أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ترجمة شيخ مشايخنا العلامة المحقق المدقق المقرئ الشيخ محمد عبد الرحمن الخليجى



لعل من أوثق التراجم هو ما يكون من حديث المترجم له عن نفسه ثم حديث أكثر تلاميذه التصاقا به ومصاحبه له.

أما ما جاء فى حديث الشيخ الخليجى عنه نفسه فتلك الترجمة التى كتبها الشيخ الخليجى عن نفسه حيث قال فى نسبه وولادته:

هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن سليمان الخليجى نسبة إلى جدهم الأعلى، وهو محمد بن على الخليجى الذى تولى حكم الوجه البحرى فى مصر أيام عمه المقتدر بالله العباسى وبعده وذلك من سنة 295 هـ إلى 320هـ، وكان يسمى حاكم الإسكندرية، وهو ابن المكتفى بالله العباسى، ونسب إلى الخليج العربى لتربيته به أيام الأمويين، ولد فى 5 ذى الحجة سنة 1292هـ من أبوين صالحين متوسطى الثروة، إذ كان أبوه من فرقة الجند التى كونها سعيد باشا من أولاد العُمد والأعيان، وكان مثقفا يحب العلم والعلماء، وقد ترقى حتى بلغ رتبه ياورا ولما توفى سعيد ألحقه إسماعيل باشا رئيسا لبحرية اليخت (محمد على) وكان جده لأمه رئيسا لقسم بحارة النماذج بالترسانة.

ولما ولد ابنهما المترجم اسمياه محمدا السعيد، وتمنيا أن يكون من أهل العلم والقرآن فاستجاب الله لهما وصار يرعيانه حتى استظهر القرآن فى أقل من عشر سنين، وعند إتمامه حفظ القرآن سلمه والده إلى أعظم عالم بالتجويد والقراءات بالثعر (الإسكندرية) وهو الشيخ شحاته السندريسى، ثم ألحقاه بالمعهد الأنور، وهو على غرار الأزهر الشريف، ومن أهم شيوخه الذين أخذ عنهم.

