ الله علّق على هذا الحديث تعليقا يشيبُ له الرأس حقيقة ، قال:
أي قادرٌ أن أعملَ بك ما تظنُّ أني فاعلٌ بك!

لما تأتين لفلانة من الناس ، وتقولين لها : اصنعي كذا ؛ فتجيبك : أخاف من كذا وكذا!
فذلك ظنّها !
وذلكم ظنّكم الذي ظننتم بربّكم أرداكم . الآية .

فارضيْ بما كتب الله لك ؛ تعيشي ملكة ، سعيدة ، متعافية نفسيا ! هذه نظرتك لله .

الثاني: من الأشياء التي تؤثر على ثقة المرء وتهزها ؛ نظرتك لنظر الله عز وجل ؟
طبيعي الأخت التي يقدّر الله أن تصلي الفجر الساعة الثامنة صباحا !
طبيعي : ماذا يحصل لثقتها؟
تهتز ؛ لأنها قصّرت بالعبادات ؛ فتغدو بعين نفسها ضعيفة مع نفسها وعند الناس تشعر بتناقض!
ولكن لما تداوم على وردها من كتاب الله تعالى وتؤدي ما عليها من عبادات ؛ فهي تنظر بنظرة الله عز وجل لها . وبالتالي : نظرتك لنظرة الله عز وجل تؤثر فيك !

ذنوب الخلوات تحطّ من تقدير الذات !
لذلك الماوردّي يقول: من عمل في الخفاء عملا يخشى أن يعمله في العلن؛ فليس لنفسهِ قدرٌ عندَه!
سيظهر نفسه أمام الناس أنه ذاك المليح ، الذي يترك القبيح .
أما الناس قدّيس ، وفي الخلوات ؛ فمن أعوان إبليس ؟
هذا النوع من الناس ؛ يحطّ من تقدير الذات !
لأنه ينفصل فلانة التي أمام الناس وفلانة الحقيقية!
هذي الفجوة تمتلء اهتزاز ثقة! في كل لحظة يظهر نفسه أمام الناس على عكس ما هو عليه في الخلوات ؛ تأتي نفسُه لتهمس في أذنه : يا كذاب ، يا كذاب ، يا كذاب! هذه النفس التي تقول له يا كذاب يحاول أن يسكتها من خلال : زيادة النفاق وزيادة ادعاء فعل الخير ! إذن ذنوب الخلوات تحطّ من تقدير الذات .


حتى على مستوى الواجبات: لما يكون عندك تقصير في تربية الأبناء ، أيش وجهك أمام الناس أن تتكلّمي عن التربية ؟ تهتزّ هنا ثقتك ؛ لأنك ما أديتِ واجباتك .

من أجمل الأبيات في هذا : في قوة المرء لما يؤدي واجباته ، يقول الشاعر:
ونمتُ على ريشِ النّعامِ فلم أجد ... فراشا وثيراً مثلَ إتمامِ واجبي !

لما الإنسان يؤدي واجباته صح ؛ يكون قوي وواثق من نفسه!
لما ما يكون عنده ذنوب في الخلوات ؛ يكون واثق من نفسه !
لما يحسن الظن بالله عز وجل ؛ يكون واثق من نفسه!
لما ينزل الناس منازلهم ، وأنهم لا يعدون حدودهم وأنهم لو اجتمعوا على ضره أو نفعه فلن يستطيعوا !
لما ينزلهم منازلهم ؛ فوالله الذي بيده كل شيء لن يشعر أبدا باهتزاز في الثقة !

كيف تتولد الثقة ؟ تتولد الثقة الشعور أن لدى الإنسان قدرة بأن يفعل ولا يفعل .
لماذا يريد الإنسان أن يكون لديه ثقة ؟
1ـ الثقة مطلب شرعي ، كيف؟
لولا الثقة لا يستطيع الإنسان أن يترجم ما يشعر به قولا ولا سلوكا .

من تذكر لنا الفرق بين الحياء والخجل ؟
الحياء: سلوك إرادي ، أستطيع أن أفعله أو لا أفعله . ( الخيار بيدي أنا ) .
الخجل : سلوك لا إرادي ؛ يمنعني من أن أفعل شيئا .

