الطابور الصباحي والمربعانية
حمد بن عبدالله القميزي
وضعت وزارة التربية والتعليم العديد من الأنظمة والقوانين الهادفة إلى تربية وتعليم طلابنا وتحقيق نموهم في جميع الجوانب العقلية والجسمية والاجتماعية والصحية وغيرها.ومن تلك الأنظمة نظام الطابور الصباحي، الذي تسعى الوزارة منه إلى تحقق عددٍ من الفوائد التربوية لطلابنا وطالباتنا، ومن ذلك:
- تنمية قيمة الوقت واحترام المواعيد والنظام والانضباط لدى الطلاب.
- تحقيق الانضباط والانتظام اللازم لليوم المدرسي كله والأنشطة التي يحتويها.
- يساعد المسؤولين في المدرسة على معرفة من تأخر الطلاب عن الحصة الأولى.
- تحريك الدورة الدموية لدى الطلاب ليصبحوا أكثر حيويةً ونشاطاً.
- تقديم التوجيهات التربوية والتعليمات الإدارية وإعلان الأخبار المدرسية المهمة.
- إكساب الطلاب مهارة الإلقاء الجيد والجرأة لمواجهة الجمهور من خلال الإذاعة المدرسية.
- وقت مناسب لتكريم الطلاب المتفوقين دراسياً والمتميّزين في مجالات الأنشطة المتعددة.
هذا الطابور الصباحي، أما المربعانية التي سُميت بهذا الاسم لأنها تمتد (40) يوماً، فيشتد فيها البرد، وتكون مميزة بطول الليل وقصر النهار، ومن طوالعها: الإكليل وهو أولها وتشتد فيه البرودة وتسقط الأوراق، وتكثر الأمطار والغيوم، وتشتد الرياح الباردة، وتهيج الفحول، وتهاجر طيور.
أما طالع القلب فيشتد فيه أيضاً البرد والرياح، ويظهر الضباب وتكثر الغيوم.
أما طالع الشولة فيستمر فيه البرد والصقيع والضباب، ويغطي الشجيرات والخضراوات، وتسقط فيه بقية أوراق الشجر.
وفي المربعانية - وأوقات اشتداد البرد - ماذا يحدث في الطابور الصباحي - خصوصاً في الساحات المكشوفة -؟
الجواب: ارتجاف الطلاب من شدة البرد إلى درجة الانكماش، أما تمارين الطابور الصباحي فلا يمكن أن تحرّك الدورة الدموية في المربعانية، وأما الإذاعة المدرسية فقد صد عن سماعها أصوات رياح المربعانية، أما الإصابة بالرشح وأمراض البرد فحدّث عنها ولا حرج.
وليس في تلك الأجواء تكريم لمتفوّقين أو متميّزين، وتعليمات الإدارة سيكون لها أوقات وأماكن أخرى.والمعلّمون في ذلك الطابور يبحثون عن الأماكن التي يشع فيها ضوء الشمس، وقد وضع كل منهم يديه في جيوبه، والبعض قد تلثّم من شدة البرد، وآخرون وجدوا في غرفة المعلّمين مكاناً مناسباً لشرب فنجان من القهوة أو الشاي، ومع ذلك فهناك معلمون وهم كثر يشاركون بكل حيوية ونشاط - وهم يرتجفون من شدة البرد - في ذلك الطابور المربعاني.
وبعد: إذا كان الطابور الصباحي عبارة عن نظام وأسلوب وضع من أجل مصلحة طلابنا، فإني أقول: إن عدمه في المربعانية - والأجواء والأماكن الباردة - التي تضر بصحة طلابنا وتتلاشى فيها أهدافه الجميلة هو الأكثر صواباً.
أخيراً: مدير المدرسة هو المسؤول الأول فيها وعنها، لذا عليه أن يجتهد في جعل النظام محققاً لمصلحة الطلاب، ووسيلة لتحقيق الأهداف التي تحددها الوزارة.
وتحقيق المصلحة في تنفيذ نظام الطابور الصباحي أو عدمها يرجحه ويقدّره مدير المدرسة والمسؤولون فيها بناءً على ظروف المدرسة وأجوائها.
المقال على موقع الجزيرة http://www.al-jazirah.com/191839/rj4d.htm