1- الشيخ إبراهيم البشبيشى فى الفقه الحنفى، وكذلك العروض وكتب الأدب.
2- وأخذ النحو والصرف عن الشيخ عمر بن خليفة الذى كان يسمى سيبويه زمانه.
3- وفى البلاغة الشيخ موسى كله.
4- وفى التفسير والحديث عن الشيخ سيد بن إسماعيل عفيفى شيخ الشافعية.
5- وفى المنطق والتوحيد عن الشيخ محمد بخيت المطيعى الذى كان قاضى الإسكندرية.
6- وكان أخذ الأصول من شرح المنار على الشيخ أحمد إدريس أيام كان قاضى للإسكندرية سنة 1900م
7- وأخذ القراءات وعلوم القرآن على الشيخين الجليلين محمد سابق، وعبد العزيز على كحيل شيخى قراء ومقارئ الإسكندرية.
وعين قارئا لمقرأة أم حسين بك فى مسجد دانيال سنة 1307هـ واستمر بها إلى أن أقره الضباع رئيسا عليها ولا يزال بها إلى الآن كما تعين أستاذا ثم ناظرا لمدرسة العروة الوثقى [الجملة الأخيرة من أنه عين قارئا لمقرأة أم حسين بك فى مسجد دانيال إلى قوله ولا يزال بها إلى الآن – تدل على أنه كتب هذه الترجمة فى بداية حياته وفى وقت مبكر أى قبل وفاته بأكثر خمس عشر عاما لأنه عين شيخا لمقرأة أبى العباس المرسى وظل شيخا لها لأكثر من عشر سنوات وتوفاه الله وهو شيخا لها وكانت وفاته سنة 1389هـ - 1970م وقد ذكر هذه الترجمة كاملة كما جاءت عن المترجم له الشيخ الخليجى نفسه الشيخ المقرئ عبد الغفار الدروبى فى مقدمة تحقيقه لكتاب مقرب التحرير ونقلها كلها هى من خط المؤلف نفسه ولكنه لما يشر إلى هذه الملاحظة ومما يؤكد أنها من كلام الشيخ نفسه وأنه ترجم لنفسه جملة (ولا يزال بها إلى الآن) ومما يؤكد أن تاريخ كتابه الترجمة متقدم بكثير عن وفاة الشيخ كما ذكرت أنه انتقل من مقرأة أم حسين بك فى مسجد دانيال إلى مسجد أبى العباس المرسى وظل شيخا لها لأكثر من عشر سنوات وتوفاه الله وهو شيخا لها ونظم المسجد تأبينا للشيخ حضره المشايخ الكبار وأثنوا عليه خير الثناء . فإذا أردنا أن نتحدث عن علمه فقد كان عالما جليلا محققا مدققا مؤلفا بارعا. مقرئاً محررا عالما بالقراءات مدرسة كبيرة فى الإسكندرية تخرج عليه كثير من القراء بقى منها الشيخ المعمر مسند الآفاق العلامة الشيخ محمد عبد الحميد عبد الله قال الشيخ عبد الفتاح المرصفى فى كتابه هداية القارئ وله كتب غاية فى التحرير والضبط وهى جليلة لا يستغنى عنها ولا يستعاض بغيرها وترك تراثا ضخما تتلمذ عليه أعيان المتخصصين من بعده ثم أخذ فى عد مصنفاته التى تزيد على خمس وثلاثين مؤلفا فذكر منها:
1- كتاب حل المشكلات وتوضيح التحريرات فى القراءات طبع غير مرة.
2- كتاب قرة العين بتحرير ما بين السورتين بطريقتين "مطبوع".
3- نظم تيسير الأمر لما زاده حفص من طرق النشر "مطبوع".
4- إسناد الأفعال إلى الضمائر مشروح "مطبوع".
5- الألفية الخليجية فى القراءات العشرية "نظم" مخطوط.
6- شرح الألفية الخليجية فى القراءات العشرية "مخطوط".
7- نظم تكملة العشر بما زاده النشر "مخطوط".
8- شرح تكلمة العشر بما زاده النشر "مخطوط".
9- نظم أحكام لا سيما "مخطوط".
10- شرح أحكام لا سيما المسمى "مزيل الظما" "مخطوط".
11- شرح عقيلة أتراب القصائد فى الرسم "مخطوط".
12- مقرب التحرير للنشر والتحبير نظم "مخطوط" وقد حققه د. عبد الغفار الروبى.
13- شرح مقرب التحرير للنشر والتحبير "مخطوط".
14- الدروس التجويدية الكبير "مخطوط".
15- ملخص الدروس التجويدية "مطبوع".
16- نيل العلا فى قراءة ابن العلا نظم "مخطوط نفيس".
17- شرح نيل العلا فى قراءة ابن العلا "مخطوط" وهو شرح عظيم الفائدة.
18- إتحاف الأعزة بتتميم قراءة حمزة "نظم" من طريق الطيبة "مخطوط".
19- شرح إتحاف الأعزة بتتميم قراءة حمزة "مخطوط".
20- تتمة المطلوب فى قراءة يعقوب من طريق الطيبة، نظم "مخطوط".
21- شرح تتمة المطلوب فى قراءة يعقوب "مخطوط".
22- النظم اليسير فى قراءة ابن كثير من طريق الشاطبية "مخطوط" وهو نظم بديع فى بابه.
23- شرح نظم تيسير الأمر لما زاده حفص من طرق النشر "مطبوع".
24- نظم زوائد الإمام أبى جعفر من طريق طيبة النشر "مخطوط".
25- شرح نظم زوائد الإمام أبى جعفر "مخطوط".
26- الاهتداء إلى بيان الوقف والابتداء "مخطوط".
27- النبراس الوضاء فى الفرق بين الضاد والظاء "مخطوط".
28- الإمام فى وقف حمزة وهشام "مخطوط".
29- الدروس الدينية التهذيبية كتاب مدرسى جزءان طبع قديما ونفذ وغيرها مما ينتفع به.
قال لى شيخنا الشيخ عبد الحميد يوسف منصور وهو من قراء العشر بالإسكندرية وقد قرأت عليه القراءات السبع إفرادا فى خمسة عشر عاما قال لى حفظه الله لما سألته هل رأيت الشيخ الخليجى قال نعم كانت له هيبة وإجلال ثم حكى لى أنه كان فى امتحان المقارئ وكان الشيخ يمتحن الطلاب وسأل الشيخ أسئلة كثيرة ثم قال له هذا سؤال خارج الامتحان ما الفارق بين قوله تعالى "وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ" وقوله تعالى "أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ" كيف تقف على أوف فى كل منهما فلما أجاب الشيخ سر به الخليجى وشجعه.
وأما صفاته وخصاله: فقد كان غاية فى العفة والهمة وترك الدنيا، متدينا كثير القراءة لكتاب الله عاملا بالسنة كريما مع طلابه.
قال الشيخ المرصفى : كان يعنى بطلاب العلم عناية كبيرة ويستوى فى ذلك من يعرفهم ومن لا يعرفهم فيرسل إليهم كتبه التى صنفها سواء كانت المخطوطة أو المطبوعة دون سابق معرفة أو صلة بينهم وبينه، وقد حدث مرات أن كتبت إليه ولم أره أطلب كتبه فأرسلها إلى وبعضها مخطوط مما سبق ذكره بغير مقابل إلا رجاء وجه الله سبحانه والدار الآخرة وله رسائل عندى بخط يده – – فيها فتاوى تتعلق بالقراءات وجواب اشكالات وردود اعتراضات رحمة واسعة وجزاه الله عن القرآن وأهله خيرا. انتهى كلام المرصفى.
وكان أديبا له شعر فى الرقائق رأيته مكتوبا وفيه:

