[ALIGN=CENTER]سيدي .... مَن يسكب الحجر مطرا يغسلنا يطهر فينا النوايا و الجثث ، مَن يسكب الحجر عنفوان بشري يضرمه
الوقت ، في دمائنا عشق عربي يسكننا حتى النخاع .... سيدي في النهار حين همّت طيور الحجر أن تبشرنا
بصمت ، حين زاغ البصر و إندثر التاريخ متواريا تحت رمال ذاكرتنا .... لم نهطل مطرا .... لم نساقط سوى
أشياء مبعثرة .... في هذا النهار جربت أن اتصالح مع الوقت و ان أحتسي ما في قارورة الزمان من سكون ، لكن
هناك شيئا ما يكاد ينفجر مع الحجر ، شيء رائع أنصع بياضا من ثلوج الشتاء الغامرة أرجاء العالم يخرجني مني
إليك .... أراك صورة تقبع في الذاكرة تخربش تستأصلني لأكون أنت .... سيدي كيف يكون العشق إن لم يكن
وطنا على إمتداد الخارطة البشرية و عشقا أزليا لا مساحة في القلب لغرامه ....
القلب هكذا يمسك الزمان مرفق وخاصرة الذين يعشقون ، هكذا يبدأ القلب تلاوة قصار السور حتى لا
يبقى في هذا العالم ما يفسر طلاسم السياسة .... هكذا يبتئس الزمان حين يمسك خطر القلوب بالقلوب وحين
تحاصر الخارطة بمراحل مبتورة ، سيدي .... يخال إليّ إنني لا يمكن أن يحررني الوقت من ذاكرته ، لا يمكن
أن يفك أسرى العشق من العشق ، سيدي .... ربما اكون أدخلتك في حوار باهت ، ربما أكون قد أطلقت صرخة
في صفاء ذاكرتك ، ربما تكون أرحت القلب في ساعة ضجيج المراحل و نهار الحجر ، ربما ذلك الخيار
سيدي .... أن تكون و أكون و لكن ليس في العشق خيار ليس في حب الأوطان خيار ، هذا المنطلق سيدي
يشدني إلى حيث تتزين الذاكرة وينتشئ القلب و تتمثل الروح في ريعان نشوتها ...
سيدي .... قد يكون لا مجال للحوار ، لا مجال للخيار ، لامجال لأن نكون ضدين في زمن تتحد فيه الأضداد و
تتداخل إلى درجة ينتهي الواحد في الكل و ينتهي الكل إلى الواحد ، سيدي .... لك وحدك أسجل هذا الإعتراف ،
إنك ملكت زمام القلب ، حاصرت جهات الوقت ليكون العشق وحده الزمان و المكان الأول و الإنتهاء .... و
يكون الوطن ابتسامة لم تُجرح و إمتداد لا يتعثر وخارطة ضمها العشب القشيب و نهارات بيضاء كما قلبك
الناصع ....
سيدي .... قد يكون الحلم وهما وقد يكون الوهم واقعا ، المهم أن يتسع القلب لهذه المدارات و أن يكون المدار
نحوك يا وطن الكرامة و الشرف .... إليك وحدك أسجل إعترافي يا أيها العاشق دوما .... القابض على
مجرة القلب ........ [/ALIGN]