كم توقف عقلي عن العمل وكم مرة كاد يتهاوى قلمي أو تهاوى إلى الأرض ,وكم أبعدني عنك ِ ذلك الضباب النازل من السماء وفي بداية سدول النهار لخيوطه الأولى ..وكم جفيتُ بك ِ في ليالي الأيام وفي عتمة السواد .
لقد سئمت ذلك الركود و ذلك الأنين وأنا أحاول إستيعاب حالي بعدك , فطفقت أدعو وأتمنى ..
فكم تمنى ذلك القلب روحا تثبت فيه كما تثبت شجيرة صغيرة بالقرب من ذلك الشلال الشاهق المترامي الأطراف ! وكم تمنى إحساسي أن يلاقي رهف إحساسك المبجّل !
وكم تمنى لساني أن ينحني بكلماته التي شكلت يوماً سيمفونية عالمية ليهديك ِ إياها !
فهل تذكرت ِ عندما حاولت عيني أن تخلُص بالسرقة منك عندما كنت ِ تمانعين من الإستراق بالنظر ألا أن عيني قد سرقت نظرة خاطفة من عينيك البارقتين اللتين كانتا أشبه بعيني ملاك نازل من السماء ..
فهل بعد ذلك الإصرار الذي ترينه مني أطمع بأن ينساب عطفك علي كإنسياب نهرِ أنت ِ ماؤه وأنا ضفته وجمرا أنت ِ جذوته وسحابا أنت ِ نداه يا غاليتي ..
وهل .. يمانع قلبكِ أن يؤوي شاردا التمس الأمان في أحضان صدرك ..وطفل حبي مازال محتاجا إلى حنانك , وكبير إخلاصي شافع لي لديك ..
أرجوكِ .. افتحي لي قلبكِ وصدركِ ..وامنحي خوفي الكبير أمان عينيك .. ودعي شوقي إليك يجثو بين يدي كبير نعمائك وهو يبتهل إلى الله أن يلهمك العطف الذي يحتاجه , والحب الذي ما زال يعيش على أمل بقائه متأججا في قلبك تجاهه , فإن لم يكن له فلأجله ومن أجله.. واجعليني محاطا بدفء صدرك , ودعيني انكسر بين ذراعيكِ من شدة شوقي إليكِ , ولا تمنعي يدي من انسيابها على خدكِ البرّاق , ودعِي شعركِ الأسود يخطف على وجنات وجهي وعيني الحزينتين , ولا تمنعي قطرات الندى بأن تحط على أزهار الجوري الحمراء وتقول لك مع كل قطرة : هو َ لك ِ , ومع كل بادرة إنسياب منها إلى الأرض : لا تتركيه , واجعلي شفتِيك ِ المذرورتين بالعبق تهمسان حروفا في أذني : أنا في إنتظارك وأنا ما خلوت ُ الإ وأنت َ معي ,, فإن حالك ِ معي كذلك وإن لم أنطق بها فكفى بلاغة مقال حالي معك عن مقالي إليك ..
فهل أطمع بأن تجعلي من قلبكِ العـــارف بالحق أن يرق َ لحالي ؟
فأني ما طقت صبرا مع إستحضاري يقيني بكونك معي َ ولي ,, فكيف يكون صبري وأنت ِ تزمعين الرحيل تاركة ً خلفك ِ أنات حسير وإكبات قلب كسير ..
فخذي قذى الأحزان من عيني ّ اللتين ذرفتا دمع الوجل من فراقك وتجاوب مع كل قطرة دمع نبضة قلب فروق ٌ من إبتعادك , ولا تأخذي ضرورة بقائك معي من حياتي وأنا وإن لم أكن أجد فرصة التصريح بذلك فيما مضى , الإ أن كبريائي قد سقط وعزة نفسي قد تهاوت على عتبة بابك فمن هذا الذي يرى ضرورة ً قد بادرت راحلة ويكون لديه الأمر سيان ! ومن هذا الذي يدعي محبتك ثم يقمعه الأسى عن التصريح بذلك آخر مطاف علاقته بك ! ومن ذاك الذي يزعم إنشغال باله بذكراك وحاله بيوم ٍ يكون فيه لقياك وجعل يحسب الدقائق قبل الأيام والثواني قبل الساعات ويَـعِـد ُ نفسه بفرحة مرآك ثم يبلغه خبر قرب إختفاءك من حياته فيرى التسليم خير حل والإخبات أفضل محل !!
وإني , وإن ادعيت صبرا عن يوم ٍ تلتقي به عيناي بعينيك ويداي بيديك فإن تجريد حضور خيالك في حياتي لم أجد عنه في قلبي صبرا وإن له في نفسي لأثرا ,, فلطالما اصطحبت ذكراك ِ معي في أحوال ٍ كثيرة ,, ولطالما لمت نفسي عن محاولة التبرير لتقصيري معك فلم يكن ثمة مبرر مع وفور محبتي لك ..
غاليتي ,, هذه مشاعر محب وعواطف متعلق ,, وحشاشة صدره أودعها إياك فإن يكن الوصل فهو إليه أحوج وإن تكن الأخرى فعند الله الفرج ,, وأنت ِ في مقامك الرفيع دوما في قلبي ستبقين وفي كل عرق مرت به رجفة قلب خفوق لحبك ستعلقين ,, وصدقيني .. مالي عنك من صبر الإ أن أدع نفسي تقنع بالأمل بعودتك في هذا الوقت وحسبك أن توقني أنني ســأظـــل أحــبــك دومـــــا ..
:فاصل:
:فاصل:
:فاصل:
منقول