كثيراً ما نبحر في عالم الشعر ، ونجنح ذات اليمين وذات الشمال متنقلين بين أغراضه المختلفة ،متهمين تارةً وأخرى منجدين ، ما بين معنى رقيقٍ غزلي ساحر، أو معنى قويٍ لاذع وساخر ، غير أنا في لحظةٍ ما نتجاوز كل هذا وذاك إن كانت القضية مساساً بالدين الحنيف أو مبادئنا ومعتقداتنا من قريبٍ أو بعيد ، فتكون لشعرنا أشبه ما يكون بالانتفاضة ، أو الإعصار الهادر الذي يقتلع من أمامه كل شانيء وفاجر ، وحول هذا المعنى كانت هذه الأبيات واصفة ً لتلك الحالات المختلفة التي نعيشها ونتقلب فيها معاشر الشعراء .
[poem=font="Simplified Arabic,6,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,6," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قد تطيش الحروف أو قد تميل =قد يلوح الجنوح فيما نقول
قد يندّ القصيد شرقاً وغرباً=غير عابٍ بما تقول الأصول
كم أناب الربيع منا سفيراً=حينما تزهر الربا والحقول
قد نحيل البلاقع الجرد روضاً=- إن وصفنا – ولو محاها الذبول
إذ مزجنا بشعرنا ألف لونٍ =منه غارت جبالنا والسهول
كم بنينا مدائناً مصعداتٍ =من خيالٍ وثَمَّ كان النزول
كم أضاءت بدورنا من دياجٍ=ثُمّ في لحظةٍ يكون الأفول
قد يداوي جراحَنا شطرُ بيتٍ =وبشطرٍ يكون منا القتيل
كم بعثنا بشعرنا في لحاقٍ=حين يسبي الفؤاد طرفٌ كحيل
ونظمنا قلائداً من جمانٍ=إن يلح في المسير خدٌّ أسيل
كم أضأنا شموع فألٍ وبشرى=حينما جاءنا يبوح العليل
كم سبتنا مرابعٌ لصبانا=نتغنى بذكرها ونطيل
ويهيم الخيال في كل وادٍ=سادراً حينما تلوح الطلول
وسكبنا دموعنا ساخناتٍ=إن تنادى الحداة حان الرحيل
كل هذا وذا وذاك وإنا=فوق هذا نعده لقليل
غير أنّا إذا يمس حمانا=كل شهمٍ لما يقول فعول
يعلن القول واضحاً وصريحاً=( كلُّ شيءٍ يهون إلا الرسول )
دونه اليوم نظمنا وحدانا=شعرنا دونه حسامٌ صقيل
نمتطي صهوة القصيد ونمضي=نبضنا حمحماتها والصهيل
نردع الشانئين في كل أرضٍ =وعلى عقبها ترد الفلول
"ربح البيع" إننا يا حبيبي=بعد ذا لا نقيل أو نستقيل[/poem]
نديم السها / حسن المعيني