اغنام - ابل - دواجن - طيور

الرؤية الشرعية قبل الزواج:
اطلعتُ على دراسة حديثة تُفيد "أن نسبة الطلاق في "السعودية" ارتفعت عام 2012م إلى 25 حالة طلاق يومياً مقابل كل حالة زواج واحدة في نفس اليوم، وفق التقارير الرسمية، وأن غالبية الطلاق يقع في السنة الأولى من الزواج، وأن المشكلة تكمن في عدم الاختيار الصحيح لكلا الطرفين، وعدم التوافق الفكري بينهما". انتهى
ولا شك أن هذه الظاهرة لها أسبابها، ومن أهمها ـ في نظري ـ عدم إعطاء الرؤية الشرعية حقها كما أمر الإسلام، فقد أكَّد على ضرورة أن يرى الشاب خطيبته وتراه؛ لِحكمة في ذلك لا تخفى، إلا أن بعض أولياء الأمور يُدخل ابنته أو اخته على خاطبها حال الرؤية الشرعية، ولا يظهر منها إلا وجهها وكفيها، ثم لا تجلس إلا لحظات وتُغادر، من غير أخذٍ ولا عطا مع خاطبها.
وقد أخبرني أحد الخاطبين: "أنه عندما دخلت عليه من تقدَّم لها، كان ذلك بوجود أبيها وثلاثة من إخوانها الكبار، وجلست في جانب الغرفة وليس أمامه، فاستحى أن يلتفت إليها لينظر، وهي كذلك، وخرجت بعد ثوانٍ من الصمت". فقلت له: "لو اختلست النظر إليها"! قال: "حاولت لكن لم أتمكن إلا من رؤية قدميها". قلت: "احمد ربَّك، غيرك ما حصَّل". وأعني بذلك: أن بعض القبائل لدينا ـ وهم ليسوا قليل ـ لا زالوا إلى الآن يرفضون هذه الرؤية من أساسها.
وحتى مع هذه الرؤية، فإن هذا غير كافيٍ لتحقيق تلك الغاية التي من أجلها شُرِعتْ، فبعض الأزواج يكتشف ـ بعد عقد الزواج ـ أن هذه ليست تلك التي رآها، وهي كذلك.
والأخطر من ذلك أنهما يكتشفان ذاك البون الشاسع بينهما في التفاهم والتناسب العاطفي والاهتمامات، فتبدء الخلافات وتتعمق وتنفجر، وينفجر معها ذاك الكيان الأسري الجميل، وإذا كان هناك أولاد فانظر كيف يكون مستقبلهما؟!
والصحيح أن تدخل الفتاة على خاطبها بكامل زينتها، وتُظهِر مفاتنها التي تُظهرها عادة أمام النساء، من غير مساحيق التجميل، بل إن الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ وهو من علماء القرن الرابع الهجري، يرى أنه يجوز للخاطب أن يرى من الفتاة كل شيء، وهذا القول وإن كان مرجوحاً، إلا أنه يُعلمنا أن لا نتشدد في ذلك.
وينبغي أيضاً إتاحة الوقت الكافي للفتاة في جلوسها مع خاطبها ويتحدثان، بحضور أحد محارمها ممن بلغ سِنَّ الرشد، ولا يكون من الكبار التي تتحرج الفتاة وخاطبها من الحديث أمامه. وكذا إذا كان هناك حاجة إلى تكرار هذه الرؤية فلا بأس، بعد التأكد من أن الخاطب لديه رغبة حقيقية في ذلك، وبعد قناعة الفتاة وأهلها به، ولم تبق إلا هذه الرؤية.
وهذا كله ليس فيه محظور شرعي ، بل هو يسير وِفق أحكام الشريعة ويحقق مقاصدها، تلك المقاصد التي من أهمها تكوين الأسرة المسلمة وديمومتها؛ لأنها الطريق إلى مجتمعنا المثالي .
خالص الشكر والتقدير للجميع .


hgvcdm hgavudm rfg hg.,h[: