أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


نَفَادُ الرَّصيد الهاتفي

أراد الأديب الشاعر محمد مستقيم البعقيلي أن يرسل رسالة هاتفية إلى بعض أصدقائه جوابا له عن سؤال حول مسألة علمية، فلم يتم إرسال الرسالة، وفوجئ بانتهاء رصيد هاتفه وحاجته إلى تعبئة جديدة، فصاغ ذلك في أبيات من الشعر كانت بذرة لمساجلة شعرية انضم إليها فيما بعد كل من الأديب الشاعر محمد بن عمر الخطاب، والأديب الشاعر امحند إيهوم التناني، والأديب الشاعر إبراهيم نجاح الأكماري البعقيلي، وفيما يلي نص المساجلة:

محمد مستقيم:
نَفِدَ الرَّصِيدُ الْـهَاتِفِيُّ فَقَالُوا:* إنَّ الأَلُوكَةَ مَا لَـهَا إِرْسَالُ
أطْعِمْ جِهَازَكَ خَـمْسَةً أَوْ عَشْرَةً * أَوْ عَشْرَتَيْنِ لِيُطْلَقَ الإرْسَالُ
وَإِذَا أرَدتَّ الضِّعْفَ أَكْثَرَ فَلْيَكُنْ * لِبِطَاقَةٍ مِئَوِيَّةٍ إِدْخَالُ
أَدْخَلْتُ تَعْبِئَةً وَأُخْرَى بَعْدَهَا * أُخْرَى وَأُخْرَى إِنَّهُ آَكَّالُ!
يَهْوَى النُّقُودَ فَلاَ يَرَى فِي نَهْبِهَا * حَرَجاً وَيَزْعُمُ أَنَّ ذَاكَ حَلاَلُ
وَعُرُوضُهُ تُغْرِي فَأُقْبِلُ مِثْلَمَـا * تُغْرِي فَتُقْبِلُ نِسْوَةٌ وَرِجَالُ
أَمْلَقْتُ مِن إِطْعَامِهِ لاَ دِرْهَمٌ * يَبْقَى وَلاَ يَبْقَى لَدَيَّ رِيَالُ
(جَوَّالُ) أَفْرَغَ صُرَّتِـي فِي جَيْبِهِ * وَأَصَابَنِي بِلَهِيبِهِ (جَوَّالُ)
تَبّاً لَهُ مِن نَّاهِمٍ مُتَسَلِّطٍ * تَبّاً لَهُ مِن ناهِبٍ يَـحْتَالُ

محمد بن عمر الخطاب:
لاَ يَشْبَعُ (الْجَوَّالُ) مِنْ مَالٍ وَلاَ * سُؤْلٍ فَعَادَةُ أَهْلِهِ التَّسْآلُ
فَكَأَنَّهُ مُوسَى تَـحَدَّى بِالْعَصَا * وَدَرَاهِمِي أَرْمِي بِهِنَّ حِبَالُ

امحند إيهوم:
أَطْعمْ جِهازَكَ مُسْتَقيمُ ولاَ تَقُلْ: * أَبَداً جِـهَازِي هَاتِفٌ أكَّالُ
عَبِّئْهُ إِنْ نَفِدَ الرَّصيدُ وَلاَ تَكُنْ * مِنْ ذَاكَ شَخْصاً يَعْتَرِيهِ مَلاَلُ
لا تَبْتَئِسْ وَتَقُولُ إنْ عَبَّأَتَـه: * (جَوَّالُ) هَذَا نِقْمَةٌ وَوَبَالُ
وَادْفَعْ لَهُ فِي كُلِّ حِينٍ أُجْرَةً * فَإذا بعَثْتَ يَقُلْ: مَضَى إرْسَالُ
وَاعْلِفْهُ مِثْلَ مطِيَّةٍ مَـمْلُوكَةٍ * مَهْمَـا تَقِلُّ بِـجَيْبِكَ الأَمْوَالُ
وَأمْلأ بفَلسِكَ بَطْنَهُ متَفَضِّلاً * فَاللهُ رَبُّكَ وَاهِـبٌ مِفْضَـالُ
خَاطِبْ بهِ الْـخَطَّابَ كُلَّ سُويعةٍ * فَهْوَ الأريبُ وشَاعرٌ قَوَّالُ
وإذَا بُليتَ بـ "عُلبة صَوتيةٍ" * فَاصْبِرْ لَـهَا فَالصَّبْرُ فِيهِ جَـمَـالُ

إبراهيم نجاح:
يَا مَنْ يَذُمُّ بشِعْرِهِ (جَوَّالَهُ) * وَيَقُـولُ: هَـذا هَاتِفٌ أكَّالُ
وَيَرَى الْـهَوَاتفَ مالكُوهَا دَأبُ كُـ * ـلٍّ مِنْهُم الأمْوالُ والتَّسْـآل
مَهْلاً فهذا الْـمـالُ إن أنفقتَهُ * في نَفْعِ نَفْسِكَ فَهْوَ نِعْمَ الْـمَـالُ
أنَسِيتَ أن الْـهاتف الْـمَحْمُولَ قدْ * تُقْضَى بِهِ الحاجَاتُ يَا مِفْضَالُ؟
مِنْها مُـخَاطبَةُ الأحِبَّةِ إن نأوْا * دَاراً وَعِـــزُّ تَـجَمُّـعٍ وَوِصَالُ
كَم منْ عَسِيرٍ قدْ يُسَهِّلُهُ وكَمْ * نَاءٍ يقَرِّبُهُ لكُـمْ (جَوَّالُ)
هذا -وَرَبِّك- رأيُ إبْرَاهِيم في الْـ * ـجَوَّالِ نِعْمَ الْـهَاتِفُ الْـجَوَّالُ

جرت المساجلة أواخر: محرم 1435هـ أواخر نونبر 2013م.