يأتي الغروب ... تموت الذكريات
يرحل الغروب ... تتلاشى الأمسيات
ينام الشفق في حضن النجوم
و يستكين القلب وسط صمت رهيب
لحظات هادئة يغمرها الخوف و الرعب
و تكتكة الساعة الرهيبة تزيد من قلقي و اضطرابي
أسير نحو المرايا فيجهدني البحث عما تبقى
في رأسي من الشعر الأسود
أرحل عن نفسي و أخبئ عمري في زاوية الإنكسار
لئلا يتحايل عليه الليل فيسرقه مني
و أتمتم بنغمات الشتاء و أهمس بألحان الأمطار الباردة
أصبحت متسولة في شوارع الحب والدفء والأمان
أبحث عمن يكسوني رداء أجد فيه ذاتي و حقائقي
وعمن يطعمني فاكهة لأكتشف فيها لذة الحياة
أبحث عمن يسقيني لبن ساخن لتتبخر الأوجاع
ويموت السراب القابع في أعماقي
آهات شجية و أنات مصابة بالحمى
و أشباح الضياع تسيطر على كل قطرة دم أنزفها
تاهت أوتار الضياء ولم يعد باليد حيلة
سوى الرقود في هذا الكهف الموحش
إلى الأبد الأبد الأبد الأبد