أن محرري وكتاب الصحافة ومن يتابعهم ويسير في ركاب تهييجهم لايرضيهم حال المرأة السعودية مهما بلغت من العلم النافع ، والعمل المناسب لها مادامت مستمسكة بالحجاب الشرعي " غطاء الوجه " وبالبعد عن محاذير الخلوة والاختلاط . مما يؤكد لكل عاقل أن الهدف الحقيقي ليس مجرد " العلم " أو " الوظيفة " كما يتوهم البعض . إنما الهدف نزع الحجاب وتشجيع التمرد والاختلاط . ولهذا تجدهم يفرحون بهذين الأمرين إذا ما حدثا أكثر من فرحهم بالمشاريع النافعة المنضبطة .
ولا ألوم هنا بعض الصحفيين - هداهم الله - ممن بلونا عليهم هذا التهييج والتمدد في الغي ؛ لأن الشيء من معدنه لا يُستغرب . فهؤلاء يحتاجون إلى " معالجة " راشدة تُنقذهم مما هم فيه من انحدار سلوكي وفكري ، وتنتشلهم من مجتمعاتهم الموبوءة ؛ قبل أن يستدرجوا غيرهم إليها ؛ فيكثر الخبَث في بلادنا ؛ أو يصبحوا ممن قال تعالى عنهم ( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يُصلحون ) ، أو ممن قال عنهم ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار ) .
إنما ألوم صنفًا من الكتاب والمتنفذين في الصحافة ممن نحسبهم لا يرضون هذا التهييج لنسائهم وحرائرهم ؛ لكنهم - مع هذا - يساهمون فيه ويُمكنون له ! إما مجاملة لغيرهم ، أو استحياء من الحق ، أو خوفًا على وظيفة زائلة .
====================
وتأكيدًا لما سبق فقد أجرت صحيفة الحياة بواسطة مندوبها " خالد الباتلي " ! ففي يوم ( 18/2/1426) لقاء مع الدكتورة هند الخثيلة - هداها الله لما يُحب ويرضى - ظهرت فيه " سافرة " لتتحدث عن واقع المرأة السعودية ! ومعلوم أن السفور محرم شرعًا ؛ ومن أخطأ فأجازه من العلماء المعاصرين ؛ كالألباني - رحمه الله - وضع له شروطًا يتجاهلها كثير ممن يتمسح بقوله ، ولا يحاولون أن يذكروها . تجدها على هذا الرابط ( اضغط هنا ) ؛ فكيف إذا كان هذا السفور يُعرض على آلاف الرجال بواسطة نُسخ الجريدة !
لن أتحدث عن مجمل لقائها ؛ لأنه كغيره من اللقاءات المكرورة المملة التي حفظها معظم الناس ؛ يشتمل على التباكي على " حقوق " موهومة مضيعة ؛ يُهمش فيها دور " الأم " و " الزوجة " و " تربية الأولاد " و " القرار في المنزل " الذي بين الشرع أنه الأصل في قضية المرأة ، وغيره استثناء طارئ . ليُجعل المخالف للشرع من الخروج ومزاحمة الرجال ومخالطتهم في أعمالهم هو الأصل والحق الموهوم الذي ينبغي الوصول إليه !!
إنما سأركز على إجابة واحدة للدكتورة - هداها الله - تبين للقراء ما سبق أن نبهت عليه من أن الأمر لم يعد مجرد دعوة إلى تعلم المرأة ما ينفعها ، أو عملها - إذا احتاجت - في بيئة مناسبة لها ، متميزة ببعدها عن الاختلاط المحرم . فكل هذا لم يعد يرضي البعض ؛ ومنهم الدكتورة هند للأسف . فقد سألها المحرر : ( ينادي البعض بوزارة للمرأة ؛ هل تتفقين مع هذا التوجه ؟ ) . فأجابت : ( إذا كان المقصود وجود أو إنشاء وزارة خاصة بالمرأة تسمى " وزارة المرأة " فإنني لا أرى في ذلك أي قيمة أو توجه صحيح ؛ لأن إفراد المرأة السعودية بوزارة يعتبر تقليلا من شأنها ، وتحديدًا لها ولشؤنها من ناحية الجنس .. لماذا ينادون بوزارات للمرأة ؟! لقد شبعنا تنظيرًا وإثارة للمواقف والعواطف . ما زلتُ أصر على أن المرأة السعودية أكبر من موقف شفقة أو لحظة إحسان ، أو التدليل والشك في أنها غير جديرة بالثقة في تولي مسؤليات في مختلف مناحي الحياة ، وخصوصًا السياسية منها ) . إذًا فالوزارة المستقلة للمرأة مهما ستقدم وتفيد لن ترضي الخثيلة - هداها الله - إنما الذي سيرضيها : ( الاختلاط ) بالرجال ! حيث تضخم عندها هذا الأمر - إما بسبب دراستها في الغرب أو بسبب التأثر بدعوات التغريب - فأصبح هو الهدف !! ثم تأمل هذا الهدف أو الطموح وقارنه بأهداف ومطامح الغرب لنسائنا !
