أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم






منهج ابن رجب الحنبلي (التحليلي) في كتابه
فتح الباري شرح صحيح البخاري

إعداد الطالب :
محمد يوسف الشرافي


- الكتاب / فتح الباري شرح صحيح البخاري : للإمام ابن رجب الحنبلي
تحقيق : أبي معاذ ( طارق بن عوض الله بن محمد )
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع الطبعة الأولى 1417ه – 1996م.
- الكتاب يتكون من ست مجلدات وفهرس للكتاب في مجلد مستقل .
- بلغ ابن رجب في شرحه إلى آخر كتاب "السهو " مبتدئا بكتاب " الجنائز" فوافته المنية قبل أن يكل شرح صحيح البخاري .

منهج ابن رجب في كتابه/
1-تخريج الحديث /
مثال: " الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون "
أخرجه مسلم أيضا من راوية جابر عن سهيل ، وأخرجه الترمذي من راوية عمارة بن فزية وقال فيه " الإيمان أربعة وسبعون بابا " . ( [1] )

2-لم يكن له منهج واضح في ذكر الإسناد للحديث/
- أحيانا يورد الإسناد كاملا وهو قليل :
مثال: حدثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله أن عبادة بن الصامت وكان شهد بدرا أن رسول الله قال" بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا " ( 2 )

- أحيانا يورد الصحابي فقط من السند :
مثال: حديث ابن عباس أنه بات عند ميمونة وهي خالته ( 3 )


- أحيانا يورد السند مختصرا:
مثال: الشعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي " صلى الله عليه وسلم " ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) ([2])

- أحيانا لا يتطرق للسند إطلاقا بل يدخل في الحديث مباشرة:
مثال: كان النبي ( يصلي الظهر بالهاجرة ) ( 2)

3-تحديد المعنى المراد من الكلمة /
مثال / أن النبي ( أخبر أن أول ما يبدأ به في يوم النحر الصَّلاة ، ثُمَّ النحر بعد رجوعه
والمراد باليوم ها هنا : ما بعد طلوع الشمس ، فإنه لا يجوز صلاة العيد قبل ذَلِكَ ]بالاتفاق . ( 3)
- المراد بقوله ( صلى الله عليه وسلم ) " لن يشاد الدين أحد إلا غلبه " يعني : أن الدين لا يؤخذ بالمغالبة فمن شاد الدين غلبه وقطعه ( 4 )

4-ذكر أقوال العلماء في المسألة/
وقد اختلف العلماء : هل إقامة الحد بمجرده كفارة للذنب من غير توبة أم لا على قولين/
- إن إقامة الحد هو كفارة للذنب .... وهو مروي عن علي بن أبي طالب ، وابن الحسين ، ومجاهد وغيره
- إنه ليس كفارة بمجرده ، فلا بد من توبة وهو مروي عن صفوان بن سليم وغيره (5)

5-توضيح وشرح مراد البخاري من ترجمته /
مثال : - باب قول النبي : " أنا أعلمكم بالله " وأن المعرفة معرفة ا لقلب
مراده بهذا التبويب : المعرفة : وأن المعرفة بالقلب التي هي أصل الإيمان فعل للعبد وكسب له ([3])
- باب سؤال جبريل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة :تبويب البخاري هاهنا واستدلاله وتقريره يدل عل أنه يرى أن مسمى الإيمان والإسلام واحد ؛ فإنه قرر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أجاب جبريل عن سؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان ( 2 )

6-التحقق من شرط البخاري في الحديث /
خرج الإمام أحمد من طريق ابن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة و عن ابن عباس قال : قيل لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أي الأديان أحب على الله ؟ قال : : الحنيفية السمحة " وهذا الإسناد ليس على شرط البخاري ؛
لأنه لا يحتج بابن إسحاق ( 3 )

7 - بيان المعنى اللغوي للكلمة /
أما الحبة بكسر الحاء فهي أصول النبات والعشب ( 4 )

8- استنباط الأحكام الفقهية /
مثال قوله : وَهوَ يمشي معه حتى قعدا . وهذا استدل بهِ على استحباب المصفاحة ، وعلى جواز مصافحة الجنب ، وقد يكون في يده عرق . ( 5 )

9- تكلم في الرجال جرحا وتعديلا /
- روى ابن عدي من طريق محمد بن جابر ، عن أبان بن طارق ، عن كثير بن شنظير ، عن عطاء ، عن جابر ، عن النبي ( ، قال : ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك فضل الجماعة ، ومن أدرك الإمام قبل أن يسلم فقد أدرك فضل الجماعة ) . وأبان بن طارق ومحمد بن جابر ضعيفان . ( [4] )
-رَوَى إِسْحَاق بْن يَحْيَى بْن طلحة ، عَن المُسَيِّب بْن رافع ومعبد بْن خَالِد ، عَن عَبْد الله بْن يزيد الخطمي - وكان أميراً عَلَى الكوفة - ، فَقَالَ : أتينا قيس بْن سعد بْن عُبَادَة فِي ببيته ، فأذن بالصلاة .......... وإسحاق هَذَا ، ضَعِيف جداً . ( 2 )

