السلام عليكم و رحمة من الله .. أصدقائي عشاق الهلال و بعد / قد إنتهى موسم صاخب جداً و قوي إعلامياً
لم يمرّ إطلاقاً بمرحلة فتور وهدوء / حرب إعلامية وتصاريح على خط النار وأمور أخرى إنتهى بها الموسم
بطريقة ليست مثلى لنا وبشكل محدد ..

كّنا على الدوم نستمتع على الأقل ولو ببطولة واحدة بشكل سنوي .. ليس الأمر يتعلق بالبطولات بقدر كيفية
الوصول إلى " الشكل الكامل " و تكوين فريق يستطيع أن يقف في كل المنافسات بشكل جيد .. لن أسرد هنا
الحالات التحكيمية ولا العوائق الكثيرة .. كل ماحصل كان شئ ممكن في ظل تغيير الكثير بقائمة العناصر من
خلالها نستنتج تلقائياً أن التأقلم مع 4 بطولات غير متيسر بشكل كبير ..

على صعيد الأجانب يتم استبدال تشو هوان بالمدافع الكوري الآخر كواك / ويتم الإستغناء عن عادل هرماش
ويُجلب ديغاو من أرض أبناء السيليساو وعلى الصعيد المحلي يستغنى عن المرشدي ويصاب المسلم في ظل
قدوم حسين شيعان و سعود كريري .. و قد أختار لنفسي بعض التفصيل حول المراكز واحداً تل والآخر الآن

منذ إعتزال أسطورة آسيا الأخطبوط / محمد الدعيع لم أرى قط حراستنا تهتز بهذا الشكل .. كنا نشاهد حسن
العتيبي يحاول لملمة آخر الأوراق و يحافظ و لو ببعض الهيبة لشباك الزعيم ... السديري قدم موسماً ليس
بالسيئ إطلاقاً ولكن بدأ و كأنه لم يستعد نفسيا و ذهنيا لهذا الموسم القوي و حاول العودة بكل قواه في نهاية
الموسم وأجاد في الواقع ..

الدفاع هذه السنة ظهر بشكل ثنائيات البلوت فتارة نرى المرشدي وهوان وتارة المسلم وهوان وتارة سلطان
الدعيع وهوان ثم ديغاو و الدعيع و أخيراً ديغاو و كواك .. و آخر ثنائية هي الانجح على الإطلاق فقد عانى
الهلال الأمرين من الكور الخلفية والمرتدة والتي أحملها 70% على عاتق الكوري المبتعد عن الملاعب منذ
مجيئه للهلال " هوان " والذي راهن البعض على فشله وأقرّ أنني لست منهم لأنني لم أكن أتوقع أن الإدارة
مستعدة للمخاطرة في مركز حسّاس جداً ولكن للأسف هوان خيّب الآمال كثيراً بالإضافة لماجد المرشدي و
الذي لم يدع آخر أوراق التوت حتى أسقطها و خرج بغير الترحيب الذي يستحقه على مدار 8 أعوام قضاها
داخل النادي الأزرق أما في آخر حديثي عن خط الدفاع فأنا حتى و لو كنت متحمس جداً لرؤية عبدالله الحافظ
كـ ساتر دفاعي .. إلا أني أرى بُعد النظر في تحويله للأولمبي فقد كسب الكثير بعد تحقيق بطولة كأس الأمير
فيصل بن فهد رحمه الله .. و أعتقد أنه الآن جاهز على الأقل أن يكون إحتياطي ممتاز ..

قائمة الوسط وعلى رأسها هرماش وكاستيلو لما يقدموا الكثير .. هرماش وبعد موسم ثالث له وثاني خروج
بعد مغادرته في موسم 2012 - 2013 إلا أنه لم يحاول تقديم الكثير رغم ثقتي بقدراته ولكن قد يكون كل
ما يمكن قوله أنه لم يجيد التعامل مع الفرصة المعطاة له .. أما كاستيلو النجم الإكوادوري أنا على ثقه بأنه
جيد دفاعياً وكان من أقوى المحاور في استخلاص الكور و تمريرها بالشكل الصحيح ولكن عاب عليه البطء
الشديد والتأخر في الهجمات المرتدة و ظهر جلياً ذلك في النصف الأول من الموسم .. الوسط الأمامي عانى
هذا الموسم من الإعتماد الكلي على نيفيز فلا العابد هو نجمنا المتميز ولا سالم كذلك ولو أن الأخير أمضى
الكثير من المباريات الجيدة و هو أكثر المستفيدين من الإنتقاد و تحسب له / و كنا في حاجة دائمة للتركيز
المستمر فالهلال لا يحتمل المزاجية إطلاقاً في الأداء .. أما الشلهوب فحقيقة الأمر انه لم يأخذ فرصته مما
صنع منه لاعب غير جاهز لياقيا ولكنه في الربع الأخير من الموسم قدم كل مايمكن تقديمه و حمل الفريق
رغم غياب تياقو الذي لو حاولت كتابة موضوع آخر عنه لن أقدم جزء مما أتاحه للجماهير هذا الموسم فقد
كان الأمل الدائم للفريق .. أما صديقي العائد عبدالعزيز الدوسري فقد خيّب الأمل .. فليس هو ميسي الكرة
السعودية الذي يمتاز بأقدامه القوية أو حتى بتمريراته الساحرة عدى تمريرة هدف التعادل في لقاء الأهلي
في الذهاب .. و غاب بقية الموسم .. مما جعلني أتسائل ماذا لو كان هنالك عبدالله عطيف في القائمة حتى
وإن أمتدحت كثيراً قرار إبعاد الحافظ عن الفريق الأول ولكن " عبدالله عطيف " لم يكن يحتاج لهذا التجهيز
لأنه يعتبر لاعب متاح للزج به داخل معمعة الوسط في ظل هذا الموسم الممتلئ ..