الواثق يستحي ولا يخجل ؛ لأن الحياء أسعد أنا وأنتِ به بعد فعله ؛ مثل أن تقدمين من هي أكبر منكِ سنا أو قدرا للحديث
هنا تشعرين في داخلك بشعور بالسعادة بعدَ هذا الصّنيع ! صح ؟
طيب الخجل ماذا يشعر المرء معه؟ يشعر بتوتر قبل فعله ويحزن أثناء فعله ويندم بعد فعله!

من لا تلبس الجلباب أو اللباس الساترة ؛ خشية ألا يتقبلها الناس ؟ هذا عدم ثقة
تنمص حاجبيها ؛ تخشى ألا يراها الناس جميلة ؛ فهذي ثقتها بنفسها مهتزّة !
تلبس الضيق أمام النساء ؛ لكي تتسابق العيون لرشاقة جسدها؟ هي تشعر بنقص وتفتقر لأنظار غيرها .

نظرتي لنفسي كيف تكون ؟
يجب أن نتفق على نقطة مهمة جدا ، وهي أن ثمة فرق بين نظرتي لنفسي ؛ لأرتقي بها وأصلحها وأسمو بها وأزكو! وبينَ نظرتي لها في جنب الله ؟ بحيث أنني أرى فضلا لها ، وقد أمتن على الخالق عياذا بالله كوني فيّ كذا وكذا ، وصنعتُ كذا وكذا .. هذه النّظرة ممقوتة .. وهي التي حذّر منها سلفُنا الصالح وذمّوها .. لذلك لما نقول الثقة بالنفس هنا لا نقصد الثقة التي تجعل الإنسان يظنّ بنفسه كل الخير في جنب الله ، وأنّهُ منزّهٌ عن كُلّ عيبٍ ونقص ، وضحت ؟

طيب، نأتي للنظرة للنفس ، الورقة الآن حين نضعها إلى جانب كوب ؛ تكون كبيرة ، إلى جانب لوحة ؛ تظهر صغيرة!
نفس الشيء نظرتك لنفسك عند الناس؛ إذا جلست مع أناس كبار ، أصحاب شأن ؛ ستحتقر نفسك!
وإذا جلست مع صغار ؛ فيصيبك غرور!
وكلا الأمرين ؛ أمارة اهتزاز الثقة بالنّفس ، إذ الأصل والصواب أن تبقى على ذات الوتيرة في الحالين!


(*) لا بد أن تعرفي لنفسك قدرها وتنزلي الناس منازلهم !
- انتفاض الشخص عند المقابلة الشخصية ؛ لوظيفة ونحوها ما سببه ؟
أنّ هذا الطالب للوظيفة ، قبل دخوله للمقابلة قد نفخَ ذاكَ الجالس وأعطاه حجما ضخما قد يصل عياذا بالله لتأليهه ؛ واعتقاد أن الرزق بيده من دون الله!
زمنَ السلف ، لما دخل أحدهم لمقابلة الإمام ؛ لم يتأثّر لما رآه أو يخاف ، فما أن سئلَ ؛ قال:
لما رأيتُ الإمام على كرسيه ؛ تذكرتُ اللهَ على كرسيه ؛ فصار عندي كالذبابة!

الذي يخاف من الأضواء ، ومن أنظار الناس والتفاتهم ؛ هذا ممن يخاف؟
يخاف من الأسباب أو من النتائج ؟

الأسباب عندهُ (عملَها وأخذ بها ) ، والنتائج بيد الله ، وخوفه من النتائج التي بيد الله إذن هي اهتزازٌ بثقته بالله!
لماذا يتزاحم الناس عند قطار الموت في الملاهي ؟!
لأنهم واثقين أن لن يحصل لهم شيء ، ولن يقع وهناك وسائل أمان!
فهو يتحول من هذا الخوف ؛ من خوفٍ رادع إلى إثارة يستمتع بها!

الذي يقال له: قم تكلّم في الناس!
هو يخاف ممن ؟ من النتائج ؟
وهي عند الله ؛ إذن هو عنده مشكلة مع الله!

الحاصل يا أخوات أن المرء لما يدخل في موقف فيه هيبة ، فيتذكر عظمة الله عز وجل ؛ فينزل حينها الناااس من عينه لتحححححححححت !!