10-الحكم على الحديث /
- والحديث الذي ذكر فيه إلا حرام ، هو بإسنادٍ مجهولٍ ، عن أبي معشرٍ ، عن نافعٍ ، عن ابن عمر - مرفوعاً - : ( يصبح الرجل محرماً يوم الجمعة ، فلا يحل حتى يصلي ، فإذا جلس في مكانه حتى يصلي العصر رجع بحجةٍ وعمرةٍ ) .وهو منكرٌ ، لا يصح . (3 )
- وفي مسند بقي بن مخلد من رواية سويد بن عبد العزيز الدمشقي ، عن
نوح بن ذكوان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : وضعت
لرسول الله ماء ، وأدخلت يدي فيهِ ، فلم يتوضأ منه .
وهذا منكر ، لا يصح وسويد ونوح ، ضعيفان . ( 4 )


11- البيان المختصر لمعنى الحديث/
- مثال: عن أبي هريرة ، عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة " .
ومعنى الحديث : النهي عن التشديد في الدين بأن يحمل الإنسان نفسه من العبادة مالا يحتمله إلا بكلفة شديدة ( [5] )
- حدثنا عبد الله بن مسلمة : نا ابن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل بن سعد - بهذا ، وقال : ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة .
المقصود من هذا الحديث ها هنا : أن الصحابة لم يكونوا يجلسون بعد صلاة الجمعة في المسجد إلى العصر لانتظار الصلاة ( 2 )

12- ذكر ما يستفاد من الحديث /
- مثال :وهذه الرواية يستفاد منها أمور :
منها : أن كثيراً مِن الأنصار كانَ يقلد بعضهم بعضاً في هَذهِ المسألة ، ولم يسمع ذَلِكَ مِن النبي ( إلا قليل مِنهُم .
ومنها : أنَّهُ لَم يظهر في ذَلِكَ المجلس شيء مِن روايات الأنصار الصريحة عَن النبي ( ، وإنما ظهر التمسك بفعل كانوا يفعلونه على عهد رسول الله
ومنها : أن المهاجرين الذين روي أنهم كانوا يخالفون في ذَلِكَ ويروون عَن النبي ( خلافه كعثمان رجعوا عما سمعوه منهُ ، وكذلك الأنصار - أيضاً - وهذا يدل على أنَّهُ تبين لَهُم نسخ ما كانوا سمعوه بياناً شافياً ، بحيث لَم يبق فيهِ لبس ولا شك . ( 3 )
- فأكثر ما يستفاد من هذا الحديث في هذا الباب : أنه ( كانَ يقرأ في صلاة الصبح ويجهر بالقراءة ، وليس فيهِ ذكر ما كانَ يقرأ به ، ولا تقديره ( 4 )
13- العزو إلى العلماء /
مثال : - كذا قاله كعب غيره . وقد ذكره ابن أبي الدنيا في كتاب " المطر " ( [6])
- وقد ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور ( 2 )
- وقد ذكره القاضي أبو يعلى في " شرح المذهب " ( 3 )

14- الإحالة إلى مواضع في الكتاب /
مثال : - وقد ذكره البخاري فيما بعد :باب : من بدأ بشق رأسه الأيمن في الغسل (4 )
-والبخاري يميل إلى الجواز ، وقد ذكره في ( أبواب : المساجد) ، وفي ( البيوع ) ( 5 )
-وقد ذكره البخاري فِي آخر الباب عَن أَبِي بَكْر الحميدي ، والحميدي أخذه عَن الشَّافِعِيّ ( 6 )

15- بيان غريب الحديث /
مثال : - عن أنس بن مالك ، أن رسول الله ( سقط عن فرس فجحشت ساقه - أو كتفه - وآلى من نسائه شهرا ، فجلس في مشربة له درجها من جذوع النخل ...... )
قال الخطابي : ( الجحش ) : الخدش ، أو أكبر منه . و ( المشربة ): شبه الغرفة المرتفعة عن وجه الأرض . ( 7 )
- وفي صحيح مسلم ، أن أسماء بنت أبي بكر أرسلت إلى ابن عمر تقول له : بلغني انك تحرم مياثر الأرجوان ، فقال : هذه مثيرتي أرجوان .
والأرجوان : الشديد الحمرة . ( 8 )

16- التكلم في المسائل الفقهية/
مثال : - ولو كان على الحائض غَسَلَ جنابة ، إما قبل الحيض أو في حال الحيض ، فهل يستحب لها الاغتسال في حال حيضها للجنابة ؟ فيهِ روايتان عن أحمد .
واختلف السلف في ذَلكَ :
فقال النخعي وغيره : تغتسل ، وقال عطاء : لاتغتسل ؛ الحيض أكبر .
قَالَ أحمد : ثُمَّ رجع عن ذَلكَ ، وقال : تغتسل وأما الوضوء فلا يشرع للحائض في حال حيضها ما لم ينقطع دمها ، فتصير كالجنب ، ونص أحمد على أنها لو توضأت وهي حائض يجز لها الجلوس في المسجد ؛ بخلاف الجنب ، وفيه وجه : يجوز إذا أمنت تلويثه .
ونص الشافعي على أنه لايشرع لها الوضوء عند النوم والأكل ، وهو قول أصحابنا ، واختلف أصحاب مالك في ذَلكَ .وأما وضوؤها عند كل صلاة ، وجلوسها قدر الصَّلاة للذكر ، ففيه خلاف. ( [7] )

