بدت السماء صــــافيه .. الا من الحزن ..!! .. وخيوط الفجر تداعب ليلها .. بوهن..!! ..
وريح بارده .. تجري تائه .. تأن ..!!
ولاح بين الانين .. روحٌ .. تعانق الذكرى !! .. وتُقبل بقاياها الاخرى !!
تهيأت لعزفها ( الدائم ) التأملي .. امسكت باوتارها .. داخل اعماقها ..
تهذي للوجود .. انشودة الوعود .. بالحان الخلود .. لذكرى .. تجمدت ..!!
خلت من كل شيء الا البكاء !! .. واصلت العزف .. من اجله من اجلها .. احترفت الغناء!!
كانت انغاما من اجل البقاء !! .. وبدأت مطلعها .. به .. بها .. بهما
كنا انا وانت .. نزين الوان الوجود .. ونعطر الدروب .. وقد فاق حبنا الحدود ..
اخذنا من البحر عمقه .. ومن الزهر عطره .. ومن المطر نشوته .. ومن السحاب نقاءه .. ومن القمر صفاءه..
.. كانت الطيور .. تغرد لتطربنا .. .. والزهور .. باريجها تملاؤنا.. والامواج بغناءها تبهجنا
والنجوم تغارُ توهجنا .. والطبيعه .. .. كل الطبيعه .. تزهو بنا .. وبحبنا..
.. لكنك غبــــــــــت ..!! ولم تترك اسبـــاب ..!!
.. كليل اغتال فرحة النهار .. بدون استئذان .. او ريح عاصفه كسرت قلب الاشجار .. ورحلت .. بدون عنوان
.. تساقطت اوراق الايام _ من عمري _ وتثاقلت الساعات تجر الخطوات على جسد الزمان
.. ليترك اثر الجرح _ كل مره _ بعمق الاحزان .. وتفوح رائحة الموت لتملئ المكان ..
موت كل شيء .. كان !! .. وذبول حتى الالوان !!
(تضبط ايقاع النغمه .. لموت اعمق !!.. لبقايا قلب ينبض !!.. وبحجم الجرح تسأل ))
الى متى سأظل أترقب خطوات طيفك في تعثر حلمي!؟ واستعطف وجه القمر بسؤال عنك!؟
الى متى سأظل ابحث في خيوط الشمس خبرا عنك !؟ واسأل الطيور اي الطرق سلكت ..!!؟
.. الى متى سأظل اسأل انفاس النهار !! .. ودموع الازهار !! .. وغضب البحار !!
.. عن بقايا عطـــــــرك !؟ .. عن عــــذرك !!؟
ألم يصلك سؤالي معهم .. عنك !؟؟ ألم يخبروك عن لهفتي وألمي !! .عن شوقي ونزفي !!
. الم يخبروك بأن الوقت اصبحت ثوانيه جارحه ..!! والانتظار اصبحت لحظاته قاتله ..!!
الا تعلم ان الوجود افتقدك! .. والالوان قد بهتت! .. والطيور هاجرت! ..
والازهار ذبلت! والامواج انتحرت! والنجوم انطفئت! وانفاسي اللاهثه وراءك .. قد توقفت! وقلبي من انتظار بدون امل اجزاءه ذابت !.. الا تعلم سيد الكون .. بأن غيابك ..
شرخ براءة النهار!! .. وبعثر الانوار!! .. وهتك طهر الانهار !!
سيدي .. رفقا بي .. فقد اعياني الانتظار الحائر .. وادماني الشوق الثائر ..
تعـــــــــــب الانتظار !!
.. واتــــعبــني ......
(اشتد اللحن قسوه .. وزادت نبضات العزف رهبه .. امسك تعبها . بالوتر المؤلم .. وارتفع صوت عذابها .. بالغناء .. مهددا ..!!)
.
.
.. احــــذرك ..!! ...... احـــــــــــــذرك !!
.. ان لم تعد الان .. وتبرر سبب الغياب .. سأاعلن العصيان على تعبي ..
.. واتمرد على جرحي .. واقف العزف على موتي ..
سأعـــــدك ..
.
.
وأعـــدك ..
.
.
اعــدك
امام الطبيعه .. لتكون شاهد عيان .. وامام كل نزف نبضاتي التي سيخلدها الزمان ..
وامام حبي لك يا سيد المكان .. بأنــــي سأنتظرك .. حتى اخر نبض !!.. حتى اخر كائن يتعثر على الارض..!!
(حينها بدأ الايقاع للهدوء يعود .. ولحنٌ عذب فاق الحدود .. يُكمل ترتيل الوعود ))
وانتظر قدومك .. كانتظار الناس لشروق الشمس .. بعد سواد حالك!!
واترقب عودتك .. كتــرقب الارض لماء السمـاء .. بعد جفاف هالك !!
والان عذرا سيدي .. اسمح لي ان اجمع نزف جروحي .. التي نثرتها
وثورة اشواقي .. التي بعثرتها ..لكي ارتبها .. واهيئها ..
لانــــــتظارك ..
( واكملت ذراتها في هدوء عزف ايقاعات موتها .. .. وتصاعدت الالحان في الوجود .. .. لحين تعود ))
.. تحياتي ..