بعضهم في شقق مفروشة، وآخرون في جوار "المواجهة"
أهالي الحمراء ينهون ثلاثة أيام عصيبة من الترقب والفزع
أنهى سكان حي الحمراء ثلاثة أيام استثنائية حملتهم على معايشة أوضاع غير طبيعية بفعل أحداث المواجهة التي حسمها رجال الأمن السعودي. وأخل العديد من الأسر منازلها القريبة من المواجهات، ليعودوا إليها وقد تغيّر حال واجهاتها على الأقل. وقد تأثرت المباني في بواباتها ونوافذها بتراشق النيران، الأمر الذي يشير إلى أن الإخلاء كان أحد أهمّ إجراءات السلامة التي أمنتها القوات السعودية لسكان الحي، علاوة على السلامة النفسية التي حظي بها كثير من أطفال الحي ونسائه، بإبعادهم عن ضغط المواجهة العسكرية الشرسة. ولم تسمح وتيرة المواجهة لقوات الأمن بإخلاء كل الأسر، على الرغم من أن المنازل المتاخمة لمسرح المواجهة كانت خالية من المدنيين أثناء المواجهة الأمنية. وقد اضطرّت بعض الأسر إلى مواجهة الضغوط النفسية المترتبة على بقائهم وسط ضجيج القصف والتراشق الناري. ولم تتمكن أسر أخرى من الخروج من منازلها أو إدخال أحد من أقاربها إليها بسبب تشديد التطويق الأمني، في الوقت الذي حظيت فيه بعض الأسر بالإقامة في شقق مفروشة مستأجرة بعيداً عن مسرح الخطر.
وقالت حسنية الغامدي (معلمة في الابتدائية 48 بالعزيزية) لم أكن راغبة في الخروج من المنطقة إلا بعد إصرار زوجي على خروجنا، وكنت أحب متابعة الأحداث عن قرب من قلب الحدث حتى أصبح على دراية بما يحدث ولم يتسرب لنفسي أي نوع من المخاوف حتى على أبنائي، لكن تعرض أحد أطفالي إلى ارتفاع درجة حرارة جسمه بسبب التهاب شديد في أذنه اضطرّنا إلى الخروج جميعاً من المنزل، إذ لا يمكن عودة أحد بعد خروجه. وقالت: استأجرنا شقة مفروشة تبعد عن منزلنا بـ 4شوارع ليعيش أولادنا الخمسة في ترقب لما يجري، لكن أشد ما أقلقنا هو تسرب إشاعة عن هرب أحد الإرهابيين، وانتقالهم إلى مبنى آخر وهذه الأخبار تنتشر بين أهالي الحي في لقاء رجالهم في الصلوات في مسجد الحساوي بالحمراء الذي يقيم الصلوات كاملة رغم شدة الأحداث أوقات رفع الأذان وأثناء الصلوات وقالت أمل بوبشيت التي لم تخرج من الحي "عرفنا بانتهاء عملية المداهمة من التلفزيون"، مضيفة "لم ننم طوال ثلاثة أيام بسبب التراشق المستمر بالرصاص كما أن اهتزاز الأثاث يصيبنا بالهلع خاصة في وقت متأخر من الليل، خاصة بتأثر الزجاج في الشبابيك وبعض الأرفف داخل المنزل وبعض قطع الأثاث. ومع ذلك أصرت بوبشيت وأسرتها على البقاء خوفاً من السرقة وتعرضهم للخطر أثناء الخروج.
بعد الاطمئنان على حالتهم الصحية
مغادرة عائلة تقيم بجوار منزل الإرهابيين المستشفى
غادرت العائلة التي استطاعت قوى الأمن إجلاءها مساء أمس من منزلها الملاصق للمنزل الذي تتحصن به الخلية الإرهابية في حي المباركية مستشفي الدمام المركزي بعد الاطمئنان على حالتهم الصحية.
وكانت الأسرة المكونة من أب معاق وخمس نساء وأربعة أطفال قد ظلت محتجزة داخل إحدى الغرف الموجودة في منزلها حوالي 28 ساعة في حالة رعب وخوف جراء القصف المتواصل والمتبادل بين الجهات الأمنية والمطلوبين، وقد تجمع كل أفراد الأسرة ومعهم خادمتان آسيويتان في زوايا إحدى الغرف طوال الفترة التي سبقت إجلاءهم، خشية إصابتهم بالرصاص أو سقوط قذائف عليهم، وعند إخراج الأسرة من منزلها قالت امرأة منهم إنهم عاشوا حالة رعب لا يمكن وصفها، خاصة وأن والدهم معاق ولا يمكنه مساعدتهم في الخروج، و لم يتمكنوا من إخراجه.
قائد بقوات الطوارئ يرفض البقاء للعلاج في المستشفى أثناء المواجهة
رفض قائد شعبة المهمات بقوات الطوارئ الخاصة من قوة تبوك الملازم مهنا بن سعد الروقي أوامر الأطباء بالبقاء في المستشفى والعلاج بعد الإصابة التي تعرض لها في قدمه جراء شظية طائرة أصابته في رجله. و أصر " الروقي " بعد أن تلقى العلاج الأولي في المستشفى على العودة لمشاركة زملائه وأفراد فرقته في محاصرة الإرهابيين حتى تنتهي المهمة المكلفين بها للقضاء على الفئة الضالة.
.. و جندي ينزف و يرفض التخلي عن سلاحه
امتنع أحد أفراد قوات الطوارئ المصابين التخلي عن سلاحه وظل ممسكا به بكلتا يديه الاثنتين رغم إصرار زملائه على أخذ سلاحه من يده لحين إتمام علاجه ووقف نزيف الدماء من جسده.