الخط الهجومي ورغم غياب ياسر في بداية الموسم إلا أن هذا الخط يعتبر أفضل خطوط الفريق والفضل لله
ثم للنجم ناصر الشمراني الذي لم يقدم فرصة لـ مصطلح " التجانس " و " تغير البيئة " بل صنع لنفسه
فرصة للتألق و الحصول على لقب هداف الدوري للمرة الخامسة في تاريخه كان شرفاً له أن يكون إحداها
مع الهلال .. ناصر سجل ما فوق الـ 30 هدف في مختلف مباريات الموسم .. و صنع الكثير من الأهداف.
يقول خالد الشنيف : " ناصر تطور اداءه عن الشباب في مساعدة زملائه على التسجيل وليس البحث عن
تسجيل الأهداف فقط ". وهذا هو المستحق للقب المحارب/ أما يوسف السالم فلم يظهر كثيراً ولن يحاسب
كثيراً لأنه لم يعطى الفرصة المستحقه و خالد كعبي أثلجني الإعتماد عليه في آخر المباريات كبديل هجومي
أول وهذه هي بداية الإنطلاق إن شاء الله ..

أما الكابتن سامي الجابر قدّم خلال الموسم لمحات كثيرة تنبئنا عن فكر ورؤية .. الأخطاء كانت واردة جداً
منها عدم حل الثغرة الدفاعية بسبب الهجوم المبالغ فيه .. ظهوره في تصاريح إعلامية ضد الأمير محمد
بن فيصل / وبغض النظر عن أهمية مايدور بينهم لكن في الواقع لم يكن الوقت جيد إطلاقاً للحديث عن أي
شئ أنذاك / يحسب لسامي إحتواء اللاعبين ففي أكثر من مناسبة كان يحاول إعطاء الثقة للمدافعين ولكن
للأسف لا المرشدي ولاهوان كانوا على قدر المسؤولية .. كنت أطالب شخصياً ويعرف ذلك المقربين منّي
أن يتبع الهلال أسلوب و " تكتيك " فانا رأيت الهلال شبه ضائع في منتصف ملعب الخصم و كأن هجومه
غير مبرر .. ولكن في الربع الأخير في الموسم بدأ لنا الهلال بالإعتماد على المثلثات والمربعات في نصف
ملعب الخصم والنقلات السريعة و تسجيل الأهداف من 7 - 8 تمريرات فقط .. كل هذا كان ناتج عن عمل
كبير يستحق الثناء .. والتأهل من مجموعة حديدية في المركز الأول تحسب للمدرب العودة باللاعبين إلى
الواجهة من جديد .. و يحسب له التعامل مع مباراتي دور الـ 16 حتى إنتهى الموسم على الأقل .. بنهاية
سعيدة و أجمل مما توقعنا خصوصاً بعد منافستنا الشرسة على الدوري و الذي إنتهى بفارق نقطتين عن
المتصدر بالإضافة للمنافسة على كأسنا المفضل و الذي ذهب نتيجة خطأ تحكيمي فادح ..

الآن أمامنا شهرين و أكثر عن بداية الموسم الجديد و نحن مطالبين أكثر من غيرنا بتقديم آداء افضل في
دوري أبطال آسيا والمنافسة على البطولات المحلية بكل قوة والبداية كانت موفقة بالإستغناء عن كاستيلو
وجلب لاعب وسط مهاجم بجانب نيفيز .. هذه الفكرة راقت لي كثيراً .. أما بقية الأجانب فهم على قدر كبير
من المسؤولية وقادرين على تقديم أكثر مما نتوقع .. على صعيد العناصر المحليه حتى و إن قدم السديري
أداء رائع نهاية الموسم و لكن يحتاج الهلال لحارس مرمى يتيح حدة التنافس و تقوية المركز .. بالاضافة
إلى محور أرتكاز بجانب سعود كريري غير ذلك الفريق لا يحتاج سوا تصعيد مهاجم من الأولمبي وإعطاء
الحافظ و عبدالكريم القحطاني فرصة للدخول في أجواء الفريق الأول .. و لن أنسى عودة الحارس المتألق
خالد شراحيلي الذي سيعود مع الفترة الشتوية القادمة وهذا سيضيف بكل تأكيد على قوة التنافس ..

هذا الموسم كسبنا اثنين من النجوم الشباب منهم سلطان الدعيع وخالد كعبي وقدم سلطان اداء جيد يحتاج
للمراجعة و تصحيح بعض الأخطاء و هو قادر باذن الله على تقديم المطلوب .. كسبنا أيضاً سلمان الفرج
الذي يحول من خط الوسط إلى وصلة موسيقية متناغمة .. والزوري قدّم أفضل موسم له على الإطلاق في
رأيي مع الهلال .. كان ممتاز دفاعياً و رائع هجومياً فالزوري أصبح لا يتقدم إلا و يضيف صبغة إيجابيه
على الهجمات ..

هذا الموسم كان عبارة عن تجهيز و تكوين فريق قاهر .. و الموسم القادم هو موسم " التكويش " بإذن
الله ولن نرضى بغير ذلك .. أراكم على خير ؛