في صباح احد الايام امسكت بالجريده اتصفحها والتي لم تخلو من الشجب والاستنكار للوضع الراهن وفي الصفحه الاولى مشكلة حرب العراق التي تسيطر على كل شيء الان وفي باقي الصفحات مشاكل متراكمه منذ قرون لا يلتفت اليها احد مع انها كبيره ومؤثره.
وفي نضرة تأمل فكرت في ان الوضع الراهن فوجدت بانه كان دائما وضعا واهنا والسبب في ذلك هو النظره الاستعماريه التي فهمت العقول العربيه جيدا وقبل ان يفهمها العرب اصلا.
فالعقول العربيه عاطفيه اكثر من كونها عمليه فهذه العقول عندما ترى طفلا يموت في فلسطين تشجب وتستنكر وعندما ترى طفلا اخر في افغانستان تنسى ذلك الطفل في فلسطين وهلم جرا.
وللتأكد من هذه النظريه تعال نرجع قليلا في التاريخ ففي العام 1948 أوجدت اسرائيل بفضل بريطانيا العظمى في فلسطين ولم تستطع المقاومه العربيه في ذلك الوقت ان تمنعها فظلت تسجب وتستنكر وفي العام 1976 تورطت الدول العربيه في حرب مع اسرائيل ولكن النتيجه كانت عكسيه فبدل ارجاع فلسطين هزمت القوات العربيه وتسببت في خسارة المزيد من الاراضي العربيه ولو استمعت الى الرئيس الفلسطيني لوجدته يطالب الان بانسحاب اسرائيل الى حدود 1976 اي الاراضي التي خسروها في هذه الحرب.
أما بالنظر الى الحاله الكويتيه العراقيه الامريكيه فهي وبكل بساطه لعبة السمكه والصياد فمن يعرف الصيد يعرف هذه اللعبة التي يضحي فيها الصياد بالسمكه الاصغر من اجل سمكة اكبر.
فبعد استهلاك النفط بالكويت لمدة اثنى عشر سنه بدات الولايات المتحده تنظر الى العراق لتترك الكويت وتحتل دولة رسميا وتحصل على النفط اللذي يكفيها لمدة قرن كامل نوهو ما صرح به احد المسؤولين الامريكيين وخصوصا بعد ان بات الاستياء واضحا من وجود تلك القوات في الكويت والسعوديه فوجودها بالعراق سيكون رحمة لو قارناه بوجود صدام حسين بالحكم لذلك فلن يعارض احد خصوصا وان الرئيس (المنتخب) في العراق واللذي سيخلف صدام حسين سيوقع على الاوراق والعقود التي تمول امريكا بالنفط قبل ان (ينتخب)
وبعد هذه الهجمه ووسط صياح العرب وشجبهم سوف تقوم اسرائيل بما هو اشد من قتل عشرة فلسطينيين كل يوم فننسى العراق ونلتفت الى فلسطين لنشجب مشاكلها
والسؤال اللذي يطرح نفسه هو
لو قامت وحده من القوات الخاصه الامريكيه بالانزال في مكه وتفجير الحرم المكي فهل ستقوم الامه الاسلاميه للقتال ضد امريكا ام انها ستشجب وان شجبت واستنكرت فهل هنالك مايستحق ان نقوم من اجله ان لم نقم من اجل كل ما فات؟
ام ستقوم الحكومات العربيه بمقاطعة ماكدونالدز ردا على تفجير الحرم المكي
تشاو