17- الاستدلال بالألفاظ القرآنية /
مثال : - وقد جعل الله نبات أجساد بني آدم كنبات الأرض ، قال الله تعالى ( وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا ) ( 2 )
- وهذا الحديث نص في أن الدين يتفاضل ؛ وقد استدل عليه بقوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ( 3 )
- وقد مدح الله من فر بدينه خشية الفتنة عليه فقال - حكاية عن أصحاب الكهف _ ( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ) ( 4 )



18- تفسير الآيات /
مثال : - قال مجاهد والشعبي وقتادة والضحاك والنخعي والزهري وغيرهم في قوله تعالى ( وثيابك فطهر ) إن المعنى : طهر نفسك من الذنوب .
وقال سعيد بن جبير : وقلبك ونيتك فطهر . وقريب منه : قول من قال : وعملك فأصلح ( [8] )
19- التطرق إلى الأمور النحوية/
مثال : - وقوله في الرواية التي خرجها البخاري في هذا الباب " إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا " فيه الإتيان بالضمير المنفصل مع تأتي الإتيان بالضمير المتصل ، وهو ممنوع عند أكثر النحاة إلا للضرورة كقول الشاعر : " ضمنت إياهم الأرض في دهر الدهارير " . وإنما يجوز اختيارا إذا لم يتأت الإتيان بالمتصل مثل أن يبتدأ بالضمير قبل عامله نحو : إياك نعبد ؛ فإنه لا يبتدأ بضمير متصل أو يقع بعد نحو إلا إياه . فأما قول الشاعر : " أن لا يجاوزنا إلاك " ، فشاذ . وأما قوله : " وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي " ، فهو عندهم متأول على أن فيه معنى الاستثناء ، كأنه قال : ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا . ( 2 )
20- الاستدلال بأقوال الشعراء /
مثال :- فمناقضة أحدهما صاحبة غير مصحح مذهبه ، وإن كان مفسداً به قول خصمه ؛ لأنهما مجتمعان معاً في الخطأ ، مشتركان فيهِ ، كقول الشاعر :
حجج تهافتت كالزجاج تخالها حقاً ، وكلٌ واهن مكسور ( 3 )

الانتقادات على منهج الكاتب في كتابه /
1- لم يكن له منهج واضح موحد فمثلا : أحيانا يورد الحديث بسنده ، وأحيانا بدون سند ، وأحيانا يحكم على السند وأخرى لا يحكم .
2- ذكر أقوال العلماء دون ذكر المصدر سواء في الجرح والتعديل وغيره .
3- لم يتضمن معنى الشرح التحليلي المتكامل بحيث لم يذكر في كتابه سبب الورود والإيراد ولطائف الإسناد ومشكل الحديث ومختلفه .
4- عدم وجود فهرس مفصل للآيات أو الأحاديث أو الرواة للتسهيل على القارئ .

[1] - فتح الباري – ابن رجب 1 / 27
2- نفس المصدر 1/61
3- نفس المصدر 6/ 213


[2] - فتح الباري لابن رجب 1/ 32
2- نفس المصدر 3/76
3- نفس المصدر 6 / 103
4- نفس المصدر 1 / 136
5- نفس المصدر 1/ 73 -74

[3] - فتح الباري – ابن رجب1 /80
2- نفس المصدر 1 /80
3- نفس المصدر 1 / 135
4- نفس المصدر 1 / 88
5- نفس المصدر 1 / 348

[4] - فتح الباري – ابن رجب 3 / 251
2- نفس المصدر 4 / 135
3- نفس المصدر 5 / 358
4- نفس المصدر 1 / 283



[5] - فتح الباري – ابن رجب 1 / 136
2- نفس المصدر 5 / 545
3- نفس المصدر 1/ 379
4- نفس المصدر 4 / 458


[6] - فتح الباري – ابن رجب 1/ 88
2- نفس المصدر 4 / 321
3- نفس المصدر 5 / 543
4- نفس المصدر1 / 259
5- نفس المصدر 2/ 229
6- نفس المصدر 4/ 149
7- نفس المصدر 2 / 240
8- نفس المصدر 2 / 220

[7] - فتح الباري – ابن رجب 1 / 483
2- نفس المصدر 1/ 89
3- نفس المصدر 1/ 90
4- نفس المصدر 1/ 100

[8] - فتح الباري – ابن رجب 1 / 93
2- نفس المصدر 1 / 84
3- نفس المصدر 5 / 104