إذا تواردت عليك المهام .. وأقلقتك المشاغل ..وأثقل فؤادك الهم والحزن .. ودارت أمام عينيك سلسلة المآسي في حياتك .
إذا فارقت أهلك .. أو تركك رفيقك.. أو حالت بينك وبين ذكريات الاجتماع والمودة أيام النسيان. إذا أحاطت بك الديون.. أو ركبتك الهموم اثر بلاء رأيته في جسدك. إذا أرق عينيك سهاد الألم والأوجاع في وقت سكنت فيه المقل وهجعت إلى نوم رغيد ..
فر إلى الله ..
واسكب دمعة البرد والسلام على قلبك ..نعم دموع اللجوء إلى الله .. ولذيذ الشكاية إليه ..
يخيل إليك أنك تهنأ حتى يعلم من حولك بأسرار همومك ،
غير أن سر الهناءة والطمأنينة الحقيقية هي عندما تزيدك تلك البلايا قوة وثباتا وصمودا ..
عندما تقف أمام سيل هذه الحياة قويا بالله .
نعم .. تعرف على الرحمن .. واطرق بابه ..
وائذن لعينيك أن ترسل رسالتها الصا متة إلى الذي يعلم السر وأخفى .. فلا أحد أعظم حظا ولا أوفر نصيبا من عبد يملك دمعة يرسلها بصدق إلى اللطيف الرؤوف بعباده .. لا تظن أن مسالك الدنيا أغلقت أمام وجهك عندما تواردت عليك البلايا من كل صوب وأنت تملك لساناً يلهج إلى الرحمن .. وعينا ترسل دمعات الاضطرار والكربة .. أعلم أن بين جوانحك آمالا عظيمة ور غائب نفسية .
وأعظم ما أملت هو والله صلاح نفسك وقودها في طريق الحق .. وبتلك الدمعة سترى كيف ستتوالى عليك نعائم الدنيا والآخرة .
ثقلت عليك نفسك في كثير من ميادين الجهاد وأنت تعلم أن فوقك سبيل خوض غمار الطاعة والعبادة .. وكبح النفس عن مساخط الله وكفها عن شهوات الباطل .
وكل ذلك إذا اجتمع إلى دمعة ساخنة تخرج من فؤاد متفطر على تقصر النفس .. وقلة الزاد وضعف الحال .. نعم .. وبتلك الدمعة الفياضة تطرق أبواب رحمته سبحانه ليكون المدد والعون منه سبحانه .. فلا حول ولا قوة إلا به .
فلم لا تكون بينك وبين الدمعة الخاشعة علاقة قوية .. فمتى ما همت نفسك بخير أرسلت تلك الدعوات الصادقات ممزوجة بدمعة الخشوع واللجوء إلى الرحمن .
أيها المؤمن .. إن الله إذ خلقك لم يتركك هملا .. بل عرفك على أسباب القرب منه وأعطاك من المنح والقدرات ما تدفع بها نفسك إلى الخير .. ولكن عندما تكون صادقا في جهادك .. مخلصا في توجهك .. صابرا على بلائك .. متسلحا بإيمانك وعندما تملك دمعة خفية ساخنة ترسلها عند حاجتك .