الطفولة مرحلة عمرية مهمة في حياة الإنسان , تقوم عليها ركائز تكوين شخصيته فيما بعد ..
السؤال هنا ماحال أطفالنا اليوم ؟؟
برأيي أن بعض الأطفال لدى بعض الأسر يقبعون خلف أسوارالظلم والإجحاف من عدة نواح:فكثيرا مانشاهد أن الأب يحرص على أن يتتبع طفله حتى يتكلم, ويصبح طلق اللسان ,ولكنه بمجرد أن ينطلق نجده يقوم بإسكاته من أجل مباراة قد تكون قديمة أو برنامج إخباري لاجدوى منه , بينما الطفل يكون في أمس الحاجة لإنصات أبيه له بعد غياب طويل عن البيت .
والأم كذلك تصب جام غضبها على الطفل؛ لمجرد أنها مشحونة من الزوج أو العمل أو الجارة.
وفي المدرسة يتلقى الطفل معاملة قاسية من بعض معلميه وقد يسمع ألفاظًا نابية يصدرها بعض المعلمين كنوع من التنفيس جراء ضغوط العمل اليومي المضني ..
كل هذا لماذا ؟؟
لأن الطفل مازال إنسان ضعيف لا يستطيع أخذ حقه بلسانه أويده ..
فيجده الكثيرون ممّن حوله متنفس لهمومهم سهل التسلل إليه بالنهر تارة والشتم تارة أخرى أو الضرب أحيانا .
أو من باب .. أن الكبير يملك السلطة والتسلط فهو المسؤول عن هذا الطفل سواء كان أب , أو أم , أو معلم ..
فيمارس فرض هذه السلطة بدعوى أنه طفل لايفهم ماحوله , وعليه أن يتلقى التعليمات وينفذها بحذافيرها دون أن يكون له رأي يعتد به أو يؤخذ عنه .
ولو أختزل هؤلاء الثلاثة سنوات عمرهم ونزلوا لمستوى عمر هذا الطفل وأحاطوه بذراع الإحتواء ؛ لشاهدوا العجب العجاب , من هذا الإنسان الصغير , سيجدوه إنسان مفكر ومدرك للأمور, ولكن برداء من البساطة والعفوية , سيجدوه يتألم ويشعر , ويختزن تلك الذكريات المؤلمة ممّا تؤثر سلبا على شخصيته وتعامله مع الآخرين فيما بعد , وقد يخرج للمجتمع وهو إنسان حاقد غاضب يحمل صفات القسوة التي تلقاها , فيصبح معول هدم لا إصلاح ويصبح فرد مُعطِل للطاقات بدلا من مُستثمر نافع مجدي , ( فكل إناء بما فيه ينضح )...
فمتى يدرك هؤلاء أن هذا الإنسان هو لبنة المستقبل الذي يعولون عليه الكثير من أمور حياتهم عندما يعانون الضعف الذي يعيشه الآن .. سيلجاؤن له ..وسيطالبونه برد الديّن الذي أسدوه له صغيرا ..!! وكيف يطالبونه به ؟ وهم سلبوه إياه بتعسفهم وتسلطهم وإنعدام ضمائرهم ..
إضاءة :
تعج وسائل الإعلام هذه الأيام بقصص القسوة والتسلط على الأطفال ..ترى هل هذه الظاهرة حديثة ؟؟ لا أعتقد ذلك ..بل إن صور القسوة على هذه الفئة قديمة ..ولكن الإعلام نشط هذه الأيام ..وتجرأ وصار يخوض بمسائل ..كانت في السابق من صميم أسرار العوائل التي لايجوز سبر غورها ...
مع عابق أمنياتي .. ليــــن