[align=center]من منا من لم يحاول بأن يعبّر عن مشاعره عندما يكون في ذات خلوة مع الطبيعة سواء أكانت تلك الطبيعة غابة غناء أو شاطىء بحر جميل أو على قمة جبل أو في ذات هتان على حافة نفوذ في متاهات الربع الخالي أو الدهناء .. ومن منا من لم ينصت لصوت جـِرسّ موسيقيّ يداعب مشاعره وخيالاته سواء أكان العزف حزينا أو راقصا أو تأملي . بل من منا من لم يستمتع بروائع ضيدان بن قضعان .
لن أقول ذلك الشاعر فذلك الإنسان أكبر من أن يكون شاعر.. ! فالشعر في عرف متذوق عادي مثلي هو نظم حروف على وزن وقافية يتخللها بعضا من معنى وحفنة من المشاعر والأحاسيس !!
أولربما بعضا من أشكال جمالية في اللفظ ..ولكن عندما أستمع لصوت ضيدان وهو يتغنى بتلك الروائع فإنه يبحر بي في عذب من الفكر والشعور والإحساس والمعاناة فأشعر بأنني أعيش حالته النفسية .. حتى في نبرة صوته عندما يردد بعض المقاطع المؤثرة في معاناته أو وصفه لحدث ما أو طريقة نطقه لكلمة ....أشعر بحياة الكلمة والموقف وكأنه يتم تصويره أمامي .
..جمال لا يضاهيه جمال ... أقول بأن تلك المعاناة الصادقة وعدم التكلف هي التي ولّدت تلك القصائد بحيث لا يمكن وصفها أو تحليلها بسهولة ..ولا أقول ذلك تملقا ولا تقرّبا من ضيدان فقد كفى متلقيه عناء الوصول إليه بما نثره من عبق الحروف في فضاءات الإبداع... من خلال صوته الشجي... ! عندما استمع أو أقرأ لضيدان وأنا على المتكأ في مكاني أشعر حقيقة بأنني أنا الذي قلت تلك القصائد !!! أليس ذلك غريبا ؟ ! رجاء لا يتهمني أحد بالجنون فهذا فعلا ما شعرت به !
بحثت له عن لقب يصح أن اطلقه عليه فلم أُوفق بعد حتى تاريخه ففي كل قصيدة أستمع لها وهو يرددها يتبادر إلى ذهني لقب ما فأقول في نفسي ها قد وجدت بغيتي .. وبمجرد الدخول في نغم قصيدة أخرى والإبحارمعها تتغيّر الفكرة ....وهكذا دواليك من فكرة إلى أخرى ..وفي ذات خلوة ومصارحة معي نفسي قررت بأن لا حاجة لذلك الإنسان إلى لقب لا مني ولا من غيري حتى ذلك اللقب المستعار المتعارف عليه بـ ( شاعر ) ... قررت بأنه لا يستحق ذلك اللقب !! لأن ذلك اللقب بكل صراحة لا يفيه حقه ..
قررت أخيرا بأن أكتفي بتذوق ذلك البديع العذب من حروفه كلما أشعر بأنني في حاجة إلى حرف نقي أوكلمة صادقة أونغم شجي أوإحساس مرهف .
قال ضيدان ذات مرة بأن أعذب الحب أصدقه وأعذب الشعر أكذبه وليسمح لي بأن أخالفه
بأن أعذب الحب والشعر أصدقهما وهذا ما لمسته في شعره !
الذي يمكن أن أقرره في شعر ضيدان هو أن حبه صادق وشعره صادق ولذا صار عذبا .. !وآخر فكرة تورادت لذهني في ما يمكن أن أطلقه على ذلك الشاعر من لقب هو :
(ضيدان ) ولد منصور .... فقط .. لا أدري .. ليس لي حكم على شعر ضيدان .....لكن من يود المتعة فليكتب كلمة ( ضيدان ) في محرك البحث (قوقل ) .. ! وليقرأ أو يستمع وله الحكم بعد ذلك.
ذكريات الجبابرة مع ديوان ضيدان الصوتي الأول
دمتم بخير ودام شاعرنا ممطرا بهتـّان عذوبته .. ماشاء الله تبارك الله . [/align]