إبـراهـيـم عـلـي نـسـيـب
كنت في مكتبي انتظر خروج زميلي من دورة المياه لأتوضأ وفجأة جاءني رجل ملتحٍ ووقف أمامي يقول لي الصلاة، قلت ونحن نستعد للصلاة، قال لي اعطني بطاقتك فأجبته لا بطاقة لدي ومن ثم قلت له يا أخي أراك تصر على الحصول على البطاقة فليتك تتعامل معي على أنني مجهول تأخر عن الصلاة في المصلى الذي أنشأناه نحن وأقول نحن لتأكيد دور الزملاء الذين ساهموا في إنشائه لإيمانهم بفرضية الصلاة وواجب أدائها في أوقاتها وبلا إذن غادر المكان غاضبا مني ليعود بعد صلاة العشاء وبرفقته رئيس المركز وزملاؤه وشرطي ويقف الجيب أمام المكتب ويهبط منه شاب يلبس بزته العسكرية ويطلب مني إجابة الذين ينتظروني في السيارة وفي أدب جم كان يصر على أن أخرج بينما كنت أصر على تشريفهم لي في مكتبي إلاّ انني أذعنت لرغبته حين وجدته حريصا على مساعدتي بإنسانية مفرطة.
· وخرجت وهناك كانت مفاتحتي للشيخ الذي عرفته على نفسي فكان هادئا وجميلا في قوله الذي جاءني يحمل في طياته استنكاره تصرفي الذي أصر على أنه تصرف عادي حيث لا احتاج من يذكرني بالصلاة كما أحرص على أدائها مع الجماعة خوفا من عقاب الله الذي جعل الصلاة ركنا من أركان الإسلام وتوعد تاركها بالعقاب الدنيوي قبل عقاب القبر والبعث ومن حقي أغضب كما هو من حقه يغضب لكني أكره أن أحاسب على خطأ لم أرتكب وذنب لم يكن مقصودا كما رآه موظف الهيئة وبقينا هكذا إلى أن وصلنا للخروج من المأزق بالتصافح وتقديمه هدية لي كانت عبارة عن شريط ومطويات أدعية وقتها أكبرت في شخوص الرجال حسن تصرفهم ودعوت لهم بالتوفيق مؤكدا لهم حرصي على أن أصلي لله طاعة لا خوفا من مخلوق.
· خاتمة الهمزة هي مني لرجال الحسبة الذين يجدون مني ومن غيري بعض العناء حين يفرض أحدهم وصايته علي من باب هو يراه واجبا وأراه غير ذلك خاصة حين يقدم النصيحة شاب يحسب الأمور بحسابات مختلفة ويرى تنفيذ العقوبة ضد كل من يتأخر عن الصلاة ولو لدقيقة وبعذر واجب حيث مهمته تقتضي ذلك وهي مهمة تبدو مثيرة حين تأتي من مخلوق ضد مخلوق يعي ماذا تعني طاعة الخالق، وبرغم ما حدث أقدم شكري للجميع لأنهم كانوا اكبر من أن تتحول العلاقة بيننا لأزمة ومتاعب كبيرة... هذه خاتمتي ودمتم.
طبـعـا المـصـدر : صـحـيـفـة المـديـنـة المـنـورة الـسـعـوديـة