مخاوف من الأخطاء التقنية تسبق انعقاد الجمعية التأسيسية للشركة الثلاثاء المقبل
محللون ومستثمرون منقسمون بين تخصيص يوم مستقل لتداول «إعمار» أو طرحه خارج فترات التداول
الرياض - بادي البدراني:
مع اقتراب موعد تداول أسهم شركة إعمار المدينة الاقتصادية المنتظر له أن يكون بعد أسبوع من الجمعية التأسيسية الأولى للشركة المقرر انعقادها الثلاثاء المقبل، تباينت آراء المحللين الماليين والمستثمرين في سوق الأسهم حول أهمية تخصيص يوم مستقل لتداول أسهم الشركة أو أن يكون خارج فترات التداول الرسمية ودون باقي الشركات المدرجة.
وفيما يرى البعض أن تخصيص يوم مستقل لتداول أسهم الشركة من شأنه أن يمنع وقوع الأعطال الفنية التي قد تطرأ على نظام التداول قياساً بما حدث أثناء تداول أسهم «ينساب»، اعتبر آخرون أن تحديد يوم خاص لتداول أسهم إعمار امر غير ايجابي ويحتاج للتدخل في نظام تداول وهو الأمر الذي لن يحقق مصالح المتعاملين على المدى القصير.
ويخشى المستثمرون من تكرار تجربة سهم «ينساب» الذي تسبب عند تداوله في تعطيل تعاملات سوق الأسهم أكثر من مرة، ما أدى إلى إيقاف تعاملاته وتمديد فترة تداولات السوق، بعد أن تسبب هذا التعطل في إحداث حالة من الخوف والهلع بين المتعاملين في السوق.
وطالب مستثمرون هيئة السوق المالية بالعمل الجاد لتبديد أي مخاوف عند المتعاملين وزيادة ثقتهم من خلال استصدار قرار يقضي بأن يكون تداول أسهم «إعمار» خارج فترات التداول الرسمية، أو أن يكون التداول يوم الخميس، بجانب ضرورة معالجة المشاكل الفنية التي اصبحت تلازم نظام التداول في الآونة الأخيرة.
ورأى هؤلاء أن كافة الدلائل تشير إلى أن نظام تداول سيشهد عند إدراج أسهم شركة إعمار التي تجاوز فيها عدد المكتتبين أكثر من عشرة ملايين مكتتب من خلال أكثر من مليوني محفظة،سيشهد كميات هائلة من أوامر البيع من نوع «أمر سوق»، ما يعني احتمالية تعطل النظام وبالتالي انتشار موجة من الهلع بين المتعاملين.
وقال ل «الرياض» المحلل المالي عبدالرحمن السماري ان حدوث أعطال فنية بنظام التداول مشكلة كبيرة تعطل مصالح المستثمرين وتسبب خسائر للعديد منهم، مبيناً أن هناك مخاوف من أن يشهد النظام عطلاً عند بدء تداول أسهم «إعمار»، الأمر الذي سيصيب المستثمرين بخيبة أمل وانزعاج كبير.
واقترح تخصيص يوم مستقل لتداول أسهم الشركة دون باقي الشركات المدرجة،أو طرح أسهم «إعمار» في أوقات غير أوقات «التداول» الرسمية،حيث يمكن تداول أسهم الشركة بعد اقفال السوق في فترة الصباح وبعد الفترة المسائية،مشدداً على أن هذا من شأنه أن يحافظ على توازن السوق وعدم تعرضه لأعطال محتملة في نظام تداول.
وبين أن تداول أسهم شركة إعمار لن يؤثر على المؤشر كونه لن يضاف إلا بعد فترة، لذا فإنه من باب أولى أن يتم وضع أوقات تداول مختلفة عن تداول أسهم الشركات الأخرى.
وتخوف السماري من قيام بعض البنوك بإتاحة البيع عن طريق أجهزة الصراف الآلي كما حدث أثناء تداول «ينساب»، والذي من شأنه أن يؤدي إلى حدوث أعطال في أنظمة التداول التي لن تكون قادرة على الاستجابة لضغوط البيع وضخامة الأعداد والكميات التي يراد تنفيذها خاصة في الأيام الأولى من التداول.
وأضاف: «الأعطال الفنية التي تضرب النظام بين الحين والآخر وخاصة عند إدراج شركة جديدة فيه قد تتسبب في حرمان المستثمرين من تنفيذ العديد من الصفقات وستؤثر بشكل سلبي على السوق وتسبب ارتباكا وتوترا نفسيا لدى العديد من المستثمرين، داعيا إلى تعزيز إجراءات الوقاية من نتائج الأعطال الفنية وتداركها بأفضل السبل،وذلك لمنع وقوع أي نتائج سلبية على المستثمرين.
في المقابل، رأى الدكتور عبد الوهاب القحطاني من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن يكون بيع أسهم إعمار بعد نهاية كل تداول أي من الساعة الثانية عشر بعد الظهر وحتى الساعة الرابعة عصرا ومن الساعة السادسة والنصف وحتى الساعة الثامنة والنصف ليلا يوميا، مبيناً أن تخصيص يوم الخميس لتداول أسهم الشركة غير كاف للبيع حسب وجهة نظره.
إلا أن المحلل المالي وأستاذ المحاسبة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عبدالله الحربي،رأى ضرورة عدم مقارنة ما حدث أثناء تداول أسهم شركة ينساب مع تداول أسهم شركة إعمار، مؤكداً أن هيئة السوق والبنوك وجميع المتعاملين تعلموا الدرس جيداً، كما أن الظروف غير متشابهة بين تداول الشركتين.
