صالح العمودي

يرحم زمان عبدالعزيز جميل أحد مؤسسي ورؤساء وداعمي الاتحاد الأوائل، يرحم زمانه يوم بحث في جيبه عن قلم أزرق ليكتب
به فلم يجد إلا قلماً حبره أحمر فكتب به خطاباً إلى الدكتور عبدالفتاح فلمبان رئيس الفريق الإندونيسي يطلب إقامة مباراة ودية
بين الفريقين، فثار الفلمبان معتبراً أن الحبر الأحمر فيه من التحدي الشيء الكثير فتوعد بتلقين الاتحاد درساً لن ينساه، والتقى
الفريقان في مباراة نارية فاز فيها الاتحاد بهدف أصاب الدكتور الفلمبان في مقتل من فرط القهر فقرر حل الفريق الإندونيسي نهائياً.
يرحم زمان عبدالرزاق متبولي الرئيس الوسيم الأنيق الذي صرف على الاتحاد من حر ماله ولم يسجل ذلك على النوتة ولم
يطالب به بعد أن تقدم وهو وجميع أعضاء مجلس إدارته بخطاب استقالة جماعية في عام 1380هـ عندما وجدوا أنهم لن
يستطيعوا خدمة ناديهم بالصورة التي يرضونها له.
يرحم زمان يوسف الطويل الرئيس الأشهر والداعم الأكبر في الثمانينات الهجرية الذي ظل يدعم الاتحاد بكل ما يملك ويضحي
من أجله حتى آخر يوم في حياته، ورحل عن دنيانا دون أن يطالب النادي بريال واحد صرفه عليه.
يرحم زمان الأمير طلال بن منصور (المنقذ) الذي انتشل الاتحاد من هاوية الضياع في الستعينات الهجرية وأعاد بناءه من
جديد وأنفق عليه الملايين في سابقة من الحب والدعم أنعشت الاتحاد وأعادته إلى دائرة المنافسة.
يرحم زمان (الداعم) آل الشيخ و(العاشق) خالد بن محفوظ و(الفعال) أسعد عبدالكريم و(المؤثر) منصور البلوي وآل باناجة
واللنجاوي والناظر وأبوالحسن وفتيحي وأبو الجدايل وخميس وباحجري وبن زقر وسلامة وسنبل وبكر وكيال ورجخان وغيرهم
من البيوت العريقة التي دعمت الاتحاد بالمال والرجال، دعمته وبذلت من أجله يدفعها عشقها لهذا الكيان الكبير ووفاؤها لكل
الأجيال التي صنعت أمجاد الاتحاد وتوارثت خدمته.
واليوم وبعد توقف نسل الدعم الشرفي إلا من بعض الفتات، وبعد فقدان الأمل في خروج داعم جديد من أصلاب الرموز والكبار
يشيل الجمل بما حمل ويضخ الملايين كما كان في السابق فليس أمام العميد إلا صناعة داعم جديد اسمه (الجمهور) داعم
يدوم ولا تنتهي صلاحيته، داعم ينفق القليل ليجمع الكثير، داعم لا يبحث عن منصب ولا أضواء، داعم لا يتمصلح ولا يسمسر،
داعم لا يتغير موقفه ولا يتزحزح عن مبادئه، داعم ينشد به الظهر ولا يطعن من الخلف.
نعم لابد من صناعة هذا الداعم الجديد من المدرج الذهبي، المدرج الذي صنع العديد من القرارات وحان الوقت
ليصنع القرار التاريخي، قرار (الجمهور هو الداعم والفعال والمؤثر).