أيام مرت على فاجعة عروس البحر ذاك الدمار الذي مر بساعة على مدينة جدة
وعاشت تلك العروس أيام يتيمة كانت تشيع فيها أهاليها
وكل إنسان علم أو قرأ أو رأى قد بكى بكاء كيف لا ونحن مسلمين جسد واحد
هنا وقف قلمي على هذه الخاطرة التي دارت بحقيقتها في الواقع لأسوغها بنبضي
وإحساس كل أعضاء الخواطر بمنتدى غرابيل العامر
.................................................. .................................................. ........................
طفلة قد فرحت
حملت عروسها وراحت تختال بها
في حارتها
وتداعب هتان السماء بوجنتيها
وتختال بجدايلها المبللة
تحمل الأحلام
وتنادي صديقتها
وتركض بين شارع وآخر
فرحتها تملأ المكان
وضحكتها تكسر جدار الصمت
والكل حولها مبتهج
وبين اللحظات
سكون
صمت
غمامة سوداء
كأنها الليلة الدهماء
سكبت السماء ماءها
وحملت من الأرض أخضره ويابسة
سكبت السماء
موت ودمار
وماء حمل
تلك الطفلة
التي تمسكت بعروستها لتنقذها
تصارع ذاك العنف القادم
وتدور بها الأمواج
وتقلبها
ذات اليمين واليسار
والطفلة تصرخ
بفمٍ ملأ بالماء
والوحل كساها ضعف على ضعفها
تمد يداها لعل يد تمسكها
تنادي أمها
أبيها
صاحبتها
فالبعد أفقدها
دارها
وحيها
ولم تملك إلا بعض أنفاسها
سرعان ما اختفت
روح تفارق الجسد
طاهرة بريئة
لتحنو عليها شجرة
وتمسكها من ثوبها
وتقول هنا انتهت رحلة فتاة
صغيرة حالمة
وضاعت فرحتها
كما ضاعت عروستها
حياة قصيرة
ودمعة بريئة
ورحلة قاسية عنيفة
أحلامها لعبة صغيرة
وضحكة بريئة
رحم الله كل ضحايا شهداء سيل الأربعاء بجدة
عظم الله أجرهم وأسكن ميتهم بجنات عليين
إنا لله وإنا لله راجعون
وتحية إجلال وإكبار لكل من قام بإنقاذ الأنفس التي كان عنف الماء
يسحبها للموت وكان يعرض نفسه للموت من أجلهم