بسم الله الرحمن الرحيم

أبو فيصل .. وكفى .. وهل هناك أحد يجهل هذا الإسم؟

عاصر النادي الملكي منذ أربعين عاماً .. لاعباً.. ورئيساً.. ومشرفاً مباشراً على قطاع القدم..

لن أطيل كثيراً..فبعد إشرافة المباشر على كرة القدم مع باقي أصحاب السمو الأمراء.. ترك سدة

الرئاسة حتى أعادوه مرةً أخرى في عام 1986 ميلادي.. وترأس النادي وتفوق النادي في جميع

الألعاب إلا كرة القدم.. التي ودعت البطولات مع كأس الخليج العربي عام 1985 .

ومع إطلالة أول موسم للرئاسة يصل الفريق إلى نهائي أسيا ضد داوو الكوري بعد ما أقنعوا

النجم الشهير وثعلب الكرة السعودية بالعودة مرة أخرى بعد الإعتزال ولكن لم يوفق ويخسرها.

وبعدها وصل لنهائي كأس الإتحاد عام 1989 وخسرها أمام الشباب في الملز بضربات الترجيح..

والعام الذي بعده يواجه الإتفاق في نهائي البطولة نفسها في الخبر ويخسرها أيضاً ويزداد الأمر

صعوبةً وتعقيداً..

وكان الدوري قريباً جداً عام 1990 حتى انتهى بالفيلم الهندي الهلالي الشهير والذي أختتمه

المخرج المحترف بفوز المحلي على الرائد في المباراة الشهيرة!

عمل كل ما بوسعة.. جلب اللاعبين المميزين من كل مناطق المملكة.. فقط ليفرح ببطولة تكسر

الحاجز النفسي من امام اللاعبين!

هذا موسى مرزوق الحربي من الأنصار.. وهناك محمد السويلم من الإخدود..

وبعدهم المهاجم الفذ خالد الرويحي رحمه الله تعالى.. وبعدهم بندر الجارالله النخلي من أحد..

فريق متمكن بشكل خرافي ولكنه ضعيف جداً في حسم النهائيات!

حتى أتى دوري عام 1992 والذي ظهر بشكل جديد وهو نظام المربع الذهبي.. في تلك السنة

كان الملكي حديث الوسط الرياضي ..مشى بخطوات واثقة وسليمة حتى تصدر سلم الترتيب

ويتقابل في مباراة الذهاب امام الإتفاق في الخبر ويخسر بسهولة ورعونة غريبة جداً 2/0

وتنتهي مباراة الإياب بالتعادل وتنتهي أمال الفريق الملكي وتتحطم بعد تلك المباراة !!

ولكن ماذا بعدها.. بعدها.. أعلن الرمز إستقالته وإبتعاده عن ناديه الحبيب وودع فترته الثانية

التي أستمرت 6 أعوام بلا بطولة كروية ولا إية إنجاز يسجل لكرة القدم..

خيم الحزن على شارع التحلية..وغادر النادي الملكي محب ليس ككل المحبين.. وداعم ليس ككل

الداعمين.. ودع النادي وقلبه يعتصر ألماً من هذا الوداع وهذا الفراق.. ولكن هذا حال الدنيا..

ظل بعيداً بجسده فقط.. أما القلب ..هيهات..هيهات.. لا يبتعد عن حبيبه.. فهو مع النادي الملكي

في كل أحداثه ومواسمة..

صبرت الجماهير كثيراً على فريق القدم.. وهي تراه يصل ليس لنهائي واحد بل لعدة نهائيات

وللأسف يخسرها بأشكال وطرق عجيبة..

حتى كان خروج الملكي من مربع 2001 وكان هذا الخروج هو الشرارة التي أشعلت زناد

الجماهير.. وأخرجتها من طورها فذهبت تصر على أبا فيصل بالعودة بالشكل الرسمي لناديه

ولم يخيب ظنها.. وكانت العودة التي لن ينساها الجمهور الملكي عندما احتشدوا لإستقباله

مجدداً أمام بوابة النادي.. وطالبوه الرجوع وبشكل فوري للإشراف على كرة القدم..

وبدأ الرمز المشوار مرة أخرى بهمة لا تعرف اليأس ولا المستحيل ..

وكانت باكورة البداية كأس الإتحاد من أمام الهلال في جدة.. ثم بأشهر قليلة.. كأس الخليج العربي

في البحرين.. ثم كأس ولي العهد..من أمام الإتحاد في جدة 2/1

وفي مستهل عام 2003 كان كأس العرب بثوبه الجديد هو اول حصاد الموسم.. وفي تلك السنة

شهدت عودة عضو الشرف المحب الأمير منصور بن مشعل لناديه بعد غياب طويل.. وأيضاً

الدكتور عبدالرزاق أبو داود رئيساً للنادي..

ثم توالت الإنجازات على التوالي:

عام 2007 كأس الإتحاد السعودي وكأس ولي العهد

عام 2008 كأس الخليج العربي

عام 2011 و 2012 كأس الملك للأبطال..

فهل بعد هذه التضحيات المالية والبدنية في الفترة الثانية التي أستمرت قرابة الإثنا عشر عاماً

هناك من يشكب في حب أبا فيصل لناديه؟

هاهو يودع مرة أخرى.. ويترك هذا الحمل الثقيل وهذه التركة الكبيرة.. لفارس جديد ومحب أخر

فهل سيكون مثل أبا فيصل ؟