وحين يعلم المؤمن أن ما أصابه ؛ فهو خير له ؛ فهو حينها لا يخاف ويكون مطمئنا بالله !
الإنسان لا يقلق وعنده أب! فكيف وعنده رب ؟!

إذن أول شيء: حصولك على الثقة مطلب شرعي لا بدّ أن يتمسّك به الإنسان ويحرص على أن يتحقّق عنده .

مطلب نفسي: ذكروا أن هناك 6 أمراض جسدية من أسبابها أن الإنسان لا يعبّر عما في نفسه ، لا يكون واثقا من نفسه ويتكلّم! تتحول من نفسية إلى جسدية ! لكثرة هذا الكبت القابع في داخله!

نأتي الآن إلى نقطة مهمّة ؛ كيف يتقبّل الإنسان ذاته ؟
الثقة خليط بين توكيد الذات وتقبّل الذات! كيف ؟!
توكيد الذات : القدرة على أن أقول رأيي وأفعل ما أشعر به . دون تكرار نعم نعم نعم نعم نعم!!
مثل ذاك الذي لا يعبّر عما في داخله ؛ يكون مصدر ألمه الناس ، وكذلك هم مصدر سعادته!
فيجاري الناس ويحاول كسبهم ، بينما هذا في الحقيقة أكبر (سوسة) على مستوى العلاقات!
فيتحول الناس من مصدر سعادة إلى مصدر تعاسة وشقاء ؛ بالتالي هذا الذي بذل لهم وضحّى كسبا لرضاهم ؛ سيبدأ يكذب ويفتعل الأفاعيل طمعا برضاهم ولكي يجاريهم وما يهووْن!
ولما أن لا يعاملوه وفقَ ما توقّع وانتظر ؛ تجده يعتزل ويبتعد ، ثم يرجع ثم يعتزل ويبتعد ، وهو يدور حول الناس في ذهابه وإيابه!
والحقّ أن أقصر طريق لخسران النّاس ؛ محاولة إرضاءهم!

إن كنت تجهدين نفسك في تقديم أعمال وتضحيات لأجل أن يحبك الناس ؛ فهنا إشارة ونصيحة صادقة أن توقفي !

أن تضنيْ وتتعبي لأنّك تحبيّنها ؛ فهذا من كمال الخُلّة والمحبة ؛ فبيض الله وجهك!
وإلا فالسعي خلف رضاهم أيا كان ؛ فذا أمارةُ خنوعٍ ومذلة !

أنا لا أقدّم خدمتي للناس ؛ لكي يتقبلوني !
تقبّلني لذاتي بما فيَّ ، إن حصلَ ؛ فأهلا وسهلا ، وإن أعرضتَ بوجهكَ ونأيت ؛ فالنّاسُ كثير!
باختصار : فاقدُ الثقة عندَه افتراض أنّ كلّ النّاس لا بدّ يتقبلوني!
وهذا لا محالة باطل! لا يستوي لشخص!

قاعدة جوهرية ، قفي عندَها لدقيقة وتأمليها:
إذا وصلتِ باللطف مع الناس إلى الحدّ الذي تؤذي فيه نفسك؛ فيجب أن تتوقفي!
وإن وصلت في التعبير عن آراءك ومشاعرك للحد الذي تؤذي فيه مشاعر الناس ؛ فقفي!

(( كوني وسطا )) تستطيعينَ قولَ نعم باختيارك وإرادتك ، وقولَ لا باختيارك وإرادتك!
فلديّ خياران ؛ أستطيع الجلوس أو الوقوف ، أنا أملكُ تصرّفاتي ، ولي شأنيَ وما أنا أدرى به من غيري!

النبيّ صلى الله عليه وسلّم الذي كان على المنبر ونزل وترك الخطبة ؛ ليلتقط الحسن والحسين ليقبّلهم . للهِ من رأفة!
هو ذاته عليهِ صلواتُ ربي ، الذي قال : اقتلوهم ولو وجدتموهم على أستار الكعبة !
المؤمن عنده اثنتين والكافر عنده واحدة !

