أسدل الليل ستاره...
قرب النافذة جالس
احتسي الشاي
تائه بفكري اسير
في ما انا فيه...
انه فصل الخريف
فجاة و دون ان ادري
ارتديت معطفي الطويل وقبعتي
خرجت من البيت في غفلة من امري
اني في الشارع اسير
الى اين ...لا ادري
امشي وافكر في ما حل بي
لقد غاب عني الحبيب
غاب ولا ادري ان كان هناك
امل في ان يعود
لقد كان الشارع خال وفيه انا وحيد
امشي وريح الخريف تتلاعب بمعطفي
ترميني باوراق الاشجار اليابسة
كان كل شيء يبدو لي حزين...
توقفت...لما...
استندت على عمود الانارة
ودون اي مقدمات
بدات اتصفح جريدة ذكرياتي
جريدة كتبتها الاقدار لي رغما عني
عنوانها الاحزان
نصوصها قصة الم وعداب
قصة عشق لشاب رمته الايام
في مدينة ليس فيها الا الخراب
مدينة لا ينبتها الا الاشواك
مدينة يخيل للناظر اليها من بعيد
انها جنة من جنان الاحلام...
فويل لداخلها
فويل لزائرها
...رفعت راسي للسماء
تاملت البدر المغطى نصفه بالسحاب
وتمنيت لو ان لي المقدرة على تمزيق جريدتي
او المقدرة على اعا دة كتابتها
لكن هيهات ليس الامر بيدي
..فلا الانس
ولا السحر
ولاالجن بقادر..
عدت للبيت...
اشعلت شمعة خاطبتها قلت لها
ان كنت مضربا للحزن
لما في حياتك من دمع وبكاء
فانا اكثر منك
لان من بعد بكائك ودمعك
نور يستفيد منه غيرك
ولاجل هذا صنعت
فاما انا فلا
فانا الذي صار الحزن جزءا مني
ان هو غاب عني
بقيت حزين لبعد شيئا من ذاتي
ايعقل هذا
ايعقل ان يحكم عليا بالسجن في الاحزان
بسبب اني عشقت فتاة
ابعدتها عني الاقدار
وجعلت منها قاضية
في محكمة الغدروالنسيان
فكيف انسى
كيف اشفى
كيف انصف
وقلب من احببت صار صخر لا لحم
الى متى اظل ...
ابكي طول الليل واشكي
للجدران وكل من حولي
بين كاس الخمر و ذكرى الامس
قصة احكيها للطير والصخر
قصة دمع وعداب اغنيها لليل
عبر نغمات موج البحر
فيا بحر اني اليك
شاكي فاحمل عن صدري ثقل السر
فمن غيرك قادر...