يقولون نافق أو فوافق فإنما

على مثل هذا الأمر كل الورى درج


فقلت وأمرٌ ثالث وهو أول



ففارق فهذا الأمر أدفع للحرج


وقد عقبت على البيتين بقولى:
نظرت فى البيتين حتى أعيتنى الحيل



ووقفت ثم ألهمت الفرج


فقلت يا إلهى من إذا للمنكر



إذا ما علا أوساد الهرج


بل قف وعارض وانكر واحتسب



واصدع بحق عند سلطان خرج


كاتب الترجمة

وأما عن حديث الشيخ محمد عبد الحميد عن شيخه الخليجى فقد حدثنى عن شيخه كثيرا وما من مجلس جلسناه إلا وأجده يترحم عليه ويدعوا له وما من ختمة يختمها إلا ويدعوا للشيخ الخليجى والشيخة نفيسة والشيخ محمد السيد وغيرهم من شيوخه وأساتذته.
وقد أجريت من الشيخ كثيرا من الأحاديث وقلت له حدثنى عن الشيخ الخليجى كيف كان وكيف تعرفت عليه وكيف أقرئك وكيف كان حاله مع تلاميذه وكيف كانت حياته كنت أسأله عن تلك الأسئلة وأنا مشتاق فى أن أحلق فى روحه الطاهرة، فتنهد الشيخ تنهيدة ثم هز رأسه وحن إلى شيخه كحنين الطفل إلى أمه أو كمشتاق إلى مشتاقه ثم قال لى مهما تكلمت عن الشيخ فلن أوفيه حقه قال لى إن بداية حياته ومعرفته بالشيخ كانت عند الشيخة نفيسة أبو العلا وأن الشيخ لما أتم العشرة الصغرى كتب له الشيخ الإجازة بيده ومضى عليها كشاهد ومن هنا كان أول لقاء بالشيخ ومعرفته به ثم أنه لما توفيت الشيخة سنة 1954م وكان الشيخ محمد قد قرأ عليها العشرة وبدأ فى أفراد الطيبة وقرأ أصحاب الصلة ثم البصريان وتوفيت الشيخة ذهب إلى الشيخ الخليجى وكان ذلك سنة 1955م وطلب منه أن يقرأ الطيبة أفرادا غير أن الشيخ أمتحنه وقال له إنك قرأت العشرة إفرادا فلا داعى أقرأ ختمه بالجمع فقرأ عليه الشيخ المتن كاملا ثم شرع فى قراءة ختمه بالجمع من الطيبة وأقرأ الشيخ بالتحريرات بمضمن تحريرات الطباخ (هبه المنان) وكذلك بمضمن مقرب التحرير وهو للشيخ الخليجى وكتب له الشيخ المقرب بيده وحفظه إياه وقرأه عليه مرارا وأقرأه بمضمنه وقال لى إن الشيخ كان وقورا عالما جليلا محباً لطلبه العلم زاهدا فى الدنيا.
قال لى كنت أذهب إليه فى بيته بحى محرم بك وأحيانا بالمسجد المجاور للمنزل وقد لازمته قرابة خمسة عشر عاما منذ سنة 55م إلى أن توفى سنة 70م حتى بعد أن انتقل من حى محرم بك إلى منزل ابنته بحى أبى قير أمام مسجد النقلى كنت أذهب إليه وقرأت عليه متن الطباخ والمقرب وتيسير الأمر وحل المشكلات وأغلب مؤلفاته وإن لم تكن كلها. وقد حكى لى الشيخ القصة التى حكاها المرصفى فى كتابه من أنه أرسل إلى الشيخ يطلب بعض كتبه فأرسلها إليه وهو لا يعرفه.
وكان الشيخ حافظا مستحضرا حتى آخر أيامه قد بلغ التسعون من عمره وكان ذهنه حاضرا مستحضرا للقرآن والمتون والتحريرات وقد كان شيخنا يذهب إليه فى آخر أيامه ويراه كما هو مستحضرا للمتون والتحريرات وهكذا العلماء وبخاصة أهل القرآن فالشيخ محمد قد أتم حتى تاريخ كتابة هذه الترجمة عامه السادس والثمانون وهو لا يزال يقرئ وذهنه حاضر وأتناقش معه فى أمور من التحريرات وغيرها فأراه حاضر الذهن حافظا مستحضرا للخلاف وقال لى الشيخ أن الشيخ الخليجى كانت حياته كلها للتأليف والتحقيق والإقراء ومؤلفاته الكثيرة النافعة تشهد على ذلك وكان يكتب لتلاميذه مؤلفاته بيده ولقد وجدت عند الشيخ أكثر من نسخة لمقرب التحرير وشرحه بخط الشيخ وكذلك تيسير الأمر والنبراس الوضاء وغيرها من مؤلفات الشيخ تعالى ولقد كان الشيخ عالما جليلا فى علوم شتى ولعل ما ذكرناه من تلقيه لعلوم اللغة والمنطق والفقه والأدب فى بداية الترجمة ما يدل على ذلك ولقد كان الشيخ يدلى بدلوه فى مسائل الخلاف الكبرى التى تقع بين العلماء ومشايخ القراءات وكان رأيه معتبرا.