نأتي الآن لنقطة هامة : الشعور بالحزن تجاه ما يقوله الناس ؟
هو شعور طبيعي ، بل هو من الصحّة النّفسية ..
قال سبحانه : ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون !
لكن لابدّ هذا الحزن يكون له مدّة محددة وينتهي! وألا يمنعك أو يشعرك تجاه نفسك بالحقران!

• إذا سبّك الناس ؛ فهو دليل على بشريتك وبشريتهم !
هل جربتِ أن تدعي اللهَ في سجودك ؟
أن يرزقك سبحانك بمنّه وكرمه : أذنا تستمع ، وعقلا يتّبع ، وصدرا يتّسع ؟!
(( من تصدّر للناس ؛ تصدّقَ بعرضه )) الله جلّ في علاه وهو المعطي اللطيف سبحانه سبّوه وقالوا يده مغلولة وغير ذلك من الكفريات وكذا النبيّ الأكرم ؛ فكيف بي أنا وأنت؟!
وهذا جزء من الثمن الذي يدفعه كل إنسان ناشر للفضيلة .

مشكلتنا في التحسس من النقد كون التي تتحسس تفترض أنّه يجب أن تكونَ مرضية للجميع!
لن تقدّمي رسالتك ، أو تنثُري ما عندَك دونَ أن يعاديك أحد!
إنسان بلا أعداء ، إنسان بلا مبادئ !
وإن رأيتِ أنّ أحدا لا يسبّك ؛ فهنا تحتاجين وقفة مع نفسك لتقولي :
أوووه فعلا هنا شيء غلط!

وقديما قالوا: الناس بين حاقد وناقد!
ليس كل ما يقال صحيح ..
وهذه جزئية مهمة آمل من الفاضلات جميعا الالتفاتَ لها !

الناقد : أستفيد مما يقول!
والحاقد : أغلق أذني عما يقول !
لم آتِ بجديد ! إليكِ ذا الإيضاحَ لذي الجزئية :

ما يقوله الناس : هو ظن .
وما تعرفه عن نفسك : هو يقين . فلا يُقدَّم الظنّ على اليقين .

أي واحد ينتقدك ؛ فانظري بادئ ذي بدء لكلامه ؟
هل هو حقيقة أو رأي ؟

قالت على سبيل المثال: أنت خصصتِ لذي الدورة ساعة ونصف ومضى عليها أكثر .
هذا رأي أو حقيقة ؟

حقيقة نعم ؛ ..... أستفيد منها .

قالت : صوتك غيرجميل!
فلانة أجمل منك ! أسلوبك غير جميل

هذا رأي أو حقيقة ؟

رأي نعم ! لأن صوتي قد لا يعجبك لكنه يعجب أناس آخرين
وشكلي إن ما أعجبك ؛ فهو يعجبني! أسلوبي قد يكون بالنسبة لك غير مناسب لكن غيرك يراه مناسبا ..


فهنا أنت حين يردك أي كلام ، عليك أن تنظري ؟ هو نقد ؟ إذن هو رأي أو حقيقة؟
وتتفاعلين معه وفقَ ذلك !
مشكلة كثير من الناس أنهم يحولون الآراء إلى حقائق ويصدّقونها !

لذلك أي (نقد) تسمعينه ؛ اجعليه فائدة لك لا قائدة!
كيف؟ الجلباب عليك غير جميل ؛ تأتين ثاني يوم لابسة عباءة ، هنا أنت عندك اهتزاز ثقة ؛ جعلتِ النقد قائدا لك وجاريتِ كل كلمة طرقتْ سمعك!


من المهم جدا جدا لكل مسلم أن يعرف هويته؟
ماذا أريد أنا بالضبط ؟ أنا نُسيبة ؛ أدرس الفقه ، أريد بعد 5 سنوات على الأقل أن أكون مؤهلة للفتيا ؛ كي أنفعَ فئة النساء فيما يتعلّق بأمور دينهنّ ؛ فيكُن لهُنّ من يستمع لسؤالاتهن وما عندهنّ من استشكالات شرعيّة . هذه هويتي وهذا هدفي الذي رسمته لنفسي ..
تأتيني رسالة : لمَ لا تتكلمينَ العامية ؟ أن أريد أن أتكلّم الفصيحة ؛ لأنني أعتقد أن المسلمة لا بد أن تكون معتزّة بعربيّتها ، وهذا الشيء كذاك يخدم هدفي أكثر من حديثي في العامية ! هذا منحاي أنا وشأني الخاص الذي اقتنعتُ به ، وسرتُ وفقَه!

