الكروت الحمراء
لقد ظهرت في الآونة الأخيرة أو لنقل في هذا الموسم ظاهرة الكروت الحمراء والتي تجاوزت الحد إذ لا نكاد نرى مباراة جماهيرية تنافسية دون خروج هذه الكروت والنرفزة الغير مبررة .... سؤال يطرح نفسه لماذا انتشرت هذه الظاهرة ؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من التطرق للعديد من النقاط وهي :
أولا : التهيئة النفسية / لا أعرف ماذا يقصد بهذه الكلمة والتي يتغنى بها كل محلل وكل إعلامي بعد خسارة فريق من آخر وعلى أي حال مباشرة يسندون الهزيمة للإعداد النفسي .... لاعب اليوم هو لاعب الأمس ... من كان يمثل الفريق العام الماضي هو من يمثله هذا الموسم بل والإداري هو نفسه إذا ما الذي حدث ؟!!!!
لو سلمنا بهذه التهيئة كما يقولون فماذا نقول عن لاعب أمضى في الملاعب أكثر من سبع أو ثمان سنوات إن لم يكن أكثر ومع ذلك يخطئ أخطاء لا يقع فيها لاعب مبتدئ أين خبرة السنوات التي اكتسبها ؟ !!!
التهيئة النفسية يحتاجها اللاعب المبتدئ وذلك عن طريق الندوات وبعد أخذ الخبرة الكافية والتمرس على أجواء المباريات يجب عليه أن يهيء نفسه بنفسه دون الحاجة إلى تدخلات فلان وعلان فهو في هذا الحالة أصبح يعرف ماله وما عليه ... إذا يجب عليه أن يبتعد عن كل ما يعكر مزاجه قبل المباريات كالابتعاد عن وسائل الإعلام بقدر المستطاع قبل المباريات المهمة بثلاثة إلى أربعة أيام والتي قد تشحنه حتى يصل إلى درجة الانفجار في الملعب ... كما أنه يجب على الإداري عدم طلب المستحيل من اللاعب وخصوصا اللاعب المبتدئ .
ثانيا : ثقافة اللاعب / تحدثت عنها سابقا وأذكر بأنني قلت في طيات حديثي ذلك بأن الثقافة لا يقصد بها الموروث العلمي وفن إدارة الحديث فقط لا غير بل يتجاوز ذلك إلى فن التعامل مع الآخرين ( مع إداري الفريق .. مع الحكم ... مع زملائه اللاعبين سواء في فريقه أم الفريق المنافس ) فكل ما كانت ثقافة اللاعب عالية كل ما كان تعامله مع الآخرين راقي حتى في طريقة اعتراضه على قرارات الحكم راقي وهو بهذه الصورة يجبر الكل على احترامه والوقوف معه وتأييده , ولعل النادي له دور في ذلك والمجتمع الذي يعيش فيه ذلك اللاعب ... إذا يجب عقد الدورات والندوات في فترات متفرقة من العام فاللاعب بحاجة لهذه الدورات كحاجتة للتمارين .
ثالثا : البطاقات / أعتقد بان الجميع يتفق معي بأن أكثر اللاعبين قد حصل على بطاقات لم يكن لها داعي لأسباب منها :
* إما بسبب كثرة الاعتراض والذي لا يجدي مع حكم المباراة عندما يتخذ قراراه وهذا ظهر جليا في الكثير من الكروت الحمراء وأنتم تعرفون ذلك .
* إما بدعوى الحرص على النادي ورفع الظلم عنه وأعتقد في هذه الحالة بأن هناك مسؤولين عن النادي يستطيعون الدفاع عن ناديهم ... واللاعب بهذا الشكل يضر ناديه أكثر من نفعه وهو بهذا الاعتراض لن يقدم ولن يؤخر في الأمر شيئا .
* الدخول العنيف على اللاعبين في مناطق من الملعب ليس فيها رائحة الخطورة وكأن اللاعب يتعمد الخروج بهذه البطاقة وعندما تخرج البطاقة وهو مستحق لها تقوم ثائرته ويبدأ في التهجم على الحكم وكأنه مظلوم وهو بهذا التصرف يثير زملاءه اللاعبين والجمهور والرأي العام بين مؤيد ومعارض .
قبل سنوات كنت أعرف بان الذي يأخذ الكرت الأحمر لا يأخذه إلا في وقت الضرورة ويعذر عند الجمهور عند أخذه وذلك كأن يخرج الكرة من المرمى بيده أو يعيق لاعب منفرد بالمرمى ويمنع ولوج هدف .... إلخ
أما الآن فأصبح الوضع مختلف فنحن كجمهور نتوقع الكرت الأحمر في أي لحظة وفي أي موقع من الملعب ولعل من أسباب الوقوع في هذا المحضور : * الإعلام وتعصبه المقيت
* إدارة النادي وعدم الحزم في مثل هذه الأمور والمخالفات
* ثقافة اللاعب
* اللامبالاة وعدم احترام الجمهور الذي يشاهده ويقف معه ويشجعه .
إذا من خلال ما كتبت سابقا أرى بأن إدارة النادي يقع عليها دور كبير فهي ليست رئاسة وفلاشات وحوارات على الهواء بل تعتبر في المقام الأول تربوية توعوية يجب أن تقف مع اللاعبين وقفة صادقة وحازمة فالذي يحتاج للتشجيع يشجع والذي يحتاج للعقاب يعاقب مهما كان مستواه ليكون عبرة لغيره من اللاعبين .
هذا اجتهاد مني فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وإن أصبت فمن الله
تقبلوا تحياتي
أخوكم أهلالالاوي أصصصصيل