====================
أما الدكتورة فوزية أبو خالد - هداها الله - فقد قالت في بحثها " أثر النفط في مسألة المرأة في المجتمع السعودي " ( ص 214 ) معترضة على من يُطالب عند تعرضه لقضية المرأة إلى تخصيص أقسام مستقلة لها ؛ سواء في التعليم أم العمل ! : ( .. سيكون من المستحيل على مجتمع نام ، وفي موارده البشرية على الأخص ، تشييد عالمين منفصلين : عالم المرأة ، وعالم الرجل . ونرى هذا واضحًا في توظيف التقانة المستوردة ، والأيدي العاملة المستقدمة لسد ثغرات مثل هذا الاتجاه التنسوي . ويكفي أن نشير هنا إلى مثال واحد بهذا الصدد ؛ وهو أن تكاليف الشبكة التلفزيونية المغلقة التي شرعت جامعة الملك سعود في تنفيذها في سبيل الحفاظ على وجود عالمين منفصلين : عالم الطالبات وعالم الطلاب قد فاقت الخمسة ملايين دولار . ولنا أن نتخيل مجرد التخيل أن مثل هذا المبلغ كاف لميزانية مجتمع كامل برجاله ونسائه ، وليس لميزانية " امبراطورية نسائية " فقط ) . فالدكتورة لا ترى هذا الفصل بين الطلاب والطالبات ؛ مهما كان شرعيًا ويؤدي إلى الغرض من التعلم ؛ لأن هذا لم يعد هو الهدف - كما سبق - ؛ إنما الهدف : السعي المحموم للإختلاط الذي سبق أن تورطت فيه مجتمعات عديدة ؛ فلم تجن منه سوى الانحدار الخلقي وتعاظم المشاكل دون أن يوصلها إلى خير يُذكر . وأما تحججها بخشية الإسراف عند إقامة عالمين منفصلين للمرأة والرجل ؛ فهو من المضحكات ؛ حيث استكثرت على المؤمنين 5 ملايين دولار فقط لحفظ دينهم وأخلاقهم ؛ وهو من الواجبات ؛ وميزانية بلادهم تدر مليارات الريالات يوميًا - ولله الحمد - ؛ متغافلة عن أضعاف ذاك الرقم بعشرات المرات يصرفه بعض أبناء هذه البلاد في مشاريع تافهة إن لم تكن محرمة ؛ كالقنوات الفضائية .
واضافة الى ذلك مقال قرأته في مجلة الفرحة وتخونني الذاكرة في العدد ولكن كان مضمونه ماتحثت به الدكتورة سعاد الصباح بأن فتياتنا المسلمات المحجبات اشبه مايكون بالدجاج المعلب وان ازواجهن الغيورين المسلمين هم كالديكة اللائي يصيحون..فهل اصبح الحجاب بنظر ها علبة مغلقة تنغلق فيها المرأه المسلمة وتبتعد عن حريتها!!!
أسأل الله أن يهديهن إلى ما يحب ويرضى ، وأن يجعلهن دعاة إلى الخير ، مدركات لما يُراد لهما ولأخواتهن ممن يتخذهن وأمثالهن معبرًا ووسيلة " مؤقتة " لغزو هذه البلاد من الداخل ، عاملتين بقوله تعالى : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى . وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله ) .