لكن بعض الناس ؛ يريد يكون صفحة بيضاء يرسمُ على جنباتِها الآخرون!

لابد يكون عند الإنسان قواعد .
لما يأتي إنسان ؛ يشتمني ، أقول : سبحان الله بشر!
يمارس بشريته ! الله يهديه!

ليست الأمراض في الأجساد فقط وإنما كذلك في الأخلاق ، فقولي: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به . واشعري بداخلك بصدقٍ بالحزن والشفقة عليها ؛ مسكينة لما ترينها ؛ ترحمينها وتحزنين عليها ؛ لأنّها وقعت في مرض (سوء الخلق) .


ننتقل لكلام رائع رائق للإمام العلم ابن القيم عليهِ رحمات ربي ..
ماذا قال؟ (( رضى الناس لا مقدور ، ولا مأثور ولا مأمور )) كيف يعني ، من تشرح ؟

لا مقدور : يعني لا يُقدَر عليه .
ولا مأثور: لم يؤثَر عن أحد عبر مرّ السنوات أنّه أرضى كل الناس !
ولا مأمور : أي لم يأمر به الله .

فتأمّل هذا القول باستمرار ؛ سينفعك كثيرا ، ويغيّر من طريقة نظرتك للأمور .

إذن تلخيص ما سبق بشكل سريع :
عندي مبدأ ؛ فأثبت عليه ما عندي مشكلة .
يأتيني نقد ؛ فهنا أعرض الافتراضات التي عرفتها : هذا النقد أنظَر هل هو رأي أو حقيقة ؟ هل هو من حاقد أو ناقد ؟

سأوضّح لكم أمرا فيما يتعلّق بمعرفة الحاقد وبعض أماراته ..
بشكل عام : النّاصح واحد من اثنين ؛ إما المسيء الناصح أو النّاصح المسيء !
الأول : ينصحكِ ؛ فيتحول لجرح ، ليس لديه أسلوب في النّصح ؛ فيُعذّر .
الثاني: يلبس عباءة النّصح ، لكنه يريد الإساءة؛ فهذا لا يضيق صدرك منه ؛ فذلك يعني أنّ لك أعداء وأنك صاحبة مبدأ ؛ فاطمئني وقَرّي عينا !



أمارات عدم الثقة بالنفس ؟
الشخص الذي همه عند الشروع أو الذهاب لجلسة أو نزهة : كيف يفرض رأيه على الموجودين ، وكيف تكون الجلسة بينَ زمامِه وفي يديه هوَ ؟!!
هذا إنسان كما يذكر أهل الاختصاص عنده نقص ، يشعر من الداخل أنه مهمّش ؛ فيريد تسليط الأضواء عليه ؛ فهذا النوع فيه اهتزاز ثقة !

الإنسان الذي يدعي أنه يعرف كل شيء ، ويريد يشعر الناس بثقته ؛ لدرجة أنه يدّعي ما لا يعرف ويملك ؛ فهذا شخص غير واثق !
الواثق : يعرف متى يتكلّم ومتى يسكت ،.
ومن كمال الثقة أن تدّعي أنك لا تعلم وأنك تجهل .

حال غير الواثقين ؟
النوع الأول ؛ شعارها الأول والأخير : لا أقدر! لا أستطيع ! دراما وأحزان ومشاعر وتعابير هنديّة ! :*) أنا أغرقُ في بحرس من الأحزان!
أعيشُ في غابةٍ من كذا ... ليشعرك كونه ولا شيء ، ولا يملك من أمره شيء!

الثاني كذلك غير واثق ، لكنّه يغطّي عدم ثقته ، فلا يريد أن تقترب من هذه النفس وتكتشف ضعفه؛ فتجده شرس ، ويهاجم ويدّعي المعرفة !

فمن لوازم الثقة والكمال ، أن تقولي : لا أعرف! وهي من دلائل وأمارات قوة الشخصية .

