واجهت القوات الباكستانية أمس مقاومة مسلحة كبيرة من مجموعة من المقاتلين قد يكون بينهم المسؤول الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، متحصنة في منطقة قبلية عند الحدود مع أفغانستان. وكشف الناطق باسم القوات الباكستانية الجنرال شوكت سلطان عن أن "المقاتلين متحصنون جيدا في مزرعة "وهم مستعدون على ما يبدو للمقاومة حتى النهاية". وأضاف أن عناصر من القاعدة وحركة طالبان يقدر عددهم بـ400 شخص، يستخدمون أسلحة ثقيلة ويقاومون عدة آلاف من العسكريين الباكستانيين. ويجرى الحصار في منطقة مساحتها 35 كيلومترا مربعا بين الحدود الأفغانية ووانا عاصمة وزيرستان. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف قد قال إن "هدفا مهما جدا" قد يكون محاصرا في المنطقة. وتعذر على أي مسؤول باكستاني تأكيد هذه المعلومة. وقال الجنرال سلطان "إنها مجرد تكهنات". لكنه شدد على أن "هذا الرأي يستند إلى نوع المقاومة التي نواجهها والتي تدفع إلى الاعتقاد أن "هدفا مهما " موجود" هناك لكن لا يمكننا أن نعرف من هو". وقال مسؤول في وانا إن الشبهات أتت بعد عملية الثلاثاء الماضي في المنطقة ذاتها. فقد رصدت سيارة جيب مصفحة في منطقة المعارك يعتقد أنها تقل عناصر من القاعدة من أصل عربي أو من آسيا الوسطى وقد أحاط المتطرفون السيارة بحماية كبيرة. وأضاف: "لم نر من قبل آلية مصفحة في هذه المنطقة ونظن أنها عائدة للظواهري". وقال مسؤول كبير في المخابرات الباكستانية إنه في حال تم تعيين موقع الظواهري خلال عملية الثلاثاء الماضي" فهو من المؤكد أخذ الحيطة وغادر المنطقة، حتى لو كان مصابا". وقال متحدث باسم حركة طالبان في أفغانستان إن بن لادن و الظواهري موجودان في أمان في هذه الجهة من الحدود. وأضاف أن "كل هذه المعلومات حول محاصرة الظواهري خاطئة، وهذه ليست إلا دعاية أطلقها الأمريكيون والجيش الباكستاني للنيل من عزيمة طالبان". وقال قائد الميليشيات الأفغانية الموالية للحكومة في باكتيكا زكيم خان: "بحسب شهادة لاجئ أفغاني عاد من وزيرستان الجنوبية، فإن أيمن الظواهري وبن لادن غير موجودين في المنطقة. والشخص الذي تحاصره القوات الباكستانية هو زعيم قبيلة أحمداي الباشتونية". وأوضح أن كل أفراد القبيلة تمردوا على القوات الباكستانية، مرجحا أن يكون زعيم قبيلة أحمداي مطلوبا لإيوائه عناصر القاعدة. وهاجمت 3مروحيات للجيش الباكستاني المحاصرين وقال أحد سكان وانا: "يجري إطلاق قوي للنيران من مروحيات ثلاث." وأعلن الجيش الباكستاني أن اثنين من الإسلاميين المتطرفين قتلا في المعارك.
وفي واشنطن أكد نائب وزير الدفاع الأمريكي بول ولفوفيتز أن اعتقال بن لادن سيكون "أمرا رائعا" لكنه لن يؤدي إلى القضاء على الشبكات الإرهابية الموزعة. وقال ولفوفيتز في مقابلة تلفزيونية: "بالتأكيد، سيكون اعتقال بن لادن أمرا رائعا، لكن من يظن أن ذلك سيكون نهاية القاعدة ونهاية شبكاتها الإرهابية، فإنه لا يعرف كيف تعمل". وبث البرنامج بعيد زيادة الكونجرس قيمة المكافأة المخصصة للقبض على بن لادن إلى 50 مليون دولار. واعتبر ولفوفيتز أن اعتقال الظواهري سيكون ضربة كبيرة. وأضاف: "سيكون أمرا عظيما. وأريد أن أقول إنه كان زعيم الجهاد الإسلامي المصري الذي كان أكبر تنظيم إرهابي اندمج في القاعدة. نعتبره المسؤول الثاني، لكن... يتمسك الأمريكيون أحيانا بحلول سحرية". وقلل البيت الأبيض أمس من أهمية المعلومات التي أشارت إلى وجود الظواهري. وقالت مستشارة الرئيس بوش لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس: "لا أعتقد أن أحدا يعلم من الموجود هناك أو حتى ما إذا كان هناك أحد فعلا. لكننا نعلم أنهم يقاتلون بشراسة".
:تصفير:
رد مع اقتباس
