دنت تلملمُ فوضى الزهو عيناها
ويسكب الألق السحريّ مرآها
وبادرتني :فتى الصحراء غلظتكم
في تمتمات الهوى لم أدر معناها
أطرقتُ : عفواً أسأت الظن سيدتي
فالوجد يحتجز العشـاق أشبـاها
روح البداوة يسمو نبضها شيماً
تدفقت في جفاء الـبـيـد أمواها
هلاّ التمستِ مرايا البوح في قصصٍ
بما دهى (قيسها) أو شفّ (ليلاها)
مضارب العشق أذكتها الرؤى لغةً
من اسـتدل على أبـعادها تـاها !
هنا "جميلٌ" يجسُّ الحيّ ملتمساً
لقيا "بثـينة" لـكـن كيف يلقـاها ؟
كأنما الناس في عـينيه أمـكنةٌ
جرداء .. يملأُ عـينيه محـيّاها
هناك "عروةُ" نار الصدمة التهمت
أحلامـه وطـوى :عـفراء: منآها
في عتمة اليأس ألقى مهرها وأتى
يتلو على قبرها الوهميّ ذكراها
ألم يشاغلْكِ حسًّا شجو "عنترةٍ"
اختار "عبلاء" والدنيا تحدّاها
لايتقي الحرب لا يخشى العدا أبداً
ويتقى نظـرةً منها ويـخشـاها !
أيـقظتِ سـيدتي أطيـار عاطفةٍ
أوت إلى سدرة التحنان منفاها
ريحانة العمر لو ينأى بها قدرٌ
عني ويوغلُ نأياً لست أنساها
كأنما قبل أن ينمو الهوى شجراً
أوراقهُ همهمات الشوق ..أهواها
لا تهنأ الروح في أغلال قسوتها
وإنـما ألــم الحرمــان قسِّــاها
تراجعتْ وسديم الصمت يحجبها
وإن رنـتْ تتمنى الصـفح عيناها !!