[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا من سئمت مذلةً وهوانا = وكرهت عيشاً يورث الخسرانا
أقبلت تقترف الخطايا جهرةً = فقتلت داخل قلبك الإيمانا
كن بطلاً كالليث يزأر عزةً = بشموخ دينك بالهوى مزدانا
وخذ القرار بقوةٍ لا تنثني = وامضِ بدربك تطلب الغفرانا
وابنِ إلى الجنات جسراً شامخاً = واسعى لترفع أحسن البنيانا [/poem]
[align=center]هل كان أبو طالب في داخل قلبه مكذباً بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أو مؤمناً متيقناً بصدق عبادة عُباد الأصنام ؟[/align]
كلا والله
والدليل على ذلكـ قوله :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولقد علمت أن دين محمدٍ = من خير أديان البرية دينا[/poem]
عجباً !!
ما الذي منعه من إتباعه ما دام أنه يعلم بأنه خير الأديان ؟!!
انظر إلى السبب :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لولا الملامة أو حذار مسبةٍ = لوجدتني سمحاً بذاك مبينا [/poem]
مضى عمر أبو طالب وهو يعرف الحق ، لكنه لم يجرأ على اتخاذ القرار الشجاع بالطاعة والإتباع
كان متخوفاً من مسبة قومه واستهزاءهم .. فعندما دنت منيته قال له صلى الله عليه وسلم : يا عماه ، قل لا إله إلا الله أشهد لكـ بها يوم القيامة ، كلمة أحاج لكـ بها عند الله .
فرد عليه : والله لولا أن تعيرني قريش ويقولون ما حمله عليها إلا فزع الموت لأقررت بها عينكـ !!
ويعجز أبو طالب عن اتخاذ القرار .. ويموت ويمضي إلى النار
وما نفعته محبته للصالحين ، ولا عمومته لخاتم النبيين ، ولا أنجته نصرته للمؤمنين
ما دام أنه عرف الحق ولم يتبعه !!
فكم نرى اليوم من شابٍ وفتاة .. في قلوبهم محبة للصالحين ، ورغبةً في نصرة المؤمنين
بل نرى من الشباب من ليس عليه مظاهر الاستقامة .. نجده حالقاً لحيته ، مسبلاً إزاره ..
ومن الفتيات من تتساهل بحجابها ..
لكنهم مع ذلكـ من أطهر الناس قلباً ، وأعظمهم خشية ..
بل تجدهم محافظين على الصلاة ، لا يسمعون الغناء ، ولا يقربون الفحشاء ..
ومع ذلكـ لم يستطع أحدهم أن يتخذ القرار الشجاع بالطاعة والإتباع والاستقامة على هذا الدين !!
إذاً ليست المشكلة عندنا .. هي الجهل بالمنكرات ..
نعم ..
ما تنصح أحداً متعلقاً بالغناء إلا قال لكـ وقد خفض رأسه نادماً : أدعوا لي بالهداية !
وما تنصح أحداً متعلقاً بالنظر الحرام إلا قال لـكـ : سأتوب ولو بعد حين !
إذن هم مقرون أنهم على خطأ ، وأنهم يوماً ما سيرجعون ..
يعلمون أن حياتهم لا بد أن تتغير .. ولكن متى يكون ذلكـ ؟
عندما يكونون أبطالاً ويتخذون القرار .
وبعض الناس قد يتوجس من الهداية ويتخوف منها ..
لم يسمع عن بعض المهتدين ، أو لم يرى من تصرفات خاطئة لبعض المنتسبين للدين
فينفر عن الاستقامة تأثراً لما حوله من الإشاعات !!
لا تتأثر بالحرب الإعلامية على الإسلام ، وعلى المستقيمين على الإسلام
والتي يتولاها الكفار ومن ناصرهم .
وأنت إذا اتخذت القرار الشجاع بالاستقامة على هذا الدين فانطلق ولا تلتفت وراءكـ
وليكن همكـ من في السماء ، واضرب بمن يخالفه عرض الحائط
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فيا بائعاً هذا ببخسٍ معجلٍ = كأنك لا تدري بلا سوف تعلم
فإن كنت لا تدري فتلكـ مصيبة = وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم[/poem]
وقد يزيد الغي من بعض المفسدين ، خاصةً من جلساؤكـ السابقين .. فيذكرونكـ بماضيكـ
فهذا رافقكـ في سفر .. وذاكـ عنده صور .. والثالث جالسكـ في استراحة ...