وأسوق هذه القصة لنعلم قدر الرجل وكان ذلك سنة 1344هـ- 1926م حدث أن قرأ قارئ فى عهد شيخ المقارئ محمد خلف الحسينى فى محفل من المحافل بقراءة أبى عمرو قوله تعالى "حَاشَ لِلّهِ" بإثبات الألف كما هى القراءة عنده فانكر عليه البعض وقال أن القراءات فى المحافل لا تجوز لأنها قد تلبس على الناس ورفعوا الأمر إلى شيخ القراء يستفتونه فى جواز ذلك فأفتى بعدم الجواز وتابعه على ذلك جمع غفير من أكابر العلماء كالشيخ الجريسى الكبير والشيخ على سبيع والشيخ همام قطب والعلامة الضباع وغيرهم غير أن هناك طائفة من العلماء وجدوا أن تلك الفتوى بمنع الجمع قد تكون غير صائبة ومضيعة لكثير من القراءات بإهمالها.
وألف الشيخ الجليل خليل الجناينى تلميذ المتولى وشيخ العلامة الزيات كتابا أسماه هدية القراء والمقرئين يرد على تلك الفتوى ورد عليه العلامة ابن الحداد نجل شيخ القراء بكتاب سماه الآيات البيانات فى حكم جمع القراءات ورد عليه الشيخ خليل الجناينى بكتاب أسماه البرهان الوقاد فى الرد على ابن الحداد ثم رد الشيخ سعودى إبراهيم بكتاب يؤيد كلام شيخ القراء ويرد على الشيخ خليل بكتاب أسماه إرشاد الجليل فى الرد على الشيخ خليل وكذلك العلامة المحدث الشيخ محمد حبيب الشنقيطى برسالة أرسلها من المدينة المنورة يؤيد فيها الشيخ الحداد أسماها إفحام أهل العناد بتأييد رسالة الأستاذ الحداد.
وكان فى كل كتاب من تلك الكتب تقاريظ لعلماء الفن والشاهد من تلك القصة كلها وما أريد أن أصل إليه أن الشيخ خليل الجناينى وهو من من قراء الأربع عشر ومن جلة تلاميذ المتولى وقرأ عليه العشرة الكبرى والأربعة الزائدة عليها وهو من شيوخ العلامة الزيات أرسل إلى العلامة الخليجى يستفتيه فى مسألة الجمع وصدر فى أول التقريظ بقوله صورة ما أفتى به صاحب الفضيلة العلامة الأستاذ الشيخ محمد عبد الرحمن الخليجى أحد أكابر قراء الإسكندرية فانظر إلى تقدير العلماء وأئمة الفن له رغم أن الملاحظ أن القصة وقعت سنة 1344هـ أى من زمن بعيد كان عمر الشيخ وقتها يزيد عن الأربعين بقليل والشيخ عاش حتى التسعين من عمره.
الأمر الآخر المطلع على التقريظ الذى كتبه الشيخ يرى منه العلم والأدب وعدم التجريح فى الآخرين وأدب الخلاف والمناظرة والاستدلال بالحجة.
وأياما كان رأينا فى المسألة فلابد من احترام الرأى الآخر والحق أننى قد أطلعت على كل هذه الرسائل والردود وكل ما كتب فى تلك المسألة وأميل إلى قول من قال بعدم جواز الجمع فى المحافل وأخالف القائلين بجوازه من الشيخ خليل الجناينى والمؤيدين له غير أننى رأيت الشيخ حينما أفتى بالجواز لم يقصد الجمع فى المحافل وإنما قصد الجمع حال التلقى على الشيوخ حتى أنه قال فى فتواه وقد قال ابن الجزرى بعد ذكر طريقته فى الجمع (وقد كنت اجمع بهذه الطريقة فى مصر واسبق الجامعين بالحرف مع حفظ رونق التلاوة) فهل كان ابن الجزرى حين ذاك يتلقى على الشيوخ أو كان يجمع بطريقته مع غيره فى محافل المناظرة التى كانت غصة بالعلماء.
فالناظر فى الفتوى يرى أنه قصد الجمع حال التلقى على العلماء والشيوخ وبحضرة أهل الفن وهذا يتفق معه فيه من أنكروا الجمع فى المحافل وإنما الذى قصدوا به الإنكار هو الجمع فى محفل عزاء أو عرس فى وجود العوام والجهال مما لا علم لهم بالقراءة ولا القراءات ويهللون ويصفقون ولا يتأدبون مع جلال القرآن وقدره.
وظل الشيخ الخليجى فى الإسكندرية يعرف له قدره وكان قبله الطلاب والمقرئين عالما جليلا شامخا يتحلى بالعزة والأباء التى يتصف بها أهل القرآن وعندى صورة فتوغرافية له الناظر فيها يستشف منها شخصية الرجل وصفاته. تعالى.

