مساء إبتسامة .. مشرقة ..
وأقدم إعتذاري .. لكل حواء يمسها الموضوع من قريب النفخ أو بعيده ..
جميعنا نعلم مدى إنتشار ظاهرة : عمليات نفخ الشفاه بمادة السيليكون وتأثيرها على العلاقة بين الأسنان والابتسامة وتأثيرها على الشكل العام للوجه .
ومن الطبيعي جدا أن الكثيرين كتبوا عن هذا الموضوع من عدة جوانب .. وأهمها الجانب الصحي .. وسلبيات هذه العمليات .. لكن لم لا نراها اليوم من زاوية أخرى .. زاوية الشباب .. والرجال .. وزاوية العشاق والشعراء .. وهو الجانب الجميل والرومانسي في حياة الجميع .. وما تعيش معه حواء أجمل إحساس .. لحظة تغزل المحبوب .. وذكر مفاتنها لدى الشعراء .. وما سطر ودون في أمهات الكتب الأدبية منذ أزل التاريخ .. !
وقبل البدأ لدي سؤال حقيقي .. يحتاج الإجابة : هل سمعتم يوما بيتا من الشعر أو الغزل على نافخات الشفاه .. ؟ هل مر بكم بيت شارد عن صاحبه متغزلا بشفة منفوخة أو خد مكسو بالإسمنت المسلح .. ؟
يقول شاعر المرأة نزار قباني لولده في قارئة الفنجان :
بحياتك يا ولدي إمرأة عيناها سبحان المعبود ..
فمها مرسوم كالعنقود .. ضحكتها أنعام وورود ..
ما أجمل هذه الأبيات .. في وصف هذه المرأة .. لكن ترى لو أن هذه المرأة قد نفخت ( بإبرة السيلكون ) وأنتفخت شفتاها .. وكأن بها ورما في الضرس .. ويبست خدودها وأصبحت كصحراء جرداء .. لا تورد فيها ولا كلأ .. ونبتت لها لحية بقدرة قادر .. فماذا سيقول نزار قباني لإبنه / أتصور /
بحياتك يا ولدي إمرأة .. عيناها أحافير الأخدود ..
فمها محشو بالبارود .. ضحكتها فئران وأسود ..
حفظ الله نساءنا .. ورفع قدرهم .. فالمولى سبحانه يقول ( خلقكم فأحسن صوركم ) ووالله والله .. إن هذا الصانع لا يخطأ أبدا .. فمن كانت على سبيل المثال .. شفتاها .. نحيفتان .. فلتنظر لملامح وجهها .. ستجد أن هذا تناسق صوره الله سبحانه .. ليتناسب مع طول الأنف .. وشق العين .. ومساحة الخد .. وزاويته وكأنها هندسة حسابية دقيقة .. وهي كذلك ..
ونجد أن أغلب النافخات .. وإن كن على قدر بسيط من الجمال .. نجدهن كن أجمل قبل النفخ .. فسر الجمال هو القبول بإختلاف الذوق .. فلكل جمال محبوه .. وهو في أذواق الناس في تفاوت ..
والمشكلة والطامة المنفوخة الكبرى أكثر من غيرها هذا التقليد الأعمى .. والموضة الغبية إن جاز التعبير .. فهناك أمة ما إن ترى غيرها قام بشيء إلا وركضت إلى أقرب محل ( بنشرجي ) لتقوم بعملية النفخ .. حتى تخالها إطار شاحنة .. ولننظر لعواقب ذلك .. وأسأل الله أن لا نكون أغبياء..
- زوجة مشهورة بجمالها .. ودفع الزوج آلافا .. لأنها تريد أن تكون له الأجمل .. وبقدرة قادر وبعد عملية نفخ وشد.. وبعد أن كان يذوب ( في دباديبها ) .. تدخل عليه البيت فجأة .. وأتصوره والله يتغنى بالأبيات التالية / بدل الغزل .. ويبدأ القلب والحب بالإنكماش
(( تنحي فأجلسي مني بعيدا,,,,,,,,, أراح الله منــك العالميــنَ))
(( أغربالا إذا استودعت سرا ,,,,, وكانونا عــن المحـدثيـــن َ))
(( حياتك ما علمت حياة سوء ,,,,,, وموتك قد يسر الصالحينا ))
- فنانة كانت هي الأجمل بطلتها .. ويتسابق المخرجون .. لكي يستطيعوا أن يقنعوها بمشهد واحد .. تظهر فيه .. لكي يحقق العمل الفني نجاحا وأموالا .. وفجأة .. تقوم بعملية النفخ وعمل ( حفرة صغيرة في الخد - نغزة ) تظهر وقت ضحكتها وإبتسامتها .. وإذا بذلك كله .. كالسحر ينقلب على الساحر .. فما أن تظهر في مشهد تلفزيوني .. حتى تتمنى أن تشاهد برنامجا عن المحميات الفطرية في أفريقيا .. حتى الضحكة ( والنغزة ) كأنها ورقة ممزقة .. أو كأنها إمرأة بعثت بعد أهل الكهف .. بعد أن نامت معهم ..
يا سبحان الله .. الأ نتذكر الغزل الجميل .. ونساء لم نرهم في حياتنا .. وقيل عنهم ما خلده الزمن .. / وأصبح شاهدا في علوم البلاغة ..
امطرت لؤلؤا من نرجس وسقت .. وردا وعظت على العناب بالبرد
ولنقرأ ما قاله نزار قباني .. وهل يستطيع قوله شاعر الآن على النافخات المتنفخات .. وهل أصبح الحبيب يستطيع تخيل حتى قبلة من شفة منفوخة قد تطبق عليه فيفقد فمه .. أو تعضه .. أو يضطر لفتح الشفتين بكلتا يديه .. لقد أصبح الشكل العام للرومانسية والجمال مفقود بكل ما تعني الكلمة ..
شفتان معصيتــان أصفح عنهما
مادام يرشح منهما اليقـــــــــوت
إن الشفــــــــــاه الصابرات أحبها
ينهار فوق عقيقهــــــــا الجبروت
كــــــــــــرز الحديقة عندنا متفتح
قبلته في جرحــــــــــــة ونسيت
شفتان للتـــــــدمير يالي منهما
بهما سعدت وألف ألف شقـــيت
شفتان مقبرتــان شقهما الهوى
في كل شطر أحمر تــــــــــــابوت
شفة كــــــــــــــــآبار النبيذ مليئة
كم مرة أفنيتها وفنــــــــــــــــــيت
الفلقة العليا دعـــــــــــــــاء سافر
والدفء في السفلى فأين أموت ؟
وختاما حاولت أن لا يأخذ الموضع أبعادا ليكون فقط كالتعليق .. الذي يترك المجال لكل قاريء أن يتصور . كيف نفقد أشياءنا الجميلة .. ونقتلها بفلسفة حضارية نقلدها بقمة الغباء ..
خليــك عاقــــلة... و لا تستقبلي
مطر الربيــع ، بوجهك المتجهم
كوني كمــا كل النساء... فإنني
لا أعرف امرأة تعيش بلا فم
منقـــــــــــول