بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،، أما بعد:
اخواني الكرام زواراً واعضاء
اقبل علينا رمضان سيد الشهور فمرحباً به وأهلاً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال : "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" رواه الطبراني
بعد أيام معدوده نستقبل شهرنا العظيم، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، شهر الصيام والذكر، شهر التوبة والغفران، شهر العزة والكرامة.. اللهم بلغنا رمضان.. اللهم بلغنا رمضان، فكم من أمل أن يصوم هذا الشهر ففاجأه أمله فسار قلبه إلى ظلمة القبر، كم من مستقبل يوم لا يستكمله ومؤمل غداً لا يدركه..
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
مـــن بيـــن أهــــل وجيـــران وإخــوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهــم
حيا فمـا أقــرب القاصــي من الدانـي
هكذا تطوى الليالي والأيام؛ وتنقض الشهور والأعوام؛ والعاقل اللبيب من يفكر ويعتبر بتلك الأيام التي عاشها والليالي التي قضاها، نعم هي ماض تركه خلفه لن يعود؛ لن يعود لك مرة أخرى، لكنه يسجل عليك فالله تعالى يقول: "هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون"
كل الناس يغدون في أهداف وآمال ورغبات وأماني، ولكن أين الجادون؟ أين الجادون فرمضان آت بعد أيام فكيف حال الناس بل كيف حال الأمة!! هل من وقفة صادقة للمحاسبة؟ وهل من وقوف جاد للتأمل؟
إن رمضان آت وفى الآمة تُعساء يستقبلونه على أنه شهر جوع نهار وشبع ليل، نوم في الفراش إلى ما بعد العصر؛ وسمر في الليل إلى الفجر، تراهم ذئاباً في الليل جيفاً في النهار، جعلوا من رمضان موسم طرب وسهر ودعايات وقنوات، انهم يقتلون رمضان ويفسدون حلاوته وطعمه، حُرموا وحَرموا غيرهم من جمال رمضان وروعة الحياة فيه
لقد فضل الله تعالى شهر رمضان على غيره واختصه بخصائص عظيمة
فهو شهر القرآن والصيام والصدقات وفيه ليلة القدر
وفيه يصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النار وغير ذلك من الصفات التي ميزه الله بها ..
إذن كيف نستقبل هذا الشهر العظيم المبارك ؟؟؟
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرح لقدوم رمضان ويعظمه
ويهتم به ويفرغ فيه للعبادة وقد كان السلف الصالح-عليهم رضوان الله-ينتظرون رمضان بفارغ الصبر
والواجب على المسلمين أن يستقبلوا شهر رمضان بالفرحة والأبتهاج ..
وعليهم أن يستقبلوه بالبشر والمسرة فهو شهر المغفرة وتكفير الذنوب
والعتق من النار
وعلى المسلم أن يستقبله بالتوبة النصوح والإقلاع عن الذنوب والمعاصي
وبالندم على مافات منها وعدم العوده اليها
وعليه أن يستقبله بالعزم الصادق على أغتنام أوقاته
وعمارة ساعاته بالطاعة والعمل الصالح
نسأل الله تعالى ان تكون اعمالنا خالصة لوجه الكريم
--------------------
منقول