السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم وبطرحكم أخي سليمان لما لفت إليه النظر مما يعانيه بعض ابنائنا من اسرهم بداية ومن بيئتهم فتصبغ عليهم تلك المعاناة عادات وصفات يكتسبونها من نعومة اظفارهم فترسخ في طبيعتهم وينشئون عليها فتكون النتيجة جيل متأرجح بين ما أكتسبوه من اسرهم والقدوة التي بين ظهرنيهم وبين ما يتعلمونه من قيم وأخلاق في مدارسهم فتذهب القيم مع وجود القدوة السيئة الملازمة لهم
قال تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون). (النحل/78)
ويقول الخليفة علي كرم الله وجهه (وإنّما قلب الحدث كالارض الخالية، ما ألقي فيها من شيء قبلته)
ولا نختلف على أن بناء الشخصية تبدأ في الطفل من مراحله الأولى فمن يتربي على التطاول لن يتخلى عنه بسهولة ومن يتربي على الكسل ينشأ خمولا ومن يتربي على الإتكالية لا يعتمد على نفسه ومن يتربي في بيئة واسرة منحرفة يكتسب كثيرا من سلوكاياتها ومعظم الدراسات تؤكد بأن المرحلة العمرية الأولى لدى الطفل هي مرحلة تكوين الشخصية وتنمية المواهب فما علم والد هذا الطفل ماذا يجني على ابنه وما يكسبه من عنف وقسوة وينشئه على العداوة وقلة الرحمة جهل هذا الأب ان خير ما يورث الأب ابنه الخلق الحميد والنشأة الصالحة التي يكون مردودها اولا عليه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.الولد الصالح: ولد رحيم، ذكر أو أنثى – ينتفع والده بصلاحه ودعائه. فهو في كل وقت يدعو لوالديه بالمغفرة والرحمة، ورفع الدرجات، وحصول المثوبات.
اما المقطع الأخير فوالله يدل على همجية ما بعدها همجية وعلى غباء ليس له نظير وعلى قلوب سوداء مظلمة بلا رحمة وبلا تربية
اعتذر عن الإطالة ونسأل الله جل وعلى أن يردنا إليه ردا جميلا
تقبل دوما تقديري لكم ولطرحكم وفكركم اخي الكريم