بعض أثار بيئتي التعلم والأداء
في المجال الرياضي
********
أ.د/ محمد عبد العزيز سلامة
رئيس قسم الإدارة الرياضية
بكلية التربية الرياضية للبنين - جامعة الإسكندرية
اتجه " العلم " مؤخرا وبكافة فروعه وتخصصاته بالفحص المنظم للتعرف على التأثير المتبادل للبيئة والانسان كل على الآخر ، وهو مجال هام جدا لاننا نعيش فى هذه البيئة ، ومن ثم فإن علم النفس البيئى Environmental Psychology يعد من بين المجالات الحديثة نسبيا فى علم النفس من حيث تخصصيته فى دراسة التفاعل بين الفرد والخصائص الفيزيائية والاجتماعية للبيئة .
والتفاعل مع البيئة يعد أحد عوامل التفاعل الاجتماعى لانه يستوجب آثارا مشتركة ومتبادلة ، فالازدحام والضوضاء اللذان يعتبران من أولويات علم النفس البيئى يتولدان عن الناس ومن ثم فإن للتأثيرات البيئية بدورها آثارا سيكولوجية وفسيولوجية على هؤلاء الافراد .
وفيما يلى سوف نتعرض لبعض آثار بيئة اللعب بمثيراتها المختلفة وتأثيراتها المتعددة على أداء اللاعبين ، بحيث تلعب ظروف المباريات " البيئية " دورا كبيرا خلال الأداء التنافسى اذ أنه فى ظروف التبارى تتداخل عناصر عديدة تعمل كمؤثرات اضافية على اللاعبين بخلاف ما اعتادوه أثناء التدريب .
مراعاة الظروف البيئية :
لقد نوهت العديد من الدراسات الى أهمية مراعاة تركيب البيئة المحيطة بالاداء والتعرف على آثارها المختلفة على الانجاز ، ومن ثم يرى البعض انه يجب على اللاعب أن يوطن نفسه مع متطلبات هذا الانجاز وأن يقوى وينشط من قوى الدوافع والسيطرة لديه
وفى هذا الصدد يرى " أحمد أمين " ضرورة التأكد من عدم وجود مثيرات أخرى مشتتة بالبيئة أثناء عرض أو أداء المهارة حيث اكتشف " تريبليت " أن مجرد تواجد أشخاص آخرين بالبيئة المحيطة يتسبب فى حدوث التغيرات فى انجاز الفرد وخاصة " انجاز الدقة " .
ففى بعض الاحيان قد يتحسن الاداء فى حين انه قد يضعف بشكل ملحوظ فى الكثير من الاحيان الاخرى ويرى " أبو عبيه " أن التناقض الواضح بين ما يسجله الرياضى من نتائج أثناء التدريب وبين تلك التى يحصل عليها فى أثناء المباراة وما يلاحظه المدرب ويقرره المحكمون انما يدفع اللاعب الى محاولة للتبرير او التفسير لضعف انجازه مما قد يوقعه فى افتراضات قد تكون خاطئة وتؤدى الى اضطرابات نفسية أكبر .
ويؤكد " عصام حلمى " على أن الاهتمام بالبناء التركيبى للبيئة المحيطة بالرياضى يعنى فى المقام الأول عدم اختلال الفرد نتيجة للمثيرات غير المرتبطة بالواجب الذى يؤديه ومن ثم يجب أن لا نضعه فى موقف يتطلب منه اختيار استجابات حركية معينة وسط العديد من تلك الاثارات الاخرى المحيطة به والتى تشوش على الواجب الاساسى له .
ويؤكد " أحمد خاطر " على أن تشويش الاشارات الحسية واختلالها إنما يفضى الى عدم تنفيذ الحركات الارادية بالدقة المطلوبة .
وعن اهمية مراعاه تركيب البيئة المحيطة باللاعبين بمثيراتها المختلفة ونأثيراتها على الاداء يتفق كل من " جنتل وبولتون" على ضرورة الاهتمام بذلك جيدا حيث انها تشكل جزءا كبيرا من مشاكل مدخلات الاداء والانجاز لدى الرياضى
ويعضد ذلك الرأى " عصام حلمى " اذ يرى ان اهم مشاكل هذه المدخلات فى استخدامات اسلوب النظم هو عملية اكتشاف المثيرات المناسبة فى البيئة المحيطة وسط العديد من تلك المثيرات الاخرى المتواجدة والتى يجب تحييدها حيث يحدد هذا وبشكل كبير الاداء الكفء للمهارات وخاصة تلك التى تؤدى فى بيئات مختلفة غير ثابتة فشدة الاثارات البيئية تؤثر فى عملية المدخلات وبالتالى تؤثر على كفاءة المخرجات وفاعليتها ، أو بمعني أدق أنجازات اللاعبين