[align=right]
يتساقط النهار من الجهة الشرقية ... يمسح الندى الذي عبر إلى رئتيه ؛ عن شفتيه اللتين لم تعودا -كما كانتا- متشققتين حين أوى إلى موضع مبيته.
كانت رحلته البارحة طويلة مع أنه لم يبتعد بما يكف، كانت قطع الضباب تلف المكان وتلامسه بقشعريرة باردة.
ينتصب الآن كرمح بقامته النحيلة، ليخترق الفضاء الذي استحال لونه إلى اللون الأزرق القاتم ،بينما أصدرت أمعاؤه أصواتها المتداخله .
القرية التي على الأرجح تصحو رويداً رويداً، متثائبة ؛ لاتزال تفقد المزيد من أمثاله كلما جاءت الأخبارالغريبة من الشرق ،
دار في خلده أن أمره لم يكتشف -حتى الآن على الأقل- إلى أن يلاحظوا بقاء الأغنام في حضيرتها أكثر من المعتاد،
هناك بعض النجوم التي لاتزال متناثرة في قبة السماء فوقه؛ ومن الجهة الغربية بوضوح أكثر،كل شيء يغري بالهرب .
تلفت من حوله ، طوى ( ذرعته) المهترئة على رقبته،ونفض ثوبه و قذف بوجه نحو المشرق، حيث سبقه آخرون، يقال أنهم لم يعد يعرفون الجوع ...هناك!.
حين هم بالرحيل شيء ما أثار انتباهه ، أخذ يصفر وهو يهم بالتحرك من مكانه؛ ليبدو أكثر شجاعة..!
مشى منحدراً عبر الوادي ..أسرع..ركض.. وضع ثوبه بين ثناياه الناعمة ،وأطلق ساقيه النحيلتين -مرة أخرى-ولكن في الصباح هذه المرة ! .
سمع نداء من خلفه ..شيء ما جعله يتوقف ..توراى خلف صخرة في طرف الوادي وحين سيطر على أنفاسه ..أرخى سمعه ..هناااك.. حيث كان يقف قبل ثواني، سمع صوتاً ملأ صداه الوادي..
-"ياولد !!... ما تبغى لك خوي ؟!!"
[/align]