بسم الله الرحمن الرحيم
,
,
,
القيم والاخلاق .... حقيقه الموضوع هذا اعتبره منهج حياه او قارب نجاه لكل المجتمعات اذا اخذوا الجانب الايجابي منه وآمنوا بما اخذوا ,
والشرح والتفصيل فيه يحتاج منا الشي الكثير ولن نوفيه حقه الا اذا اخذنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قدوه في كل شيء
وقبل أن أبدأ في الحديث عنه أحب ان أشيد بمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخليه تبنيه ( كرسي الامير نايف للقيم الاخلاقيه بجامعة الملك عبدالعزيز ) والذي تم توقيع اتفاقية تأسيسه يوم الاربعاء الماضي 1/2/1432هـ الموافق 5/1/2011م , سائلا الله عز وجل أن تتم المنفعه المرجوه منه على أكمل وجه .
القيم من وجهة نظري هي المعتقدات والمبادئ التي يؤمن بها الشخص وفي الغالب تكون بداياتها عاطفيه ويتبناها العقل بعد ذلك . وهي ثابته لدى الشخص وتحتاج الى وقت طويل لكي يتم تغييرها
أما الاخلاق فمن وجهة نظري أيضا هي السلوك والمعامله المرتكزه على القيم الذاتيه او القيم التي يفرضها المجتمع او النظام او اي شيء آخر . وبالامكان تغييرها متى اراد الشخص حتى ولو لم يؤمن بها
ونحن في موضوعنا هذا يهمنا القيم والاخلاق الحسنه لأن هناك قيم وأخلاق سيئه ,, فلكل فرد او تجمع او منظمه قيم واخلاقيات خاصه سواءا كانت ايجابيه ام سلبيه
حتى تجار المخدرات وعصابات المافيا وشبكات الدعاره والتسول وما الى ذلك يمتلكون قيمهم الخاصه بهم ولهم اخلاقياتهم التي يتعاملون بها
فالرسول صلى الله عليه وسلم قد قال فيما معناه " انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" وقال ايضا " الدين المعامله"
فيجب علينا نحن كمسلمين الالتزام باخلاقيات الاسلام والتعامل الانساني مع الكل وان يكون هذا هو المبدأ الذي نؤمن به ونتعامل وفقه .
فلو اخذنا على سبيل المثال قيمة المروءه والشهامه نجد بيت لحاتم الطائي الذي لم يعرف الاسلام يقول فيه :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي *** حتى تواري جارتي مأواها
و في الصحيحين من حديث ابن مسعود: قلت : يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك" قلت: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك". قلت ثم أي ؟ قال "أن تزاني حليلة جارك".
الزنا كله جريمه وفاحشه ولكن من تبلغ به الدناءه ان يزني بحليله جاره اعاذنا الله من ذلك جرمه اشنع من غيره
لانه لايملك المروءه التي تمنعه من الغدر
ومايضايقني فعلا هو انحدار مستوى الاخلاق لدى مجتمعاتنا في الوقت الحالي وفقد الهويه لدى الكثير ويعود السبب في ذلك الى ازمة الثقه التي يعيشها المجتمع بسبب الابتعاد عن منهج ديننا الاسلامي وحملات التغريب التي يقودها الاعلام بشتى وسائله وانعدام العقوبه للمسيء
ففي المجتمعات البدويه سابقا كانت مجالس الرجال تؤدب من يسيء او يعمل عملا به سواد وجه فكان لايساق الفنجال على من يعمل عملا مشينا ولا يقلط في المجلس
اما الان فلا ينكر منكر ولا يعرف معروف .. صارت الثقافه الاجتماعيه ماديه بحته لدى الغالب
وصار الشخص ينال الاعجاب والثناء بقدر مايملك من حطام الدنيا حتى ولو كان منحط اخلاقيا
ومن اسباب تردي الاخلاق والقيم عدم الاحساس بالأمن والعداله وهنا يجب مطالبة السلطه التشريعيه بضرورة كفالة الحقوق للفرد بنظام واضح وصريح لايستثني احدا عن احد ويعطي كل ذي حق حقه يسانده في ذلك سلطه تنفيذيه قادره على تحقيق العداله للجميع .
هذا ما استطعت كتابته على عجاله سائلا الله عز وجل ان يوفقنا الى مكارم الاخلاق وان يهدينا سبل الرشاد