أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


مكتبات المخطوطات في العالم وفهارسها في الشرق والغرب كثيرةٌ لا تُحصى، ويُشير أحد الفضلاء أنه ما من سبيل إلى استعياب النُّسخ التي يحتاجها المحقِّق إلا بالاطلاع المباشر على جميع المكتبات أو فهارسها؛ لذا فلا يوجد أمام الباحث إلا كتابَا بروكلمان وسزگين.



والصحيح أنه يجب على المحقق بذل الجَهْد واستفراغ الوُسْع بمنهج بحثي منضبط، فيمكن أن يبدأ مثلاً بالمصادر والإجراءات التالية:

• استيعاب الببليوجرافيات والفهارس الشاملة.



• مراجعة البرمجيات وقواعد البيانات الإلكترونية، لا سيما المتاحة على الإنترنت.



• مراجعة مُصوَّرات المخطوطات على الإنترنت، ثم في المراكز الجامعة التي صورت مجموعات كاملة أو نوادر من مكتبات العالم؛ مثل: معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، ومكتبة الإسكندرية، ومركز الملك فيصل بالرياض، ومركز جمعة الماجد بدبي، ونحوها.



• سؤال أهل الذِّكر من المكتبيين المعتنين، ومتخصصي الفن الذي يُحقَّق فيه، وعلى الخصوص المحقِّقون والمعتنون بالتراث المخطوط، لا سيما من عُرف بالعناية بتخصُّصٍ دقيقٍ أو مؤلِّفٍ معينٍ.



• انتقاء مظانِّ المكتبات والفهارس غير المطروقة كثيرًا، مثل الفهارس الأوربية غير المشتهرة في الوطن العربي مثلاً، وزيارة المكتبات والمجموعات غير المفهرسة، وتصفُّح المخطوطات نفسها ما أمكن، وربما كثير من المكتبات المفهرسة المحتملة الأخطاء مثل مكتبات تركيا وغيرها.



• انتقاء مظان وجود المخطوط المراد تحقيقه من المكتبات وفهارسها، عن طريق قواعد منهجية منضبطة تُكتسَب بالخِبرة وتُصقَل بالدُّربة والسؤال، نكتفي بأن نذكر منها:

• المجموعات الكبيرة المهمَّة وفهارسها؛ مثل: دار الكتب المصرية، والظاهرية، والمكتبة الوطنية المغربية، ومكتبات إستانبول، والمجموعات الغربية التي اشتهرت بانتقاء النفائس؛ مثل: تشستربتي والبودليان وبرنستون وغيرها.



• مظان مؤلِّف الكتاب أو موضوعه أو عصره، ومحاولة تضييق نطاق البحث، فمثلاً أحمد السُّجاعِي المصري المتأخر (توفي سنة 1197هـ)، يُبحَث عنه أولاً باستيعاب المكتبات المصرية مثل الأزهرية ودار الكتب وبلدية الإسكندرية، ثم خارجها، ومخطوطات مؤلِّفي المغاربة لا سيما المتأخِّرين والمحليِّين، مظان وجودها هي مكتبات المَغرب العربي أكثر من المَشرِق.



• المكتبات التي اشتُهرت بمخطوطات موضوعات أو أزمنة معيَّنة، مثل المكتبة الظاهرية التي تُعدُّ من أشهر مكتبات مخطوطات الحديث لا سيما المُسنَدة منها، وفي عصور معيَّنة، كما ضمَّت تراث كثير من مؤلِّفي الشَّام وبيت المقدس.



• استفراغ الوسع بعد ذلك في الاطلاع على أكبر قدر ممكن من الفهارس المتاحة، لا سيما ما هو متاح على شبكة الإنترنت والمكتبات العامة والمتخصِّصة، وزيارة المكتبات والمجموعات حتى المغمورة منها و"كم في الزوايا من خبايا!"، و"لا تخلو مكتبة من نوادر".



• مراجعة ما تيسَّر من مصادر المكتبة العربية والإسلامية، التراثية والحديثة، المطبوعة والمخطوطة، ومنها مقدِّمات المُحقِّقين المتقنين، والدوريات المتخصصة؛ مثل: مجلة معهد المخطوطات العربية، وتراثيات، وغيرها.