أضرب لكنّ مثالا :
لو أنّ عند إنسان (كرة) طائشة فوق ماء ، وهو لا يريد أن يظهرها للناس ، ويحاول يضغط عليها لكي تنزل لأسفل؟ هو يحاول إخفاءها ، لكن النّاس لا محالة يكتشفونه ويعلمونَ صنيعه!
فشقّي هذه الكرة ومزّقيها ، وقلي لا أعلم ! تُريحي وتستريحي!
بل بالعكس: ستكبُرين بعيون الناس .
وستشعرين براحة نفسية كونك تتصرفين بأريحية وبشكل تلقائي وطبيعي !
لاكونك تمثّلين أمام الخلق ، وتظهرين عكسَ ما عندك ؛ حينها سيظهر كذبك ويُكشف زيفُك ولو بعدَ حين!
سبحان الله ، لما تتكلّمين بشيء لا تملكينَ معرفةً به ؛ حتى جسدك يخذلك!
فيظهر ذلك على فلتتاتِ حركاتك !

نقطة هامة جدا : تقبُّل الذات ؟ تقبّل الذات هو رضى الإنسان بشكله وصوته وبصلعته وببشرته ، بلون شعره ، بكرشِه ، بطوله ، بنسبه ، بأسرته ، بماله ، بأسلوبه !
الحمدُ لله ، الله خلقني بهذه الطريقة . فأنت حينها لما يثبت هذا الأمر عندك ؛ فهو من أقصر الطرق بثقتك بنفسك !

أما من سقط على فستانها شيئا من عصير أو شاي ؛ وظلت طوال الجلسة ؛ منكمشة حول نفسها وما خذة زاوية في الغرفة !!
وقد لا تذهب أخرى لعزيمة أو حفلة ؛ بسبب حبّة ظهرت على أنفها ، أو تخشى أن تلبس هذا الثوب وقد رأتها صديقاتها وقريباتها فيه في اللقاء السابق ؟!
هنا يوجد عدم تقبّل للذات !

من جميل ما مرّ بي وسمعتُه أنّ : ماكسويل مالتيز ، هذا من أشهر أطباء علم النفس الحديث ، وألف كتاب: علم النفس الحديث .
كان تخصص هذا العالم في الأصل عمليات تجميل!
أتوا يسألونه: ما الذي أخرجك من عمليات التجميل إلى علم النفس ؟
قال : وجدت أن معظم الذي يأتون لتغيير أنوفهم وشفاههم وأشكالهم ، عندما أعمل لهم عمليات تجميل ؛ لا يتعافوْن!
فأعلم أنّ من يحتاج إلى عملية تجميل ! هي نفسه لا شكله ! فتحول من إنسان يعالج الجسد إلى شخص يعالج النفس ، ويدعو لتقبّل الذات أيا كانت !

هناك من يحاول أن يتقبله الناس بأي أسلوب! وفي الغالب الناس الذي يلتفتون لك من أجل شكلك ؛ فهؤلاء أناس لا يستحقون أبدا أن يكونوا أصدقاءك!
أنتَ بالروحِ لا بالجسمِ إنسانُ !

استصلحي نفسك ومن خذلك أو رفضك من أجل خلقتك ؛ فدعيه ولا تلتفتي له ؛ فالمهم هو محبّتك لأخلاقك ، لروحك ، لأسلوبك . لا لشكلِ عينِك وأنفِك !


لفتة: تقبّل الذات لا يعني القبول !
باختصار واضح: عليّ أن أتقبّل ما لا يمكن إصلاحه بنظري !
وأن أسعى جاهدة لأصلح ما يمكن إصلاحه .

احفظي هذا جيدا يا رفيقة :
لما الإنسان يؤدي واجباته صح ؛ يكون قوي وواثق من نفسه!
لما ما يكون عنده ذنوب في الخلوات ؛ يكون واثق من نفسه !
لما يحسن الظن بالله عز وجل ؛ يكون واثق من نفسه!
لما ينزل الناس منازلهم ، وأنهم لا يعدون حدودهم وأنهم لو اجتمعوا على ضره أو نفعه فلن يستطيعوا !
لما ينزلهم منازلهم ؛ فوالله الذي بيده كل شيء لن يشعر أبدا باهتزاز في الثقة !