أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله أما بعد :
قال الأديب المؤرخ الصلاح الصفدي في كتابه تصحيح التصحيف وتحرير التحريف :
لشّأْم بوزن رأس، مهموز.
قلت: هذا الحرف من العجائب، لأن الناس يغلطون فيه كثيراً حتى أهله. ما رأيت فيه مَنْ يحقق لفظه غير شيخنا الحافظ جمال الدين المزيّ، رحمه الله، وغالب الناس، بل كلهم، يقولونه ممدوداً فيقولون فيه الشّآم على وزن الشَّعاع، والفاضل منهم من يقوله بفتح الشين، وأما الذي يتفاصح فإنه يقول فيه الشِّآم، بكسر الشين، وهو لحن فاضح وغلط قبيح، وأقبح من هذا أنهم يؤنثونه ولفظه مذكر، وقد ابُتلِيتُ بجماعة وأخذوني وقالوا: لأي شيء تكتب في تواقيعك وكتبك: الشام المحروس، والناس كلهم يقولون: مصر المحروسة وحلب المحروسة وحمص المحروسة، فأقول: الأصل فيه التذكير لقول الشاعر:
يقولون إنّ الشّأْمَ يقتلُ أهلَهُ ... فمَنْ لي إنْ لم آتِهِ بخُلودِ
وهذا البيت فيه ثلاثة شواهد على تذكيره وعلى همزه دون مده وعلى فتح شينه، وإنما أوقع الناس في مده النسبة إليه لأن فيها ثلاثة أوجه: شَأْمِيّ بالقصر وشآمٍ بياء مخففة مثل المنقوص، وشآمِيّ، وهذا الآخر شاذ لأنه بمنزلة المنسوب الى المنسوب، وهذه الأوجه الثلاثة تجوز في النسبة الى اليمن، وقال ابن الجوزي في كتابه تقويم اللسان: وهي الشام لا غير، فغلط في التأنيث.

أما في زماننا هذا فيقولونه بحذف الهمزة بوزن الجاه على حد قول صاحب الدرر اللوامع

والهمز في النطق به تكلفٌ *** فسهلوه تارة و حذفـوا

و أبدلوه حرفَ مدٍّ محضــاً *** و نقلوه للسكون رفضـاً !!!!