وقال الدكتور الحربي: «نتوقع أن يشهد تداول أسهم الشركة نشاطاً كبيراً من ناحية أوامر البيع والشراء، لكن هذه التوقعات والمخاوف لا تتطلب منا أن نطالب بتخصيص يوم مستقل للتداول، مضيفاً أن على جميع المتعاملين أن يتفهموا أن نظام تداول نظام مستقل وقائم بذاته ويجب عدم العبث به.
وشددّ على أنه ليس من السهولة بمكان أن يتم تخصيص يوم الخميس لتداول أسهم الشركة، لأن هذا الأمر يحتاج إلى تخطيط مسبق ولفترة زمنية طويلة بحيث تكون البنوك جاهزة للعمل في هذا اليوم، غير أنه اعتبر مقترح تداول الأسهم خارج أوقات التداول الرسمية وبين الفترة الصباحية والمسائية بالمقترح الجيد على حد وصفه.
وبينّ الدكتور الحربي أن مخاوف المستثمرين تأتي بسبب تجربة أسهم «ينساب» التي شهدت أعطال تقنية وفنية معقدة، موضحاً أن كافة الدلائل والمؤشرات تفيد بأن الظروف غير متشابهة لا من ناحية استفادة الجهات الرقابية من الدروس السابقة أو من نوعية الفئات المستثمرة والمكتتبة في شركة إعمار والذين يتنوعون بين المكتتبين البسطاء والمتعاملين الاعتياديين إلى المكتتبين الاستراتيجيين.
إلى ذلك، قال محمد بن سعد الدبيس أحد المستثمرين في سوق الأسهم المحلية،ان كافة المتعاملين في السوق يتخوفون من قرب موعد تداول أسهم شركة إعمار قياساً بالعدد الضخم للاسهم وبما حدث عند تداول أسهم شركة ينساب، مضيفا: «لو تكررت الأخطاء الفنية فستكون خسائر المستثمرين كبيرة وهذا يمثل ايضا خسارة للسوق.
وأكد أن الحلول الوقتية التي تتخذ عند وقوع الخلل الفني مثل تمديد فترة التداول لا تعتبر بديلاً ناجعاً لأن هذه الأخطاء تضرب أموال المستثمرين، ما يتطلب اتخاذ قرار بتخصيص فترة مستقلة لتداول أسهم شركة إعمار بحيث تكون مختلفة عن تداول أسهم الشركات الأخرى.
وطالب عضو جمعية الاقتصاد السعودية عثمان العثيم هيئة السوق المالية بتأجيل طرح أسهم شركة إعمار إلى حين التأكد من جاهزية أنظمة التداول وأنظمة البنوك،مشدداً على أن المتعاملين في سوق الأسهم يتخوفون من حدوث مشاكل تقنية قد تصاحب تداول أسهم الشركة بسبب العدد الهائل للاسهم التي ستباع في اليوم الأول ولعدم وجود أجهزة لدى نظام تداول تستوعب تلك الكميات.
وشدد العثيم على ضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتفادي اي خلل قد يحدث في السوق أثناء تداول أسهم إعمار، مشددا على ان النظام غير قادر على استيعاب الأسهم البالغة 255 مليون سهم، ما يستلزم تطوير الخدمات وتحديثها والعمل على الاسراع في هذا الجانب من قبل هيئة السوق المالية.
من جهته،أكد تركي بن علي أحد المتعاملين في السوق على ضرورة أن يعي المستثمرون بأن هيئة السوق المالية اتخذت خلال الفترة الماضية العديد من الإجراءات التي من شأنها أن تمنع تأثير طرح اكتتاب اي شركة في السوق على أموال المستثمرين، مؤكداً على ضرورة أن يعمل المستثمرون بأنفسهم على تبديد المخاوف التي تحيط بهم بسبب الأعطال الفنية.
يشار أن شركة إعمار المدينة الاقتصادية، ستعقد الثلاثاء المقبل جمعيتها التأسيسية الأولى، والتي سيتم خلالها التحقق من الاكتتاب بكل رأس المال ومن الوفاء طبقاً لأحكام نظام الشركات بالحد الأدنى من رأس المال وبالقدر المستحق من قيمة الأسهم، وتعيين أعضاء أول مجلس إدارة لمدة لا تتجاوز خمس سنوات، بجانب المداولة في تقرير المؤسسين عن الأعمال والنفقات التي اقتضاها التأسيس.
وسيكون بدء تداول أسهم «اعمار» بعد أسبوع من عقد الجمعية التأسيسية للشركة، وذلك بعد أن يعتمد وزير التجارة والصناعة نتائج الجمعية التأسيسية وإصدار قرار بإعلان تأسيس الشركة التي ستتقدم بدورها إلى هيئة السوق المالية بطلب تسجيل وإدراج وتداول أسهمها في السوق وفقاً لنظام السوق المالية ولوائحه.
يذكر ان شركة «اعمار المدينة الاقتصادية» طرحت 30٪ في المائة من إجمالي أسهمها للاكتتاب العام، أي ما يعادل 255 مليون سهم بقيمة اسمية وقدرها عشرة ريالات للسهم الواحد، لتبلغ القيمة الإجمالية للأسهم التي تم طرحها للاكتتاب العام 2,55 مليار ريال، حيث شهدت عملية الاكتتاب في أسهم الشركة تجاوز عدد المكتتبين عشرة ملايين مكتتب.
رد مع اقتباس
