أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


1 ) قال ابن عثيمين رحمه الله فى فتواه أن الأيم فى الدنيا ستتزوج فى الجنة من رجل من أهل الدنيا ..... ولم يذكر على ذلك أى دليل !!!!
2 ) وقال أن المرأة التى تزوجت أكثر من رجل ستخير بينهما ........ وقال الشيخ محمد بن صالح المنجد أن هذا أيضاً لا دليل عليه مطلقاً .........
3 ) وقيل : ستكون مع أحسنهم خلقاً ..... والدليل على ذلك حديث شريف .. لكنه ضعيف .
4 ) وقيل : ستكون لآخر أزواجها وهو ما إختاره الشيخ محمد بن صالح .... والدليل على ذلك : حديث ( المرأة لآخر أزواجها ) وهو ضعيف أيضاً ...... وإن صححه الألبانى بمجموع طرقه ..... فهو يبقى ضعيفاً رغم ذلك ومنهج الألبانى فى تصحيح الأحاديث بهذه الطريقة منهج معروف ومشهور لاسيما بين أهل العلم أمثالكم ........ وللأمانة العلمية هو يحتمل التحسين ...... لكنه يبقى ضعيفاً .
5 ) وقالوا أيضاً :( إنا أنشأنهن إنشاءا فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ) ...... الآيات هنا تتحدث عن نساء الدنيا اللواتى قبضن عجائز .
قلت : أولاً : الحديث المرفوع عن النبى صلوات الله عليه وسلامه فى تفسير هذه الآية والذى إستشهدتم به ضعيف .
والحديث الموقوف عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه : خف ضبط رواته وفيه أبو عبيد الوصابى عن محمد بن حمير وقد قال فيه إبن أبى حاتم : سمعت أهل حلب يقولون فيه : ليس بصدوق ولم يسمع من محمد بن حمير فتركته .
ثانياً : الآية تتحدث بلا شك عن حور العين ...... لأن الله تعالى ذكرهن فى سياق نعيم أهل الجنة وقال تعالى : لأصحاب اليمين .... أى أنهن من متاع الجنة .. مملوكات لأصحاب اليمين ....... والمؤمنة تدخل الجنة لتتمتع وتنال أجرها ... لا تدخلها كمتاع يتمتع به .... تدخلها مالكة آمرة ..... وليست مملوكة ...... ولا يختلف على ذلك مسلمان .
5 ) قالوا : قال الله تعالى : جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ.
قلت : ليس فى الآية دليل على أن المؤمن سيتزوج زوجته فى الجنة .... نعم ستكون معه فى نفس الدرجة ولكن لا يلزم من ذلك أنها ستتزوجه ... فالمطلقة مثلاً قد تكون فى نفس الطابق الذى يسكن فيه طليقها ولكنه ليس بزوجها .... فما المانع أن يكونوا جميعاً معاً ولكن إخواناً على سرر متقابلين كما قال الله تعالى فى آية أخرى؟ ولن يشعر أحدهما بالحرمان أو الإشتياق للآخر أصلاً .... لأن هذه المشاعر من الحزن ( وهم فيها لا يحزنون ) ...............
ومما سبق يتبين لنا أنه لم يوجد نص واحد قاطع يجزم بما قاله العلماء أثابهم الله على إجتهادهم ....... ويبقى هذا الأمر غيبياً ...... وكما هو معروف فالأمور الغيبية لا يصح الخوض فيها إلا بنص ووحى إلهى .
وقد وجدت أن النص والوحى الإلهى الصحيح الذى لا يقبل الشك يقول :
فيها ما تشتهى أنفسكم ......... وفيها ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين .......
لهم فيها ما يشتهون ولدينا مزيد .
فالنصوص القرآنية الكريمة أكدت مراراً أن الإنسان له فى الجنة ما تشتهى نفسه بل وسيعطيه الله المزيد .
فإن إشتهى النساء أن تتزوجن ملائكة مثلاً ....... لابد وأن يجدن ما يشتهين ..... وإن قال قائل غير ذلك فكأنه يقول : ليس فيها ما تشتهى أنفسكن !!!!!!!
وقد نوقش هذا القول فقالوا :هن لن يشتهين إلا أزواجهن أصلاً عندما يدخلن الجنة !!
قلت : النص يقول : ما ( تشتهى ) وليس ما ( ستشتهى ) ..... أى أن المؤمنين
لهم فى الجنة ما تشتهى أنفسهم الآن وما ستشتهيه لاحقاً ...... فالفعل المضارع يعبر عن الوقت الحاضر لكنه يفيد الإستمرار فى المستقبل كما هو معلوم من أصول البلاغة وقواعدها ...... فما رأيكم ؟