بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل بيته وصحبه أجمعين، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتى وإخوانى فى الله
جاء فى الحديث القدسى فى صحيح مسلم وأبو داوود والنسائى
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله عز وجل: يؤذينى ابن آدم آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدى الأمر أقلب الليل والنهار) حديث صحيح
نرى كثيرا سواء فى الشارع العربى أو فى وسائل الإعلام العربية أو على صفحات المنتديات كثيرا من الناس.. يلقون لومهم دوما على الدهرو الزمان.. يسقطون أسباب حزنهم أو تدهورهم أو فشلهم على الزمان واختلافه عما سبق.. بل ومنهم من يلعن الزمان ويسب الدهر.. ويرى أن الزمان ظلمه وأنه جار عليه ..
سبحان الله العلى العظيم
وما دخل الزمان فى أحوالنا المتدهورة.. وفيما يصيبنا من بلاء وهموم.. وهل كان عهد النبى عليه الصلاةوالسلام، بل وعهد الرسل والأنبياء من قبله خاليا من الابتلاءات .. . هل عُفى الأنبياء أنفسهم من الابتلاءات أم كانوا أشد الناس ابتلاء..؟؟!!!
لما نسقط فشلنا أو ضعفنا أو قصورنا أو حزننا على الزمان؟؟؟!!
الله سبحانه يقلب الليل والنهار بيديه... والليل والنهار يتعاقبان كل يوم منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها.. ولم تقل الشمس يوما لن أسطع ولن أشرق .. ولم يقل القمر يوما لن أنير للناس طريقهم .. فأمرهم بيد الله سبحانه وتعالى..
وهى ثوابت قائمة حتى يفنى الله الأرض ومن عليها ..
ولكن ما المتغير الذى يتغير.. إنه نحن البشر..
البشر هم من يؤثرون فى كل حقبة من الزمان ..
فمع البشر الذين يقطنون زمانا بعينه تكون النهضة والرفعة ..
ومع آخرين يكون الذلة والهوان..
كان الصحابة على عهد النبى عليه أفضل الصلاة والسلام والتابعين .. يصابون بالبلاء فيصبرون ولا ينقمون ولا يسبون الدهر.. فقد كانوا أقوياء الإيمان .. ولما قلَّ الإيمان وتبددت أواصر العلاقة برب العالمين.. وتفشى الفساد .. أرجع البشر هوانهم وفسادهم وخذلانهم إلى الدهر ..
يا إخوانى نحـــــــن هو العيــب ذاته..
كل زمان يتميز بما فيه من بشر فقد كانت النهضة والعزة فى بداية عهد الدولة الإسلامية لأنهم كانوا يتقون الله حق تقاته ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
ثم آل الحال لما هو عليه الآن .. لتشتتنا وتفرقنا وتهاوننا
نحن من تهاونا فى جنب الله وفرطنا كثيرا كثيرا.. ومنا من نسى أن له ربا خلقه وسوف يحاسبه وأن هناك كتاب يُحصى فيه كل صغيرة وكبيرة يفعلها ويقولها.. وما أصابنا من خير فمن الله وما أصابنا من شر فمن أنفسنا .. وقد صدق الله فيما قال .. فمن أعمالنا سلط علينا .. والجزاء من جنس العمل.. أنريد أن يكون البعض فينا يعيث فى الأرض فسادا وينشر الموبقات بل ويعترض على آى الذكر الحكيم .. وعلى السنة المطهرة .. والبعض يلوون ألسنتهم بكتاب الله لتأتى موافقة لأهوائهم .. ونريد أن يتحسن حالنا .... كيف هذا بالله عليكم ؟؟؟!!!
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. لابد أن نتغير نحن أولا ولا يقول أحد الكل يفعل كذا لماذا أتغير أنا .. لابد أن يبدأ كل فرد بذاته وبمن يعول وبمن هم حوله والدين النصيحة .. لابد من الاجتهاد فى ذلك والمثابرة .. وسوف نصل إلى الخير بإذن الله تعالى ..
وليس الحل أن نجزع كلما مررنا بضائقة ونلقى اللوم على الزمان .. فهذا من الجهود والتذمر والاعتراض على قضاء الله وهذا لايليق فى حق المسلم الحق الذى يؤمن بالقدر خيره وشره .. لابد أن نشكر الله على كل ما يصيبنا .. وما أصابنا ما كان ليخطئنا وما أخطأنا ما كانا ليصيبنا .. ولو اجتمع الجن والإنس والجن على أن ينفعونا بشئ ما نفعونا بشئ إلا قد كتبه الله لنا .. وإن اجتمعوا على أن يضرونا بشئ ما أضرونا بشئ إلا وقد كتبه الله علينا..
ودوما لابد أن نتذكر أن أشد الناس ابتلاء هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل
وأن المؤمن أمره كله خير، ولا يكون ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء صبر فكان خيرا له
لابد أن نقوى علاقتنا بالله ونبدأ من اليوم أن نلقى اللوم على أنفسنا نحن ولا نسقط خذلاننا فى أى أمر ولا همومنا ولا أحزاننا على الزمان..
وكما قال الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا