كان الشاعر عيسى بن حصن الشرافي الدوسري الذي عاش في نهاية الدولة السعودية
الأولى وبداية الدولة السعودية الثانية شاعر الدواسر في عصره ناشراً من بيته إلى
مزرعته ونخله فاعترضه في طريقه بعض بنات قبيلته قبيلة الشرافاء وطلبن منه أن
يختصهن بقصيدة فوعدهن بذلك بعد رجوعه من سقيا نخله ولعله أراد أن يشوقهن إلى
قصيدته ولكن الشاعر عيسى بن حصن أراد أن يقدم لهن نصيحة الأب المشفق عليهن
من واقع الحكمة والتجربة التي مرت به حيث كان معروفاً بها.
وفي طريق عودته وجدهن بانتظار القصيدة وهن محتشمات بالمقانع «وهي ما يغطى
بها الوجه والرأس» حتى لا يعرفهن بذواتهن وأسمائهن فقال لهن هذه القصيدة:
[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قال ابن حصن كلمتيـن بدعهـا=والفتها توليف راعـي بضاعـه
يا البيض يلي ضافيـات قنعهـا=جاكن جوابي وفهمـن استماعـه
ترى الردي لخذ الصبية سبعهـا=لا كان ما تاخذ معه كون ساعـه
لا تاخـذن إلا مقـدي فزعـهـا=والاّ فهاجي الضيف ليل المجاعه
ولا خير في الدنيا ولا اللي جمعها=لا مـا يعـود فذهـا للجمـاعـه
والاّ لهل هجـن تخافـق نسعهـا=لاجن من فـج تعـاوى سباعـه
ولا خير في نفس يعـوّد طمعهـا=في موقفٍ يرث عليها أنهزاعـه
تشوم عند الرب معجـل شبعهـا=بين البلا والعافيه قـدر ساعـه
وترى العوادي تنفع ألي نفعهـا=ولا خير في رجلٍ بليـا جزاعـه
نصيحة عنـدي لمـن يستمعهـا=وهي عند من يشفق عليها وداعه
[/poem]
وسلامتكم...