تلاميذ الشيخ
وكان من أجل تلاميذه الشيخ محمد السيد وقد حدثنى الشيخ محمد عنه كثيرا لأنه كان شيخا للإقراء بمقرأة مسجد الميرى بكوم الشقافة بالإسكندرية ثم تولى مقرأة أبى العباس بعد وفاة الشيخ الخليجى وكان تاجرا للدقيق وكان يقرئ فى المتجر حسبه لله تعالى وكان مجتهدا فقد قرأ على الشيخة نفيسة العشرة الكبرى ثم قرأ على الشيخ الخليجى الكبرى بمضمن الطيبة وقرأ عليه الألفية الخليجية وهو متن للعلامة الخليجى قرابة ألف بيت فى العشرة الصغرى فقد حفظ الشيخ محمد المتن وقرأ بمضمنه وهو الوحيد الذى حفظ هذا المتن وقرأ بمضمن الخليجية وكان الشيخ محمد كثيرا ما يثنى عليه ويدعوا له بالرحمة وكان يقول كان الشيخ شديدا وبه لهجة صعيدية وقد ذكر لى بعض الشيوخ ممن رأوه أنه كان شديداً وكان المشايخ تخافه وكان المحل فى مكان يسمى غيط العنب بالإسكندرية وفى يوم كان يجلس فى بيته وكان خلف المنزل شادر للعزاء فى أحد الموتى وكان هناك شيخا يقرئ ويتمايل فى القراءة فأرسل له الشيخ بعض تلاميذه يذكره بأنه يقرئ خلف منزل الشيخ فما كان من ذلك الشيخ إلا أنه تمالكته الرهبة ولم يستطيع أن يكمل الليلة وترك القراءة لزميله فى العزاء.
والشيخ محمد السيد كان عالما جليلا ومصنفا بارعا وكان يعتز بمهنته حتى أنه ألف مؤلف فى متشابهات القرآن سماه "النظم الرقيق لبائع الدقيق" ومن مؤلفاته متن "شفاء القلوب فى قراءة يعقوب"
وكذلك متن مراقى العلا فى قراءة ابن العلا
والتحفة المحررة بما يزيد النشر للعشرة
ومتن النور الساطع فى قراءة نافع
والعقد الجوهر فى قراءة الإمام أبى جعفر
وعندى صورة فوتغرافية له بنظارته الطبية وملامح وجه التى تكسوها الصرامة والشدة والشموخ .