فإذا رأوكـ استقمت بدأوا يذكرونكـ بماضيكـ :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تذكر كم ليلةٍ سهرنا = في ظلها والزمان عيد
تذكر كم نغمةٍ سمعنا = وأنت فينا راقصُ مريد
تذكر كم خمرةٍ شربنا = من نشوها والشراب زُيد
أين النساء التي عرفنا = وأنت فينا القائد المجيد
أين القمار الذي لعبنا = وأنت فينا حاضرُ شهيد
أين الصلاة التي تركنا = والكفر في حقنا مزيد
كلٍ كأن لم يكن تقضى ؟!! = وأنت منا الصالح الوحيد !![/poem]
فلا تلتفت إليهم
ولا يضر السحاب نبح الكلاب .. بل الكلاب تنبح والقافلة تسير .
فماذا يكون من في الأرض إذا رضي من في السماء ؟!!
وانظر ماذا قال فرعون لموسى عليه السلام عندما عاد إلى مصر يدعوهم إلى الله
عندما رأى رجلاً من قوم فرعون مصري يضرب رجلاً من بني إسرائيل ، والإسرائيلي يستغيث .. فأقبل موسى على المصري ودفعه بيده فإذا به يقع على الأرض ميتاً .. ثم ظهر أمره للناس وكادوا أن يقتلوه وهرب من مصر ثم لبث عشر سنين .. عاد بعدها نبياً مرسلا .. وعندما وقف بين يدي فرعون ناصحاً داعياً ، بدأ يذكره بماضيه : " وفعلت فعلتكـ التي فعلت وأنت من الكافرين "
كما يفعل بعض الفُساق اليوم .. إذا رأوا مهتدياً قالوا له :
فلان نسيت ما تدعونا إليه من مجالس الفحشاء ، وحفلات الغناء ؟
فلان نسيت فلانة صديقتكـ ؟ ...
ولا يزالون يذكرونه بالمعاصي السابقة التي قد مزق أوراقها وأحرق ذكرياتها حتى يضعف ويوافقهم على ما يريدون !
هذا حال فرعون مع موسى
يقول له : أنت فعلت جريمة ، والآن تأتينا لتنصحنا ؟!!
سبحان الله !!
ونسي فرعون أنه قد قتل ما لا يحصى عدده من الرجال والنساء ، بل كان يقتل أطفال بني إسرائيل سنة ويبقيهم سنة .
ثم يلوم موسى على أن قتل رجلاً واحداً خطأ .
لكن موسى كان شجاعاً بطلاً ..
فأول ما سمع هذا الكلام من فرعون صاح بوجهه وقال : " فعلتها إذاً وأنا من الضالين " .
الحياة لا تخلو من مستهزأين ، ولا من مثبطين ومشككين ..
فلا تلتفت إليهم .. وكن بطلاً .
فتحمل هؤلاء الثقلاء .. واجعل همتكـ عالية .. ولا تتعب نفسكـ بنقاشهم
ولا تذهب نفسكـ عليهم حسرات
بل لا تعجب إذا رأيت من أحبابكـ وخلانكـ ..
الذين كانوا من أيام جاهليتكـ يفدونكـ بأرواحهم .. ويغدقون عليكـ أموالهم ..
لا تعجب .. فهي فترة يسيرة .. سرعان ما تنتهي .
واعلم أن كثيراً من هؤلاء المستهزأين هم في الحقيقة يودون لو استطاعوا أن ينتصرون على شهواتهم .. فيستقيمون على الدين كما استقمت
ولكنهم تتغلب عليهم الموانع .. بل بصراحة هم جُبناء
يخافون من أصحابهم أن يستهزأوا بهم .. أو من شهواتهم أن تنقطع عنهم !
بعضهم يقول : الله لا يريد لي الهداية .. فلو أنه يريد لي الهداية لهداني .
بل الله يريد لهم الهداية .. والشيطان يريد لهم الغواية .. فعصوا الله ، واتبعوا الشيطان !
وكثير أولئكـ الذين يعرفون الحق لكنهم ضعفوا عن مقاومة العوائق ..
فجعلوا ينظرون إلى الهداية من بعيد
فكن أنت بطلاً ...
علمت أن تركـ الصلاة كفر .. فصلِ ، ولا تلتفت إلى المثبطين .. كن بطلاً .
علمت بحرمة الغناء .. تُب ، ودع عنكـ العابثين .. كن بطلاً .
بر بوالديكـ ، أتركـ عنكـ الربا ، اعف لحيتكـ ، ارفع إزاركـ .. كن بطلاً .
ولتكن المرأة كذلكـ .. تلتزم بحجابها ، وتنصح من حولها .
فأقدم على الخير ..
وإن شعرت بأحدٍ يجركـ من خلفكـ فكن شجاعاً ولا تلتفت إليه ..
فإنهم لن يغنوا عنكـ من الله شيئاً
وستقف بين يدي الله وحدكـ .. وتحاسب وحدكـ
" وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً "[/align]
[align=right]* مُختصر شريط القرار الشجاع / لمحمد العريفي .[/align]