أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد ، فإن الآثار والروايات التي صحّ معناها ولم يصح سندها، قد تكون فيها حكمة ، وقد تكون من كلام السلف الصالح، فإذا اكتفينا بالحكم عليها بالضعف والوضع، فقد يظن البعض أن لا قيمة لها ولا فائدة منها، فلذلك رأيت أن أجمع ما أقدر على جمعه منها، وأذكر نبذة عن تخريجها، وأبيّن فائدتها ومعناها .
أرجو من طلبة العلم الفضلاء أن يتكرموا بالإضافة عليها، وإذا كان هذا العمل قي سبقني إليه غيري فأخبروني جزاكم الله خيرا
1- من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
رواه الحاكم في مستدركه والطبراني في المعجم الأوسط عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ.
وقال فيه الألباني في السلسلة الضعيفة الجزء الأول صفحة 48: (309-312) ووهَّى جميع طرقه ومروياته.
معناه المقبول: من تمام إسلام المرء أن يهتم بأخيه المسلم، كما في قوله سبحانه وتعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات/10 ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) رواه البخاري (6011) ومسلم (2586)
2- مَنْ عَمِلَ بِما عَلِمَ أَوْرَثَهُ الله عِلْمُ ما لَمْ يَعْلَمْ
أخرجه أبو نعيم ( 10 / 14 - 15 ) من طريق أحمد بن حنبل عن يزيد بن هارون ، عن حميد الطويل ، عن أنس مرفوعا ، ثم قال : ذكر أحمد بن حنبل هذا الكلام عن بعض التابعين ، عن عيسى بن مريم عليه السلام ، فوهم بعض الرواة أنه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم فوضع هذا الإسناد عليه لسهو لته وقربه ، وهذا الحديث لا يحتمل بهذا الإسناد عن أحمد بن حنبل .
معناه المقبول: جاء في منظومة غذاء الألباب للسفاريني: قد ييسر لطالب العلم علوما أخر ينتفع بها وتكون موصلة إلى الجنة كما قيل : من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم .
وكما قيل : ثواب الحسنة الحسنة بعدها . وقد دل على ذلك { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى } وقوله تعالى { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } .
اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 63 ) : لا أصل له مرفوعا .
و إن اشتهر على الألسنة في الأزمنة المتأخرة
معناه المقبول: يحتمل أن يكون العمل المذكور فيه هو العمل للدنيا، وهو من السعي لطلب الرزق، وعدم التواكل، قال تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (القصص : 77 )
كما يُحتمل أنه يعني العمل للآخرة، و الغرض منه الحض على الاستمرار برفق في العمل الصالح و عدم الانقطاع عنه , فهو كقوله صلى الله عليه وسلم : " أحب الأعمال
إلى الله أدومها و إن قل " متفق عليه والله أعلم