الرياض: «الشرق الأوسط»
علمت «الشرق الأوسط» أن المطلوب الذي ظهر في شريط خاص بثته القناة الأولى للتلفزيون السعودي وهو يلاعب أطفاله بقنبلة وسلاحين (مسدس ـ رشاش) هو خالد السبيت، الذي قتل في وقت سابق على إثر مطاردات أمنية في الرياض.
وكان التلفزيون السعودي قد بث مساء أول من امس فيلماً وثائقياً قصيراً من إنتاج وزارة الداخلية بالتعاون مع التلفزيون، يتناول تداعيات حادثة «الوشم» في الرياض في 21 أبريل (نيسان) الماضي. وشمل الفيلم لقطات أخرى حول سيارات مشركة ضبطت خلال الشهر الماضي في منطقة القصيم، يبين طرق التشريك والكمية المستخدمة في تفخيخ كل سيارة منها. وجاءت في آخر الشريط لقطات خاصة، تمت الإشارة إلى أنها من شريط فيديو ضبط في منزل أحد المطلوبين الذين قتلوا في مواجهات أمنية.
ولم يشر الفيلم إلى هوية الشخص الذي ظهر فيه، إلا أن معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» بينت أنه خالد عبد الله السبيت، وقد ضبط الشريط المصور في منزله في الرياض، بعد فراره منه في الشهور الماضية.
ولم يكن السبيت مطلوباً أمنياً، إلا بعد أن وردت معلومات مؤكدة لفريق التحقيق في المباحث العامة، تفيد بأنه انضم إلى المجموعات الملاحقة أمنياً، والتابعة لتنظيم «القاعدة».
وحين اتجهت فرقة أمنية إلى منزله للقبض عليه، تمكن من الفرار إلى مكان مجهول، إلا أن الفترة القصيرة التي أعقبت فراره كشفت عن المكان الذي استقر فيه، وهو في حي الفيحاء (شرق الرياض)، وهو المكان الذي حوله إلى مقر لإيواء المطلوبين الآخرين بما فيهم عبد العزيز المقرن.
وفي تاريخ 12 أبريل الماضي، حدثت ملاحقة أمنية لسيارة يقودها خالد السبيت وبرفقته مطلوب آخر (هارب من المدينة المنورة)، وحينها اكتشفت الفرق الأمنية موقع المنزل، فهمت بمحاصرته، إلا أن السبيت وزميله، حاولا إشغال الفرق الأمنية، ريثما يتم إبلاغ زملائهم في المنزل للهروب، فكان لهما ما أرادا. وشهدت تلك الحادثة تبادلاً لإطلاق النار وصف بـ «الشديد»، أعقبه إطلاق أحد المطلوبين لقذيفة «آر بي جي» على دورية أمن، فقتل فيها الجندي غدير القحطاني. وقتل أيضاً السبيت، ونجا زميله، إلا أن احتراق السيارة، تسبب في تفحم جثة السبيت، فتعذر التعرف حينها على هويته، فلم يأت اسمه في بيان وزارة الداخلية الصادر حينها، سوى من إشارة إلى أنه «جار التعرف على هويته».
وحسب السيرة الذاتية لخالد السبيت المكنى بـ «أبي مالك»، فقد التحق صغيراً في حلقات تحفيظ القرآن، ومنها اتجه إلى أفغانستان وهو في سن السابعة عشرة إبان الحرف الأفغانية السوفياتية، وأصيب إصابة شديدة في قدمه. وحين عاد إلى السعودية، لم يمكث سوى سنوات قليلة، حتى اتجه إلى طاجكستان، للعمل ضمن المقاتلين العرب بقيادة السعودي سامر السويلم المعروف بـ «خطاب». وعاد بعدها للسعودية لثلاثة أعوام، ومنها اتجه إلى الشيشان، واشتغل بداية في الجانب التعليمي، قبل أن يلتحق بالعمل القتالي الميداني، إلا أن اصابته أوقفت نشاطه هناك، ليعود إلى السعودية.
وفي السعودية، تحول خالد السبيت إلى أحد دعاة القتال إلى جانب المقاتلين العرب في الشيشان، عبر تحريض مجموعات من الشباب للتوجه إليه، إضافة إلى جمع الأموال. وقبل أن تبدأ أحداث 12 مايو (آيار) من العام الماضي، كان السبيت يتولى جوانب التهيئة للخلايا الناشطة في منطقة الرياض، من دون أن يكون له ظهور أمام مختلف العناصر، سوى القيادية منها، ولذا لم تأت سيرته في ملفات التحقيق إلا بعد أن مضى فترة من العمل مع التنظيم.
(( جريدة الشرق الاوسط ))
:(