ولقد استفاد الشيخ محمد عبد الحميد منه استفادة كبيرة فقد قرأ عليه ختمة بالجمع من الطيبة مع التحرير بمضمن المقرب حتى وصل إلى سورة يس وتوفى الشيخ سنة 1974م.
ومن تلاميذ الشيخ الشيخة أنصاف وقد قرأت على الشيخ العشرة الصغرى ثم حفظت متن تكملة العشرة الكبرى وهو متن للشيخ الخليجى فيما زاده النشر على التيسير والدرة من حفظه وقرأ بمضمنه يجمع العشرة الكبرى وقد التقيت بالشيخة فى منزلها ولكنى لم أقرأ عليها وكنت ذهبت إليها وتحدثت معها فى رحلتها مع الشيخ الخليجى وقالت لى أنها قرأت عليه العشرة الصغرى وحفظت ذلك المتن المسمى بالتكملة ثم توفيت والدتها التى كانت تذهب بها وتقودها حيث أن الشيخة كانت كفيفة ولم تجد من يذهب بها ومع انتقال الشيخ إلى أبى قير وهى مدينة فى أطراف الإسكندرية بعيدة جدا وهى مشهورة وهى التى وقعت بها معركة الأسطول الانجليزى مع الفرنسى وغرق الأسطول الانجليزى، فانقطعت الشيخة ولم تكمل العشرة الكبرى والشيخة لها تلاميذ كثر منها الشيخ على رحال لازال حيا قرأ عليها العشرة الصغرى وكان الشيخ محمد عبد الحميد يثنى عليها كثيرا ويصفها بالذكاء وكان يقول لى هى زكية جدا نابهة مجتهدة ولقد التمست ذلك خلال زيارتى لها حيث أصرت أن تضيفنى وتقدم لى الشاى وذهبت فعلا إلى البوتاجاز وأمسكت بالمشعل غير أنى أقسمت عليها ألا تفعل ورأيتها يظهر منها ما لا يدل على أنها كفيفة تتصرف كأنها ترى بنور القرآن رحمة الله عليها. توفيت سنة
تمت الترجمة بحمد الله تعالى فى الرابع عشر من ذى القعدة لسنة 1433 من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام الموافقة 30/9/2012 من الميلاد.

كتب الترجمة الفقير إلى عفو ربه الكريم
محمد محمد عبد العظيم المقرئ الحنفى السكندرى
السلفى عقيدة ومذهبا – السلمى نسبا
الباحث فى علوم القرآن والقراءات
والتراجم والأسانيد