أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
للأسف لم يفقه الإعلام الفرق بين رأي العالم وبين اجتهاده ... فرأيه لا يعتد به ، وإنما يعتد باجتهاده ، وكذلك لم نفقه نحن بالسكوت في المسائل المشكلة على العوام فتسرعنا في القول برأينا الخالي عن الاجتهاد فوقع الضرر البالغ ولم نتذكر أن النبي سئل عن مسائل فسكت ، بل في بعضها قال: لا أدري حتى أسأل ربي ...كل من حمل العلم يحق له نقله فقط ، لكن الافتاء لا بد له من خبرة وواقعية ... أسأنا في التحدث في وسائل الإعلام كثيرا ...
روى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن مَالِك بْن أَنَسٍ ، يَقُولُ : " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ، أُخْطِئُ وَأُصِيبُ ، فَانْظُرُوا فِي رَأْيِي ، فَكُلَّمَا وَافَقَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَخُذُوا بِهِ , وَكُلَّمَا لَمْ يُوَافِقِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ , فَاتْرُكُوهُ " .
وعن طَلْق بْن غَنَّامٍ ، قَالَ : " أَبْطَأَ حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ فِي قَضِيَّةٍ ، فَقُلْتُ لَهُ , فَقَالَ : إِنَّمَا هُوَ رَأْيِي لَيْسَ فِيهِ كِتَابٌ وَلا سُنَّةٌ , وَإِنَّمَا أَحَزَّ فِي لَحْمِي فَمَا عَجَلَتِي " .
عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : أَتَى زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، قَوْمٌ فَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ ، فَأَخْبَرَهُمْ بِهَا ، فَكَتَبُوهَا ثُمّ , قَالُوا : لَوْ أَخْبَرْنَاهُ ، قَالَ : فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : " عُذْرًا لَعَلَّ كُلَّ شَيْءٍ حَدَّثْتُكُمْ خَطَأٌ ، إِنَّمَا اجْتَهَدْتُ لَكُمْ رَأْيِي " .