بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ((ألم ترأن الله يجزى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله
وينزل من السماء من جبال فيها برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنابرقه
يذهب بالأبصار ))يذكر الله تعالى انه يسوق السحاب بقدرته أول ماينشئها وهي ضعيفة
وهو الازجاء((ثم يؤلف بينه))
أي يجمعه بعد تفرقه ((ثم يجعله ركاما))أي متراكما يركب بعضه بعضا ((فترى الودق ))أي المطر
(0يخرج من خلاله))
وكذا قرأها ابن عباس والضحاك قال عبيد بن عمير الليثي :يبعث الله المثيرة فتقيم الأرض قما
ثم يبعث الله الناشئة فتنشىء السحاب ثم يبعث الله المؤلفة فتؤلف بينه
ثم يبعث الله اللواقح فتلقح السحاب رواه ابن أبي حاتم وابن جرير رحمهما الله
وقوله ((وينزل من السماء من جبال فيها من برد))
ان في السماء جبال برد ينزل منها البرد سبحان الله العظيم
((فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء)) يحتمل أن يكون المراد بقوله ((فيصيب به)) أي بما ينزل من
السماء من نوعي المطر والبرد فيكون قوله ((فيصيب به من يشاء))رحمة لهم
( ويصرفه عن من يشاء)أي يؤخر عنهم الغيث ويحتمل ان يكون المرا بقوله(فيصيب به))
بالبرد نقمة على من يشاء لما فيه
من نثر ثمارهم وإتلاف زروعهم وأشجارهم ويصرفه عمن يشاء رحمة بهم
المصدر كتاب تفسير القرآ، العظيم للأمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي